الحوثي: عندما فشلت أدوات السعودية تدخلت مباشرة
اعتبر قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن المملكة العربية السعودية تنفذ مشروعاً غربياً أميركياً «إسرائيلياً» تدميرياً لبلدان المنطقة ومن بينها اليمن، وقال إن بعض القوى السياسية و«القاعدة» و«داعش» تمثل أدوات لدى السعودية.
وقال الحوثي في خطاب حول المستجدات اليمنية والعدوان السعودي على اليمن إن القوى الظالمة وعلى رأسها الجار السوء السعودية تنفذ إرادة أميركية ورغبة «إسرائيلية»، معتبراً أن «النظام السعودي لا يحترم حق الجوار». وأضاف: «إن القوى الطاغية والمستكبرة تلجأ إلى أميركا وتتودد إليها بأي ثمن، والسعودية تنفذ مشروعاً غربياً أميركياً «إسرائيلياً» تدميرياً لبلدان المنطقة ومن بينها اليمن».
وتابع الحوثي: «إن بعض القوى السياسية والقاعدة والدواعش تمثل أدوات للسعودية، وعندما فشلت أدوات السعودية في اليمن تدخلت هي مباشرة». وأكد أن الجيش اليمني واللجان الشعبية جسدت الفتوة والشجاعة على أرض المعركة، مبيناً أن أبناء الجنوب كانوا في طليعة تحرك الشعب اليمني.
وقال: «إن اليمن، أيها المعتدون المجرمون، أعز شموخاً مما تتصورون وهو ليس فريسة سهلة ليأتي البعض ويبتلعها، والمعتدون على اليمن سيدفعون الثمن باهظاً».
وتابع: «إن المعتدين يتخيلون أن كل اليمنيين يقفون مكتوفي الأيدي ليتلقوا الضربات منهم»، معتبراً أن «حماقة العدوان أحيت روح العزة والكرامة لدى الشعب اليمني»، مؤكداً أن «الشعب اليمني سيتحرك لمواجهة العدوان الغاشم».
إلى ذلك، احتشد آلاف اليمنيين في العاصمة اليمنية صنعاء استنكاراً للعدوان السعودي على بلادهم، ورددوا شعارات ضد هذا العدوان متوعدين السعودية بالرد.
وقال مصدر إن المتظاهرين في صنعاء يحملون للمرة الأولى الأسلحة في تظاهرتهم تعبيراً عن استعدادهم للرد على العدوان. وتوعد المحتشدون اليمنيون السعودية بالرد على عدوانها ضد بلادهم.
من جهته قال عضو اللجنة الثورية العليا خالد المداني في كلمته خلال الاحتشاد إن الشعوب العربية والإسلامية ترفض ممارسات السعودية ولا تشترى أو تباع بالمال، مضيفاً أن «إذا كانت السعودية قد اشترت المرتزقة للاعتداء على أرض اليمن فاليمن ستكون مقبرتهم».
وأضاف: «سيذكر العالم كله أن أكبر خطأ ارتكبته السعودية وملوكها وأمراؤها هو قرار مواجهة إرادتنا الصلبة، وتصرفات المملكة تنم عن استكبار، وسيغرق المعتدون في اليمن كما غرق فرعون في البحر.
وتابع المداني: «إن الدماء التي سفكتها طائراتهم ستكون بركاناً وزلزالاً يزيل عروش الطغاة»، موضحاً أن الشعوب العربية والإسلامية ترفض ممارسات السعودية.
ردود فعل إقليمية ودولية
وتوالت ردود الفعل على العدوان العسكري الذي تقوده السعودية، منها ما جاء مؤيداً ومنها ما أكد على ضرورة الحوار واستئناف العملية السياسية.
