الدعم العربي والإسلامي للسعودية: هل يغيّر التوازنات؟
حميدي العبدالله
قبل أن تبدأ السعودية مغامرتها العسكرية في اليمن، حرصت على حشد أكبر دعم عربي وإسلامي لها في شنّ عداونها العسكري. وحظيت بمشاركة جوية من السودان والأردن، ودعم سياسي، والتلويح بدعم عسكري، من مصر التي حرّكت 4 قطع بحرية باتجاه البحر الأحمر، ومن تركيا التي أعلنت وقوفها إلى جانب السعودية.
ويعتقد كثيرون أنّ هذا الدعم، سيوفّر فعالية خاصة للتدخل العسكري في اليمن، لكن هل فعلاً مساندة هذه الدول يمكن أن تعزز قدرات السعودية في حربها على اليمن؟
حتى هذه اللحظة، انسحبت باكستان من التحالف، أو على الأقلّ زجّ باسمها من دون أخذ موافقتها، وأعلنت أنها لن تشارك في أيّ عمل يعزّز الانقسامات الإسلامية، وحتى على فرض شاركت باكستان جوياً وعبر عمل بري في الحرب على اليمن، فهل ستضيف شيئاً هاماً، ومعروف أنّ ضرباتها الجوية وهجمات جيشها الكبير لم تستطيع القضاء على طالبان باكستان في وزيرستان وغيرها من المناطق الباكستانية؟
تركيا المرشحة نظرياً لتقديم الدعم، هل نجحت عبر هجماتها الجوية وجيشها البري منذ عام 1984 في القضاء على الأكراد في جنوب تركيا، ولماذا يتوقع المراهنون أن تحقق في اليمن ما عجزت عن تحقيقه داخل أراضيها؟
مصر، هل تستطيع أربع قطع بحرية، وحتى المشاركة في الهجمات الجوية وإرسال قوات برية، في تحقيق شيء مهم في اليمن، في حين أنّ الجيش المصري فشل في القضاء على الإرهابيين في سيناء الخالية تقريباً من السكان والمسطحة جغرافياً على امتداد أكثر من أربع سنوات؟
السودان، المشارك الآخر في العدوان، والذي فشل في القضاء على المتمرّدين في دارفور، وفي الجنوب الذي حقق الانفصال، هل هو قادر على النجاح في اليمن في الوقت الذي فشل في عقر داره.
إذا كانت هذه الدول الأكبر والأكثر أهمية في عدد جنودها وقدراتها العسكرية فشلت داخل بلادها، فهل الأردن قادر على تغيير هذه المعطيات عبر مساهمته الجوية، وما الذي حققه عندما شنّ الهجمات ضدّ «داعش» في سورية، رداً على حرق الطيار الأردني؟
لا شك أنّ جيوشاً مرشحة للمشاركة افتراضاً في الحرب على اليمن، عانت من كلّ ذلك، لن تكون قادرة على تحقيق نتائج مغايرة لما حققته في بلادها، وبهذا المعنى، فإنّ الافتراض بأنّ مشاركة هذه الجيوش في الحرب على اليمن ستشكل إضافةً نوعية، هو افتراض خارج عن أيّ تحليل جدّي، وخارج عن أيّ منطق سليم، وما ينطبق على التحالف الذي يستهدف اليمن هو المثل الدارج «التمّ المتعوس على خايب الرجا».