السعودية تلقي بنفسها في الهاوية… وواشنطن تغرق في التناقضات!

لا يزال العدوان السعودي ـ العربي المدعوم أميركياً، وإن سمّي بغير تسميات، يطغى على التقارير الصحافية الغربية، لا سيما بعد انعقاد القمّة العربية في شرم الشيخ المصرية.

وفي هذا الصدد، قال الصحافي البريطاني روبرت فيسك في مقال نشره في صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن المملكة العربية السعودية ألقت بنفسها في الهاوية، وإن غاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية للمملكة وللشرق الأوسط على حدّ سواء. وتطرّق فيسك إلى ردود الفعل التي أثارها التدخل العسكري في اليمن، بين معترض مثل حزب الله في لبنان وموافق مثل رئيس الوزراء اللبناني السنّي السابق سعد الحريري، في بلبلة يراها فيسك قد تكون البداية لاحتقان طائفي يزداد توهجه في المنطقة.

صحيفة «غارديان» البريطانية نشرت تقريراً يرصد المواقف الأميركية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى تناقض موقفها الداعم التحركات الإيرانية داخل العراق لمواجهة التنظيم المسلح «داعش»، مع مساندتها الأخيرة للقوى العربية التي وجهت ضربة جوية للحوثيين في اليمن الذين يتلقون دعمهم الأكبر من إيران. وتقول الصحيفة إنّ الإدارة الأميركية تلقّت عدداً من الانتقادات التي ترى أن تحركاتها تدفع في طريق الحرب الأهلية في اليمن بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من قبل جامعة الدول العربية، مثلما دفعت سياستها إلى تفاقم الأزمة الطائفية في العراق.

أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فرأت أنّ الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بدا في كلمة بثّها التلفزيون اليمني يوم السبت، كما لو أنه ما زال في الصورة كزعيم البلاد، طارحاً خططاً لإنهاء أزمة اليمن، ومخاطباً القوى الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ كلمة صالح، الرئيس السنّي الذي أطيح به في إطار انتفاضات «الربيع العربي» وأجبر على التخلي عن السلطة في 2012، ربما تعكس درجة من الاستسلام. لكنها تهدف أيضاً إلى حشد الغضب الشعبي ضدّ الهجمات.

«إندبندنت»: السعودية ألقت بنفسها في الهاوية

نشر الصحافيّ البريطاني روبرت فيسك مقالاً في صحيفة «إندبندنت» البريطانية يعلّق فيه على الضربات الجوّية التي تقودها السعودية ضدّ الحوثيين في اليمن، متسائلاً عن مدى تأثير تلك الضربات على مستقبل الشرق الأوسط.

وقال فيسك إن السعودية قد ألقت بنفسها في الهاوية، وأن غاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية للمملكة وللشرق الأوسط على حد سواء.

ويرى فيسك أن قرار التدخل العسكري من قبل عشر دول عربية داخل اليمن ضد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، يعتبر قراراً تاريخياً وقد يشعل فتيل صراع طائفي طويل الأمد بين الشيعة والسنة في المنطقة، وهو الأمر الذي سيرضي قوة مثل «إسرائيل». ويتساءل فيسك عن السبب الذي جعل المملكة السعودية تتخذ قرار قصف اليمن، فهو أن المملكة إذا كانت تتخوف من النفوذ الإيراني فالأجدر بها إلقاء نظرة على جارتها العراق التي صارت مسرحاً للتحرك الإيراني في المنطقة.

وتطرّق فيسك إلى ردود الفعل التي أثارها التدخل العسكري في اليمن، بين معترض مثل حزب الله في لبنان وموافق مثل رئيس الوزراء اللبناني السنّي السابق سعد الحريري، في بلبلة يراها فيسك قد تكون البداية لاحتقان طائفي يزداد توهجه في المنطقة.

وأشار فيسك إلى الأصول القبلية لأفراد الجيش السعودي، الذي ينتمي الكثيرون بين صفوفه إلى أصول يمنية، نتيجة للتداخل الشديد بين قبائل تلك المنطقة، معتبراً التدخل العسكري ناقوساً للخطر. وقال فيسك عن الموقف الأميركي إن الولايات المتحدة حالياً تهتم بشكل أكبر بالتوصل إلى اتفاقية مع إيران حول برنامجها النووي، إذ يأخذ هذا الأمر الأولوية لديها في ما يتعلق بالأحداث في الشرق الأوسط.