تركيا كانت في مقدمة الدول التي أعلنت تأييدها لهذه العمليات العسكرية، داعية من خلال وزارة خارجيتها «أنصار الله» ومن أسمتهم بـ»داعميهم الخارجيين» إلى وقف الممارسات التي من شأنها «تهديد السلام والأمن في المنطقة» على حد ما جاء في بيان لوزارة الخارجية التركية. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن استعداد تركيا لتقديم دعم لوجيستي للعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
من جهته، حذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي من أن لنيران الحرب على اليمن تبعات خطرة خصوصاً في ظل حساسية الأوضاع في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن دخان هذه النيران ستصل إلى عيون السعودية.
وأعربت سورية عن قلقها العميق تجاه التطورات الخطيرة التي تشهدها جمهورية اليمن الشقيق. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لوكالة «سانا» إنه «في الوقت الذي تؤكد سورية احترام سيادة اليمن واستقلاله ووحدته أرضاً وشعباً فإنها تدعو الأطراف اليمنية إلى الحوار في ما بينها للتوصل إلى حل سياسي يلبي إرادة وتطلعات الشعب اليمني وتطالب المجتمع الدولي باحترام هذه الإرادة».
أما الجزائر فأكدت على لسان وزير الخارجية رمضان عمامرة أن الأولوية في اليمن يجب أن تكون للحل السياسي عبر الحوار. من جهتها، أعلنت الخارجية التونسية أنها «تتفهم التدخل السعودي بما أن أحداث اليمن تؤثر على أمن الخليج».
أما الأردن فقد رأى عبر مصدر حكومي أن مشاركته إلى جانب السعودية ودول الخليج في «عاصفة الحزم» إنما «تأتي متسقة مع دعم الشرعية في اليمن».
من ناحيتها أعربت بغداد عن قلقها من التدخل العسكري في اليمن وأكدت على «نبذ استخدام القوة».
وكذلك أعرب الإتحاد الأوروبي عن قلقه من «تداعيات إقليمية خطيرة» بعد التدخل العسكري السعودي في اليمن، واصفاً بأن هذا التحرك ليس حلاً، حاثاً القوى الإقليمية على «التصرف بمسؤولية».
ومن موسكو صدر موقف أكد دعم روسيا الكامل لسيادة اليمن ووحدته وحرمة أراضيه. وأعربت موسكو عن قلقها الشديد إزاء التطورات في اليمن داعية إلى وقف القتال فوراً والعودة إلى الحوار. وقالت الخارجية الروسية إن «عملية السعودية وحلفائها في اليمن لن تؤدي إلى تسوية الأزمة».
أما الموقف البريطاني فجاء بين مؤيد للتدخل العسكري السعودي باليمن ومؤكد في الوقت نفسه أن الحل النهائي يجب أن يكون سياسياً.
بدورها اعتبرت فرنسا «أن حملة عاصفة الحزم تأتي استجابة لطلب السلطات الشرعية اليمنية».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تثمّن موقف دول مجلس التعاون الخليجي في العملية العسكرية القائمة في اليمن، معتبرة في الوقت ذاته أن ليس هناك حل عسكري للأزمة في اليمن». واعتبر أن تأييد أميركا للعملية يستند إلى العلاقات الوثيقة بينها وبين دول مجلس التعاون.
وفي السياق، قال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط إن ضمان التدفق الحر للتجارة عبر مضيقي باب المندب وهرمز، على رغم القتال وعدم الاستقرار في اليمن، يعد من المصالح الأساسية لواشنطن.
وكان البيت الأبيض قال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة لوجستية واستخباراتية لدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن لدحر مقاتلي جماعة الحوثي. وأضاف البيت الأبيض في بيان له «في حين أن القوات الأميركية لا تشارك بعمل عسكري مباشر في اليمن دعماً لهذا الجهد فإننا نؤسس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والاستخباراتي الأميركي».
وتابع أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تهديدات جناح «القاعدة» في اليمن «وستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع التهديدات المستمرة والوشيكة للولايات المتحدة ومواطنينا».