سطوة الأموال الخليجية… باكستان على خطى مصر
يبدو أن للتوقيت أهميةً بالغة في السياسة والمعارك، بل غالباً ما يُفَسِّر توقيت الأعمال العسكرية والسياسية مرامي تلك العمليات، فالسيف السعودي، والهلال التركي، يلتقيان مع نجمةٍ وهلال باكستاني، في ثلاثية بدأت تظهر كمثلث استراتيجي في حرب المصالح على عرش بلقيس.
السعودية التي لم تستطع أن تقطف عنب الشام تحاول اليوم أن تحصد بلح اليمن خصوصاً بعد أن بات المشهد اليمني ملبّداً بغيوم الحرب التي يخوضها تحالف عشري بقيادة سعودية ودعم أميركي، والتي أعلن بخصوصها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر دعم بلاده مقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، كاشفاً استعداد البنتاغون للتعاون معها في المجالات التي تتوافق فيها المصالح العربية والأميركية.
وأثناء زيارته إلى قاعدة «فورت درم» العسكرية في نيويورك، قال كارتر إن القادة العسكريين الأميركيين في الكويت أعربوا عن وجوب الاضطلاع في ما يتعلق باليمن، مشيراً إلى أن ذلك سيغدو جيداً من أجل استقرار الشرق الأوسط، ورداً على سؤال حول تعاون الجيش الأميركي مع القوة العربية المشتركة، أكد كارتر أن البنتاغون سيتعاون مع القوة المشتركة، مضيفاً أن واشنطن لها شراكة أمنية فعلية مع كثيرين من المشاركين على غرار السعودية والبحرين.
تصريحات كارتر أتت بعد يوم من إعلان القادة العرب في القمة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ بمصر نيتهم إنشاء قوة عسكرية موحدة للتصدي للتهديدات الأمنية المتزايدة من اليمن إلى ليبيا.
وقائع قاهرة لا يطمسها الفجور شرّعت الأبواب أيضاً لباكستان لتعلن إرسالها قوة عسكرية إلى السعودية للمشاركة في عمليات التحالف الموجهة ضد اليمن، فيما تستمر التدريبات السعودية الباكستانية قرب الحدود اليمنية.
حرب تحالفات ومصالح تسعى فيها كل دولة إلى حشر نفسها بهذا الحلف الذي نشأ صبيحة الـ26 من آذار بعد أن شن التحالف الذي تقوده السعودية والمكون من عشر دول عربية، غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين وعلي عبد الله صالح… فلكل دولة من دول التحالف لا سيما باكستان، حاجة ومصلحة ماسة في الدخول فيه، فباكستان قوة نووية مرهوبة الجانب، لكنها تعاني من توغل هندي وإيراني في أفغانستان القريبة، كما أنها تعاني من ضائقة اقتصادية تؤثر في بنيتها العسكرية والسياسية، الأمر الذي جعلها تعتبر السعودية مُنقذاً على اعتبار الأخيرة وباكستان يكادان أن يكونا جسداً واحداً في المجال الأمني.