«إيكونوميست»: الاضطرابات السياسية سمحت بالتوسع الإيراني في الشرق الأوسط

نشرت صحيفة «إيكونوميست» البريطانية تقريراً يتابع الانتشار الملحوظ لـ«المليشيات الشيعية» المدعومة من إيران في المنطقة، معتبرة الفترة الحالية هي الذروة للتوسع الإيراني ونفوذه في الشرق الأوسط نتيجة الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة.

ويبدأ التقرير بذكر التحذير الذي أطلقه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن بعد سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إذ قال الملك إن سقوط صدام سيحدث فراغاً لن يملأه سوى «المليشيات الشيعية» المدعومة من قبل إيران، وهو ما يظهر جلياً في الوقت الحالي.

وأشار التقرير إلى التعاون بين «المليشيات الشيعية» وتصدّرها المشهد في عدد من المناطق، فهي تخوض الصراع ضد ميليشيات تنظيم «داعش» في العراق وسورية، وتحرص إيران على دعم نظام بشار الأسد عن طريقها، وهناك أيضاً حزب الله الذي اكتسب خلال السنوات الأخيرة سمعة كأقوى عدوّ لـ«إسرائيل»، ليتسيد المسرح السياسي في لبنان، ويدعم نظام بشار الأسد، ويمدّ أيضاً الحكومة العراقية بخبراء في المتفجرات للتدريب والاستشارة.

وتطرّق التقرير إلى النفوذ الإيراني في المنطقة الذي يتمثل في إدارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني المعارك في العراق، ومهام التنسيق بين «المليشيات الشيعية» في كل من سورية والعراق، ومؤخراً تسليح الحوثيين في اليمن واستخدامهم كورقة ضغط على دول الخليج.

ويقول التقرير إن «المليشيات الشيعية» لا تسبب قلقاً كبيراً للدول الغربية مثل نظيرتها المتطرّفة، وذلك لأنها لا تستهدف الغرب.

ويرى التقرير أن انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة يورط أميركا في مواقف متناقضة، مثل دعمها تحركات «الميليشيات الشيعية» في العراق لاسترداد مدينة تكريت من سيطرة «داعش»، ودعمها العملية العسكرية «عاصفة الحزم» ضدّ الحوثيين المموّلين من إيران في اليمن.

«غارديان»: دعم أميركا «عاصفة الحزم» يناقض موقفها من تحرّكات إيران في العراق

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً يرصد المواقف الأميركية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى تناقض موقفها الداعم التحركات الإيرانية داخل العراق لمواجهة التنظيم المسلح «داعش»، مع مساندتها الأخيرة للقوى العربية التي وجهت ضربة جوية للحوثيين في اليمن الذين يتلقون دعمهم الأكبر من إيران.

وتلقت الإدارة الأميركية عدداً من الانتقادات التي ترى أن تحركاتها تدفع في طريق الحرب الأهلية في اليمن بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من قبل جامعة الدول العربية، مثلما دفعت سياستها إلى تفاقم الأزمة الطائفية في العراق.

وأنكر المتحدث بِاسم الخارجية الأميركية جيف راثكي الاتهامات التي تتلقاها الإدارة الأميركية، وقال مدافعاً عن موقف أميركا مما يجري باليمن: «إننا نحاول التوصل إلى حوار سياسي في اليمن يجمع كافة الأطياف، لكن الحوثيين هم من رفضوا الاشتراك في هذا الحوار».

وقال راثكي إن الولايات المتحدة لا تدعم التحركات الإيرانية في العراق، لكنها تجدها متوافقة مع هدفها الرئيسي، أي مواجهة ميليشيات التنظيم المسلح «داعش»، لهذا فهو التقاء موقّت للأهداف.

وكان المتحدث باسم الحزب الجمهوري جون بينر قد وجه حملة من الانتقادات لإدارة أوباما، معتبراً إياها مفتقدة للرؤية الاستراتيجية الواضحة، في ظل تنامي أخطار التنظيمات الأصولية مثل «القاعدة» و«داعش»، واصفاً سياساتها بالتخبط وعدم الوضوح.

ولاقت الهجمات السياسية دفاعاً من اتباع إدارة أوباما الذين وصفوا التحركات الأميركية في المنطقة بالمرنة، والمتأقلمة مع ظروف الساحة المتقلبة.

وقالت السفيرة الأميركية السابقة في اليمن بربارا بوداين في معرض دفاعها عن سياسة بلدها الخارجية، إن أميركا تتعامل وفقاً لتصاعد الأحداث ووفقاً مع ما يلتقي مع مصلحتها، معتبرة أن ما يستدعي القلق هو السياسة الصلبة غير المرنة لا العكس.

وأضافت بوداين أن التحرك الإيراني في اليمن جاء كورقة ضغط من طهران على السعودية التي ترغب في إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتبر أهم حلفاء إيران في المنطقة، مشيرة إلى أن التحرك الإيراني في اليمن هو رسالة للمملكة السعودية لكي تخفف من ضغطها على الأسد مقابل عدم العبث بحدودها الجنوبية.

«نيويورك تايمز»: عبد الله صالح يتصرّف كما لو أنه لا يزال زعيم اليمن

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بدا في كلمة بثّها التلفزيون اليمني يوم السبت، كما لو أنه ما زال في الصورة كزعيم البلاد، طارحاً خططاً لإنهاء أزمة اليمن، ومخاطباً القوى الخارجية.

الرئيس اليمني السابق، الذي يتحالف حالياً مع قوى التمرّد الحوثية الشيعية، تحدّث مناشداً الدول العربية، التهدئة واللجوء إلى المفاوضات.

وتشنّ عشر دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية غارات جوّية على الحوثيين، الذين يسيطرون على اليمن ومؤسسات السلطة، منذ أيلول الماضي. وتهدف الضربات الجوية إلى إعادة الرئيس السني عبد ربه منصور هادي إلى الحكم، إذ تعتقد الدول الخليجية أن الحوثيين يُدعمون من إيران، ما تراه السعودية تهديداً مباشراً لحدودها الجنوبية.

وترى الصحيفة أنّ كلمة صالح، الرئيس السنّي الذي أطيح به في إطار انتفاضات «الربيع العربي» وأجبر على التخلي عن السلطة في 2012، ربما تعكس درجة من الاستسلام. لكنها تهدف أيضاً إلى حشد الغضب الشعبي ضدّ الهجمات.

وتشير إلى أن صالح، الذي كان شريكاً للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، لعب دوراً حاسماً في نجاح حركة الحوثي التي اجتاحت جنوب اليمن عبر العاصمة صنعاء ووسعت رقعة سيطرتها. ولا تزال هناك وحدات مهمة في الأمن والجيش اليمني موالية لصالح، بما في ذلك القوى الجوية والحرس الجمهوري، الذين تحوّلوا إلى جانب الحوثيين في معركتهم ضد حكومة الرئيس منصور هادي.

وبينما يدعو صالح إلى الاحتكام لصناديق الاقتراع، فإنه وعد بعدم خوض الانتخابات أو أيّ من أعضاء أسرته، على رغم أن مؤيديه دشّنوا حملةً لترشيح أبنه الأكبر، أحمد، القائد السابق للحرس الجمهوري، الذي تنتشر صوره على جدران العاصمة منذ سيطرة الحوثيين والقوى الموالية لصالح على البلاد قبل أشهر. ولا يرى صالح أي مجال للتفاوض من أجل عودة هادي إلى الحكم، حتى وإن كانت السعودية وغالبية الدول العربية تعترف به كرئيس شرعي لليمن.

«أوبزرفر»: قلق بعد التحاق طالبة طبّ بريطانية بتنظيم «داعش» في سورية

نشرت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية تقريراً عن طالبة طبّ بريطانية التحقت بتنظيم «داعش» في سورية، وعن الإشارات المقلقة التي أمكن ملاحظتها قبل أن تغادر منزل عائلتها.

في البداية، بدأت الفتاة وتدعى لينا مأمون عبد الجابر، والتي كان حسابها على موقع التواصل الاجتماع «تويتر» حافلاً بصور الزهور والنكات عن «نوتيلا» والزواج وقضايا تهمّ من هم في مثل سنها، بدأت تبدي اهتماماً بتنظيم «داعش»، وتتابع حسابات مؤيدة له. كما كانت مؤيدة لمنفّذي الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» في باريس.

واتضح لاحقاً أن لينا كانت تستمع إلى دروس دينية يلقيها داعية متطرّف قرب جامعتها.

ويقول هارا رفيق، مدير مركز أبحاث في لندن، إنه بالأمكان اعتناق التطرف عن طريق الإنترنت، لكن اللقاء مع المتطرفين يجعل العملية أسهل.

في البداية عبّرت لينا على «تويتر» عن استيائها من أن والدتها تصفها أحياناً بـ«داعشية»، لكن اهتماماتها الأخرى بقيت منسجمة مع اهتمامات سنّها، وعبّرت مثلاً عن استيائها من أقربائها الذين يتحدثون عن الزواج دائماً.

ولم يشك والدا لينا بأن ابنتهما اعتنقت أفكاراً متطرفة، واعتقدا أن حسابها على «تويتر» قد قرصن وأنها لم تكون مسؤولة عن التغريدات المتطرفة التي صدرت عنها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى