يونان في رسالة الفصح: واجب الأسرة الدولية الكف عن شحن النفوس في سورية وضخ الأسلحة
وجه بطريرك السريان الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الرسالة السنوية لمناسبة عيد القيامة المجيدة، بعنوان «المسيح قام… وأقامنا معه»، تناول فيها الأوضاع الحالية في لبنان والمنطقة.
وأشار إلى «المناوشات السياسية بين مختلف الأفرقاء، وما أدت إليه من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وها نحن على مشارف مرور عام كامل على حال الفراغ الرئاسية وما أوجدته من فراغ في المؤسسات كافة، إلى حد أصبح شبح الفراغ والتعطيل يلف الدولة اللبنانية بأكملها.
فيما معظم السياسيين منصرفون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة ولاهثون نحو تقاسم الحصص على حساب الوطن والمواطن، متجاهلين واجبهم في دعوة النواب إلى الإلتزام بمسؤولياتهم الدستورية لعقد جلسات انتخاب رئيس للبلاد».
وقال: «نصلي كي تكون قيامة الرب قيامة للبنان ومناسبة لاجتماع مختلف اللبنانيين وتفاهمهم اليوم قبل الغد على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيقوم بتشكيل حكومة جديدة تكون حكومة وحدة وطنية ترعى شؤون البلاد، وتجعل في مقدمة أولوياتها إقرار قانون عصري للانتخابات النيابية لا يُغيب أحداً».
وأمل: «بأن يسرع المعنيون بتحرير الموصل وسهل نينوى من الجماعات الإرهابية المفسدة، ليعود أهلنا إلى قراهم ومدنهم ومنازلهم آمنين سالمين، وتعود أجراس الكنائس لتقرع متهللة وشاهدة على التجذر المسيحي في بلاد الرافدين، إيماناً بإله المحبة والسلام».
وتضرع إلى الله «لينتشل سورية من الصراعات الداخلية المتفاقمة ومن التدخلات الإقليمية والدولية، بحجة لم تعد تنطوي على أصحاب الضمائر الحية، بأن هناك شعباً يبغي الحرية والديمقراطية! أربع سنوات من التقاتل والدمار لم تخل ولم تذر، قتلاً، خطفاً وتهجيراً.
ونذكر هنا بخاصة مطراني حلب المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، والكهنة. فأين المسؤولون وأين اصحاب الضمائر، وهم يتنادون للم المساعدات الإنسانية، بينما واجب الأسرة الدولية، لا سيما تلك الدول من أصحاب القرار، أن تبذل كل جهدها لإيقاف الصراع والتقاتل، بالكف عن شحن النفوس وضخ الأسلحة. يا ليتها تستجيب إلى الملايين من أبناء الشعب السوري، كي توجه الدعوة الحازمة لجمع الأطراف المتنازعة إلى الحوار والمصالحة، سعياً لحلول سياسية تحترم حقوق جميع مكونات الوطن».
وأشار إلى «أن أربع سنوات عادت بها سورية أجيالاً إلى الوراء، وسمحت للمجموعات التكفيرية بسط جهلها وإجرامها ولا إنسانيتها على مساحات شاسعة من سورية، وآخرها كان تهجير المسيحيين من قراهم في ريف الحسكة في الخابور، حيث أحرِقت الكنائس، وخطف وقتل عشرات الأطفال والنساء والشيوخ، وحيث الآلاف اقتلعوا غدراً من بيوتهم وقراهم».
وتوجه «بمحبة وتضامن كامل مع أبنائنا وبناتنا في أبرشياتنا السريانية الأربع في سورية، في دمشق، وحمص وحماة والنبك، وحلب، والجزيرة، سائلين رب القيامة والحياة أن ينهي محنتهم ويبسط أمنه وسلامه في ربوعهم، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية متعايشين مع إخوتهم المواطنين من كل دين وقومية».