صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

الاتحاد الأوروبي يضغط على حكومة «إسرائيل»

تضمن تقرير سرّي للاتحاد الأوروبي، وصل إلى صحيفتَي «غارديان» البريطانية و«يديعوت أحرونوت» العبرية، توصيات هدفها الضغط على الحكومة «الإسرائيلية» المقبلة من أجل العودة إلى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

وقال مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي لـ«يديعوت أحرونوت»، إن على الاتحاد أن يقرّر ما إذا كان سيعمل على تطبيق هذه التوصيات، وإن هناك احتمالات غير قليلة لخروجها إلى حيّز التنفيذ، وذلك في أعقاب تصريحات رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية.

وقال المصدر الدبلوماسي إن الاتحاد الأوروبي يسير في مسار تصادم مع الحكومة «الإسرائيلية» الجديدة، وإنه من الواضح للجميع في بروكسل وجود الردّ على هذه التصريحات.

كما تطرق الدبلوماسي الأوروبي إلى تصريحات نتنياهو بأنه لن تقوم دولة فلسطينية خلال ولايته في رئاسة الحكومة، وكذلك تصريحاته أن العرب يتحركون بكميات كبيرة إلى الصناديق.

فصل 2000 ضابط في الجيش «الإسرائيلي» وتقليص شراء الأسلحة

كتبت «يديعوت أحرونوت» أنه بعد أربع سنوات من سلوك الجيش بحسب برامج مالية قصيرة الأجل، والتي استمر بعضها لعدة أشهر فقط، تعمل القيادة العامة على صوغ خطة متعدّدة السنوات تحمل اسم «غدعون»، والتي ستسمح للجيش بالاستعداد بشكل منظم لمواجهة التهديدات في المنطقة، وبلورة الجيش من خلال خطة مالية ناجعة، بوساطة ارتباطات طويلة المدى.

وأصدر رئيس الأركان «الإسرائيلي» غادي آيزنكوت توجيها بإعطاء الأولوية خلال الصيف المقبل للتدريبات العسكرية ـ في الجو والبحر واليابسة، استعداداً للحرب المقبلة، وفي انتظار مصادقة الحكومة على الخطة المقترحة.

وفي سبيل تحقيق ذلك، سيضطر الجيش إلى وقف جزء من خطة التطوير والتزود بالأسلحة. وتصل موازنة الجيش إلى 30 مليار «شيكل»، من أصل 57 مليار «شيكل» مخصّصة لوزارة الأمن. وبحسب مصدر أمني رفيع، فإن الخطة المتعددة السنوات تعتبر حتمية وستقود إلى النجاعة والتوفير المالي.

وأوضح قائلاً: «من الواضح أن الصفقات القصيرة الأجل لعدة أشهر أو حتى لسنة تكلف أكثر من الارتباط باتفاقيات لعدّة سنوات. والحديث ليس فقط عن مخزون الأسلحة، إنما أيضاً عن المنتجات الأساسية كمعلبات سمك التونا والقشدة. إن حقيقة عدم سماحهم لنا بالحصول على موازنة متعددة السنوات يسبّب خسارة لموازنة الدولة كلها. الحكومة المقبلة تملك مصلحة في المصادقة على هذه الخطة». وينتظر الجيش التوصيات التي ستقدمها لجنة الجنرال احتياط يوحنان لوكر لفحص موازنة الامن، على أمل أن توصي بالانتقال إلى تخصيص موازنة متعددة السنوات. وكجزء من الحاجة إلى التوفير يعتقد عدد من المسؤولين الكبار أن عملية «الجرف الصامد» أديرت بشكل مبذر في كل ما يتعلق باستخدام الأسلحة، وأن اقتصاد الحرب لم يتم بشكل منظم.

في هذا السياق أيضاً، تكتب «هاآرتس» أن الجيش «الإسرائيلي» ينوي فصل حوالى 2000 جندي دائم خلال سنة ونصف، وإعادة حجم الجيش الدائم إلى ما كان عليه بعد حرب لبنان الثانية تقريباً. وكان الجيش قد زاد عدد ضباط الخدمة الدائمة بحوالى 700 ضابط سنوياً بعد حرب لبنان. وبحسب تقديرات الجيش، فإن تقليص ألف جندي دائم سيوفر على الجيش حوالى 200 مليون «شيكل» سنوياً.

تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة

كلّف الرئيس «الإسرائيلي» رؤوفين ريفلين بنيامين نتنياهو رسمياً بتشكيل حكومته الرابعة وسط أجواء من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وأمام نتنياهو 65 سنة الذي يحكم «إسرائيل» منذ 2009 بعد ولاية أولى من 1996 وحتى 1999، نظرياً 28 يوماً قابلة للتجديد 14 يوماً لتشكيل فريقه الحكومي. وفي حال لم يتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي خلال هذه المدة، يصبح بإمكان ريفلين تكليف زعيم حزب آخر.

ويتوقع أن يحظى نتنياهو بدعم خمسة أحزاب أخرى غير «الليكود»، بينها الحزبان القوميان، «البيت اليهودي» و«إسرائيل بيتنا»، والحزبان المتشددان «شاس» و«اللائحة الموحدة للتوراة» وحزب اليمين الوسط الجديد «كلنا».

وسيكون على نتنياهو وحكومته تحمل تبعات حملة انتخابية أثارت انقساماً في صفوف «الإسرائيليين وأدت إلى توتر مع الحليف الأميركي. أما الفلسطينيون فقد أعلنوا أنهم سيقدمون أول لائحة اتهام ضد «إسرائيل» إلى المحكمة الجنائية الدولية في الاول من نيسان المقبل.

وقبل حفل التكليف، انتقد الرئيس «الإسرائيلي» علناً بنيامين نتنياهو بسبب التصريحات التي أدلى بها حول تصويت العرب «الإسرائيليين» خلال حملة الانتخابات التشريعية.

وكان نتنياهو قد واجه حملة انتقادات كبرى من جزءٍ من الرأي العام «الإسرائيلي» والدولي بسبب توجيهه نداء قبل ساعات على إغلاق مكاتب الاقتراع، لتشجيع أنصار حزبه «الليكود» على الاقتراع. إذ قال: «اليمين في السلطة في خطر. يأتي الناخبون العرب بإعداد كبيرة إلى مكاتب الاقتراع. الكتل اليسارية تنقلهم في حافلات».

وقال ريفلين بحسب بيان أصدره مكتبه قبل الحفل الذي سيجري فيه تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة الجديدة إن مشاركة كثيفة هي بلورة للديمقراطية، وخير للديمقراطية. إلى أي حدّ سيكون أمراً بشعاً أن يعتبر هذا الواجب الديمقراطي لعنة أو موضوعاً يثير قلقاً؟».

ومن أجل تهدئة الامور، قامت الحكومة المنتهية ولايتها بتعليق خطة بناء مئات الوحدات الاستيطانية في حيّ استيطاني في القدس الشرقية، بسبب حساسية المشروع. وكان من المفترض بناء الوحدات في مستوطنة «هار حوما» جبل ابو غنيم في القدس الشرقية التي زارها نتانياهو في اليوم الأخير من حملته الانتخابية قبل الانتخابات التشريعية في 17 آذار.

وتعهد نتنياهو يومذاك بتكثيف الاستيطان في القدس الشرقية في حال فوزه بالانتخابات التشريعية، ثمّ أعلن في مقابلة أنه لن يكون هناك دولة فلسطينية في حال انتخابه. وبحسب موقع «واي نت»، فإن حكومة نتنياهو قامت بوقف المناقشات حول مشروع ضخم لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في جبل أبو غنيم.

وأكد دانييل سايدمان، وهو مدير «منظمة القدس الدنيوية» غير الحكومية، أنه نظراً إلى طبيعة المشروع «الاشكالية للغاية»، والتوتر بين نتنياهو وواشنطن، فإنّ التقارير قد تكون «حقيقية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى