دريد لحّام: سلكت طريق الفنّ الملتزم الذي يعبّر عن آلام الوطن والناس

نظّمت مديرية الجامعة اللبنانية ـ الحدث في الحزب السوري القومي الاجتماعي، لقاءً حوارياً مع الفنان القدير دريد لحام في قاعة كلّية الهندسة، وجرى خلال اللقاء تكريم لحّام الذي استُقبل بحفاوة بالغة وعاصفة من التصفيق.

حضر اللقاء عميد الإذاعة والإعلام في الحزب وائل الحسنية، العميد د. لور أبو خليل، مدير مديرية الجامعة حسن سرور وأعضاء هيئة المديرية، رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسن ممثلاً برئيس دائرة العلاقات العامة في الجامعة الدكتور غازي مراد، مدير كلّية الهندسة خالد الطويل، وعدد من الأساتذة وحشد كبير من الطلاب.

استهل اللقاء بتعريف من الطالب حسن الملا، الذي رحّب بالفنان لحّام، ورأى أن الجامعة اللبنانية تلعب دوراً أساسياً في نشر المعرفة.

ثم ألقى مراد كلمة قال فيها: «يشرّفنا أن تستضيف الجامعة اللبنانية اليوم قيمة، وهامة كبيرة من هامات الفن والثقافة وصدق الانتماء، فناناً أعطى للفن قيمة وبنى للمسرح صرحاً مدعماً بنبض الحسّ الوطني وأصالة الإنسان، الفنّان الكبير دريد لحام، كما يشرّفني أن أنقل إليه وإلى الحاضرين تحية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين الذي يكنّ لضيفنا الكبير كل الودّ والاحترام والإعجاب».

وتابع: «حين نتحدث عن دريد لحّام، فذاك يعني أننا أمام مدرسة غنية في الثقافة والوطنية، أمام نهج وسلوك ونمط فني، تمايز ويتميز في الساحة الفنية الوطنية، فتفرّد فيها موقفاً وأغناها إحساساً بالانتماء».

وأشار مراد إلى أن دريد لحّام كان في الأمس يكرّم في مدينة صور، وقد بكى مرتين، مرة على أمة تمزّقت ونخرها سوس الطائفية والمذهبية والتعصّب القبلي والتطرّف، ومرة على تاريخ هذه الأمة، على تاريخ اندحرت معالمه وذابت في اندثار معاني القيم الإنسانية والشعور الحقيقي بالمواطنة والولاء.

وأضاف: «لا نستطيع أن نقول عن دريد لحّام أنه ممثل أو مسرحيّ، هو لم يكن ممثلاً ولم يكن حافظاً دوره، بل كان ينطق بالواقع والحقيقة والإحساس، وهو كان ولا يزال يحمل شؤون هذه الأمة وشجونها منذ انطلاقته في ستينات القرن الماضي، والذي حضر إلى الجامعة اللبنانية اليوم، وهو ليس بغريب عن الجامعات بعدما كان محاضراً فيها حين انتقل إليها من مدرسة صلخد، ليترك التعليم وينصرف إلى رسالة الفن المبدع والتمثيل الواعظ.

وختم مراد: «لقد نلت أيها القدير الكثير من الأوسمة والاستحقاقات ومن دول كثيرة، لكن الوسام الأهمّ الذي نلته في حياتك يتمثل بمحبة الناس لك، أطال الله عمرك وأبقاك ذخراً للفن والثقافة».

ودعا مدير مديرية الطلبة في الجامعة اللبنانية حسن سرور إلى حفظ قيم الحق والخير والجمال التي شعّ نورها على العالم أجمع، فلا نقابل القتل والصلب وقطع الرؤوس والحرق بالمثل، فالذين يقومون بهذه الأفعال أعداء الإنسانية ولعلهم لا يدرون ما يفعلون.

وأضاف: «إنها مسؤوليتنا جميعاً، خصوصاً الطلبة، أن ننهض بأنفسنا وشعبنا، ونسير به تصاعدياً. وهي مسؤولية لم نتوان يوماً عن تنكّبها، فنحن وطنيون نرفض الخضوع والانصياع لمقرّرات الغرب، في تقسيم أرضنا ومحو هويتنا».

وذكّر سرور بقول سعاده: «الفنان المبدع والفيلسوف هما اللذان لهما القدرة على الانفلات من الزمان والمكان، وتخطيط حياة جديدة ورسم مثل عليا بديعة لأمة بأسرها».

وقال: «أستاذ دريد، هكذا نراك وعلى هذا النحو أنت، رسمت ضحكة خالدة على وجوه الملايين، وجعلتنا نتألم ونجرّب ذاك الألم الذي يهزّ الوجدان، ويزرع الإرادة، ويجذّرنا في الأرض. كم أحوجنا اليوم إلى أمثالك في ظلّ حرب يشارك فيها العالَم والجُهّل، يزرعون اليأس، يمحون الضحكة، يقتلون الإحساس ويدمّرون كل خير وكل حق، لذا نعاهد أنفسنا وزملاءنا وبلادنا أولاً وأخيراً أننا عاملون لخيرها وعزّها».

وبعد عرض وثائقيّ عن مسيرة الفنان لحّام، كانت الكلمة له عبّر فيها عن سعادته الكبيرة وامتنانه لوجوده بين أحبائه. متمنياً لو يرجع به الزمن إلى الوراء ليعود طالباً خلف مقعد الدراسة، وقال إن طائفته حُدّدت ساعة تصوّر في رحم أمه، وهذا لم يكن خياره، فلا أحد منّا اختار طائفته بل يحملها معه وهو جنين.

وتحدّث لحام عن قصة حياته من اللحظة التي ولد فيها حتى اليوم، وإلى الاحداث التي عاشها آنذاك والتي تركت في نفسه آثاراً بقيت محفوظة لديه.

وأكد أن النجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل من دون فقدان الحماسة، فحماسته ومثابرته جعلتا منه فناناً نجح بمحبة الجمهور وسعى دوماً إلى تقديم الأفضل.

وقال لحّام: «التقيت بالشاعر والأديب محمد الماغوط عام 1973 ورويت له هواجسي، فالتقت هواجسنا، وكانت مسرحية ضيعة تشرين، ومنذ ذلك اليوم، سلكت طريق الفن الملتزم الذي يعبّر عن آلام الوطن والناس عن فرحهم حزنهم، فالوطن أمّ، والأمّ وطن، الجهتان مهما عملنا من أجلهما لا نكافئهما، فالذي ينتمي إلى الوطن يستشهد ويعطي دمه وحياته فداء للوطن، هذا أغلى ما يملكه، ومع ذلك يتهيأ لي أن الشهيد المدفون في باطن الأرض، يسأل: يا وطني هل وفيتك حقك، ويتمنى لو يعود إلى الحياة مرة ثانية، ليستشهد من جديد».

وختم الفنان لحّام كلمته بأنشودة وطنية شاركه الحضور في أدائها. وفي ختام الندوة، قدّم الحسنية وسرور درعاً تقديرية بِاسم الحزب إلى لحّام تقديراً لعطاءاته، كما قدّم مراد درعاً أخرى بِاسم رئيس الجامعة، وتسلّم لحّام أيضاً درعاً بِاسم كلّية الفنون قدّمها الطلاب، وباقة زهور.

كما أقيم معرض للوحات الفنية والصور بمناسبة يوم الارض، في قاعة كلّية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، وقدّمت الطالبة ماريا نصر الله للفنان لحّام لوحة رسمتها من وحي مسلسله «سنعود بعد قليل». وافتتح الفنان لحّام والحسنية «معرض آذار» للكتاب، الذي نظّمه طلبة «القومي» في الجامعة اللبنانية ـ كلّية الفنون، وألقت آسيا الحراش كلمة الطلبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى