نصر الله: مصير المعركة في اليمن سيكون هزيمة النظام السعودي

شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على «أن العملية العسكرية التي تنفذها السعودية ودول أخرى ضد اليمن تشكّل عدواناً»، لافتاً إلى أنه «على مدى عقود لم يتحرك العرب من أجل فلسطين ولبنان كما تحركوا في الحملة على اليمن».

ورأى السيد نصر الله في إطلالة تلفزيونية خصصها لبحث آخر التطورات في لبنان والمنطقة، «كنا نحلم بهبّة أو نسمة حزم عربية، سواء تجاه فلسطين أو تجاه اجتياح لبنان، أو في الحرب الأخيرة على غزة حيث دمرت آلاف البيوت فيها، خصوصاً أن سكانها من أهل السنّة، وكانوا يستصرخونهم، ولهذا نتفاجأ ونتألم. كل ما جرى في منطقتنا من حروب لم يستدع تدخلاً سعودياً فما الذي جرى؟ ولماذا تركتم الشعب الفلسطيني لا بل تآمرتم عليه وخذلتموه عند الأميركي، وإذا كان هدفكم إعادة السلطة الى الرئيس عبد ربه منصور هادي، فلماذا لا تستعيدون أرض فلسطين؟ وإذا كما قلتم أنكم استشعرتم الخطر فلماذا لم تستشعروا خطر «إسرائيل» وهي على أبواب موانئكم ومياهكم؟ كل هذا يعني أن «إسرائيل» لم تكن عدواً لكم».

وطالب هؤلاء بـ«مناقشة هذه الحجج، فهل تسوغ لهم شن حرب قاسية تؤدي إلى قتل المدنيين وتدمير البيوت؟ وهذا الأمر ينسحب على موقف العلماء المؤيدين لهذا العدوان على شعب اليمن».

الحرب استجابة لنداء هادي حجة واهية

وأوضح السيد نصر الله «أن الحجة الأولى تتعلق بموقف الرئيس اليمني الذي انتهت ولايته ولكن لنعتبر أنه شرعي وطالب مساعدتهم فهل هذه حجة كافية لشن حرب على اليمن؟ ولماذا عندما هرب الرئيس التونسي إلى السعودية بعد ثورة الشعب التونسي لم يقيموا تحالفاً عربياً ضد تونس لإعادة السلطة الشرعية؟ وأيضاً بالنسبة إلى مصر وكلنا يعرف موقف السعودية من حسني مبارك فلماذا لم تقوموا وتضربوا هؤلاء المتمردرين على حسني مبارك»؟

وقال «ليس بهذا الإسلوب تكون إعادة الرئيس الى السلطة، فما سر هذه المفارقة الغريبة. إن المسألة أعمق من ذلك بكثير»، معتبراً «أن شن الحرب على اليمن استجابة لنداء هادي حجة واهية».

وعن الحجة الثانية بالنسبة الى اليمن قال: «هناك وضع جديد في اليمن من خلال ثورة الناس، ولكن هل من دليل تقدمونه على أن هذه الثورة تهدد أمن السعودية؟ ووصف ما يحصل بأنه محاسبة على النوايا وهذا مثل دين جورج بوش».

وأضاف: «هناك مشاكل أمنية كبيرة في اليمن من «داعش» إلى «القاعدة» إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية والسياسية»، لافتاً إلى «أن السعودية تعرف جيداً مدى قدرات اليمن العسكرية».

وأشار الى «اتصالات سابقة بين أنصار الله والسعودية ولكنها انقطعت عشية وفاة الملك عبدالله». وتطرق الى لغة الود التي تحدث بها أنصار الله تجاه السعودية متسائلاً: «عما الذي جرى كي يقال أنهم باتوا يهددون أمن باب المندب» .وتمنى وضع العصبيات المناطقية والحزبية جانباً لأن كل من يؤيد هذه الحرب هو شريك فيها، وهو آثم أمام الله.

وأشار إلى «أن الحجة الثالثة وهي الأكثر إعلاناً وتسويقاً في الإعلام العربي والخليجي ومفادها أن اليمن بات محتلاً من إيران ويجب استعادته مع أنهم لم يُدخلوا اليمن في دول التعاون الخليجي. وهذه الحجة هي أكبر الاكاذيب.

وسأل السيد نصر الله «أين هم الإيرانيون في اليمن. وهل هناك جيوش إيرانية في اليمن؟ وهل هناك قواعد عسكرية في اليمن؟ قد يقولون أن هناك هيمنة إيرانية ولكن هذه نقطة تحتاج إلى نقاش».

وقال: «لأنهم أمراء ومقتدرون ينظرون إلى الشعوب كرعايا، وفي حال تمردت هذه الشعوب فإنها تصنف على أنها في المحور المعادي».

ورأى «أن هذا العقل يؤدي إلى أخطاء وإلى فشل متراكم نتيجة العقل الذي يفكر بشكل خاطئ، ولأن هذه أساسيات تجعل المنطقة مفتوحة أمام إيران». وتابع: «المشكلة عندكم وهي فشلكم وليس عند ايران».

وتابع: «في عام 1982 عندما احتلت «إسرائيل» أجزاء من لبنان وصولاً إلى بيروت تخلى العرب عن لبنان باستثناء سورية، في حين أن العرب الذين يملكون المال ويشترون السلاح تخلوا عن لبنان، لكن إيران أتت من آخر الدنيا ولبت استصراخنا وجاءت وساعدت اللبنانيين ونقلت السلاح والتقنيات والخبرة، ولكن المقاومة في لبنان كانت لبنانية في رجالها ونسائها وقضيتها وحركتها وقرارها وكذلك شهدائها».

دول الخليج خذلت الشعب الفلسطيني

وقال السيد نصر الله: «ليس لديكم دليل على أن هذه المقاومة إيرانية لأنكم لا تعترفون بها، وحتى عندما أردنا تقديم النصر هدية لكل العرب والمسلمين ولكل شرفاء العالم فلم تقبلوا، وقلتم إنه نصر مذهبي، رافضاً «أن تكون إيران تفرض خياراتها على لبنان».

وتابع: «انتم دول الخليج خذلتم الشعب الفلسطيني وتركتموه لاعتداءات إسرائيل ومفاوضات أميركا التي لن تؤدي الى نتيجة».

وسأل: «لديكم مليارات الدولارات فلماذا يعيش الشعب الفلسطيني كل هذا البؤس؟ لا نريد جنودكم وضباطكم بل بعض اموالكم لمساعدة الشعب الفلسطيني».

وذكر الأمين العام لحزب الله «أن ايران قدمت المساعدات من المال والسلاح ونقل الخبرة والتدريب والموقف السياسي العالي والحازم إلى الشعب الفلسطيني، فكيف لا يحب الشعب الفلسطيني ايران»؟

وأكد: «أن العرب تركوا الملف الفلسطيني في وقت لم تصارعهم إيران عليه».

وشدد على «أن السعودية تهيمن على اليمن منذ عشرات السنين وتتدخل بكل شيء حتى في المذاهب ودفعت أموالاً لتغيير بعض القبائل مذاهبها»، متسائلاً: «أين الاقتصاد في اليمن؟ أين الأمن والاستقرار»؟

وتابع السيد نصر الله: «رفضتم ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي وتعاطيتم مع الشعب اليمني باستعلاء. ثم ألم تهجموا على الحوثيين وانهزمتم. وأضاف: «لم تكن للحوثيين علاقة مع إيران بل كانت علاقتهم مع قطر ولم يكن لنا نحن حزب الله أي اتصال معهم. لكن إيران تعاطفت معهم واعترفت بحقهم من دون أن تتدخل».

اليمنيون يريدون تقرير مصيرهم

وأعلن «أن اليمنيين هم من أرادوا اليوم تقرير مصيرهم من دون أي تدخل ايراني».

ورأى «أن سياسة السعودية تدفع الشعب اليمني إلى أحضان إيران كما حصل مع دول اخرى». وقال: «استعادة اليمن ليس بعاصفة الحزم وإنما بالعاطفة والمحبة».

وأكد: «أن السبب الحقيقي أيتها الشعوب العربية هو أن السعودية فشلت في اليمن وشعرت بأن اليمن بات ملك شعبه وطنياً ولا يخضع لسيطرة أحد، لذلك كان التحرك السعودي ضد اليمن»، معتبراً «أن الهدف من وراء الحرب على اليمن وسفك دماء أبناء الجيش والشعب اليمني هو استعادة أمراء آل سعود السيطرة على البلاد، مشدداً على أن استعادة اليمن تكون بالحوار والتعاطي العاقل والحلم وليس بـ«عاصفة الحزم».

وشدّد على أنه من «حق الشعب اليمني أن يدافع ويقاوم ويتصدى للعدوان دفاعاً عن أرضه وعرضه»، قائلاً للسعودية «إن مصير المعركة سيكون هزيمة النظام السعودي ولا تفرحوا ببعض غاراتكم الجوية التي لا تصنع نصراً ولا تحسم معركة».

مبادرات الحل السياسي

ودان السيد نصر الله العدوان السعودي – الأميركي الظالم على اليمن، داعياً إلى وقف هذا العدوان واستعادة مبادرات الحل السياسي وهو أمر ممكن، وكذلك أن تراجع شعوب هذه الدول العربية المشاركة في العدوان ضميرها تجاه الشعب اليمني الفقير الطيب».

وخاطبهم قائلاً: «القصف الجوي لا يصنع نصراً» مطالباً الشعوب العربية بوقفة ضمير أمام حكوماتهم ومنعها من المشاركة في العدوان على اليمن»، كما دعا إلى مبادرة عربية وإسلامية لوقف العدوان على اليمن وإلا فمصير هذا العدوان الهزيمة».

وأعرب عن مفاجأته من موقف السلطة الفلسطينية، وخاطب الرئيس محمود عباس «كيف تؤيد حرباً على شعب؟ هذا سيفقدك منطقك عندما ستشن «إسرائيل» حرباً عليك».

وتابع: «من حق الشعب اليمني الشجاع والحكيم أن يدافع ويقاوم ويتصدى وهو يفعل ذلك وسينتصر لأن هذه هي سنن الله والتاريخ».

ولفت إلى مصير الجيش الأميركي و«الإسرائيلي» في البلدان التي احتلوها، وقال: «لا يزال أمام الحكام في السعودية فرصة كي لا تلحق بهم هزيمة وعليهم الذهاب إلى الحوار».

السحر انقلب على الساحر

كما تطرق السيد نصر الله الى العراق والكلام عن النفوذ الايراني، نافياً وجود احتلال إيراني، متسائلاً عما فعلته السعودية تجاه العراق والتي أيدت ودعمت صدام حسين وفقاً لاعتراف الأمير نايف كما قال لأحد المسؤولين الايرانيين.

وأضاف: «كنتم أيضاً كسعودية جزءاً من الاحتلال الاميركي للعراق تأييداً ودعماً، ولكن عندما بدأ الشعب العراقي يستشعر ضرورة الخلاص من هذا الاحتلال أطلقتم عليه افراد «القاعدة»، وأنا من أعلن أن من كان يموّل عمليات القتل والسيارات المفخخة في كل أنحاء العراق هي الاستخبارات السعودية».

«داعش» من اختراعات السعودية

وكشف السيد نصر الله «أن داعش هو آخر اختراعات السعودية بتمويل من بندر بن سلطان، لكن السحر انقلب على الساحر وخرج «داعش» عن سيطرتكم كما فعلت «القاعدة» من قبل».

ولفت إلى وقوف إيران مع الشعب العراقي ومقاومته ضد الجيش الأميركي وكان هذا موقفاً شجاعاً منها، مما دفع بأميركا إلى إطلاق التهديدات.

وقال: «أول من أرسل مساعدات كانت إيران لكل من الكرد والشيعة وأهل العراق في حين ماذا فعلتم أنتم وماذا فعلت أميركا بطائراتها، واصفاً دورها باللعب.

السعودية تمنع الحل في سورية

وتابع متطرقاً الى ما فعلوه تجاه سورية، فأشار إلى «أن هدفهم الحقيقي كان اسقاط سورية وجعلها تابعة للسعودية أو قطر أو تركيا ولكن سورية صمدت في حين أنكم جمعتم الدنيا لإسقاط بشار الأسد وكانت النتيجة تدمير سورية»، لافتاً إلى «رغبة السوريين في اعتماد الحل السياسي وأن الذي يمنع الحل في سورية هي السعودية لأن هدفها لم يتحقق بعد».

وكشف «أن عدد الايرانيين في سورية قليل جداً وعلى ذمتي لا يتعدى عددهم الخمسين».

ورأى «أن عقلية التجاهل هذه لا ترى وجود شعب في سورية وأن اتهام حزب الله بالتواجد في كل سورية تلفيق».

وأعرب عن قناعته أن الإمام الخامنئي هو إمام المسلمين مؤكداً «أن ايران لم تبلغنا بأي قرار ولم تطلب منا شيئاً، ونحن قيادة مستقلة»، متمنياً على «حماس والجهاد الاسلامي وباقي الفصائل أن يقولوا عما إذا كانت إيران قد طلبت منهم يوماً ما أي أمر أو فرضته، لأن إيران دولة الشعب المسلم وليست إيران الشاه لذلك هم ضدها».

وأعطى «مثالاً عن إحدى زيارات حماس للسعودية عندما طالبتهم بتأمين السلاح في مقابل أن تقطع العلاقة مع ايران لكن لم تقدم السعودية السلاح والدعم بسبب وجود أميركا وإسرائيل»

وشدد على «ان ايران وسورية لوحدهما يقدمان السلاح والخبرة والدعم السياسي».

وفي الشأن المحلي قال الأمين العام لحزب الله «إننا في موقع يجب على كل لبناني وعربي أن يحدد موقفه مما يجري في اليمن»، مشيراً إلى تأييد الرئيس سعد الحريري العدوان على اليمن بعد حوالى نصف ساعة من بدئه، لذا نحن من حقنا ولا يجوز لأحد ان يصادر حقنا في التعبير عن موقفنا، متمنياً ًالا يؤدي هذا التطور في الخليج إلى التوتر في لبنان، وألا يأخذ أي أحد البلد الى توتر جديد.

وتناول مسألتي الحوار والمحكمة الدولية وأشار إلى «اننا اخترنا الحوار مع تيار المستقبل لمنع انهيار البلد وتخفيف الإحتقان المذهبي»، مؤكداً مواصلة هذا الحوار رغم محاولة قوى سياسية داخل تيار المستقبل وخارجه تخريبه، ومنها ما يدلي به البعض من شهادات في المحكمة الدولية». وأكد أنه «لا يعير هذه الأصوات أي أهمية، وأننا نحتمل كل هذه الاستفزازات»، داعياً «جمهور المقاومة الى عدم الاهتمام بهذه الأصوات التي لا مكان لها إلا في الفتنة، ونحن لا نريد لهم تحقيق أهدافهم، وما علينا سوى الصبر».

اما عن المحكمة الدولية فقال: «كل العالم يعرف أننا تحدثنا منذ سنوات، وأعلنا موقفنا من أدائها ونتائجها، لذلك لا يعنينا ما يجري فيها، خصوصاً أن اللبنانيين تابعوا الشهادات التي أدليت أمامها ولم يكن فيها أي أمر قانوني جديد». وتابع: «لا نحتاج إلى أي تعليق ولا يعنينا أي شيء يقال فيها».

وتطرق الى الحملة الجديدة المستجدة حول تعطيل الانتخابات الرئاسية وأكد أنه «أمر مؤذٍ حصول الفراغ، وما يعنينا هنا ما قيل عن اتهام إيران وحزب الله بتعطيل الانتخابات الرئاسية»، مؤكداً «أن ايران لم ولن تتدخل في الانتخابات الرئاسية، وقد سبق لفرنسا أن تدخلت لدى إيران وكان الجواب هذا شأن لبناني».

وأعلن «أن المسؤول عن التعطيل يعرفه الجميع في الإعلام والكواليس وهو أن المملكة العربية السعودية تضع فيتو على شخصية ذات ثقل على الساحة»، كاشفاً «أن وزير الخارجية سعود الفيصل شخصياً يضع هذه الفيتو مميزاً موقف سعد الحريري في هذا الشأن، وقال إنه لا يمانع من انتخاب هذه الشخصية ويقصد العماد ميشال عون».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى