ميركل: وقف إطلاق النار في أوكرانيا ليس شاملاً
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس أن الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا ازداد هدوءاً لكن وقف إطلاق النار في منطقة النزاع لم يطبق بالكامل.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقدته ميركل مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك في برلين قالت المستشارة إن عملية سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين طرفي النزاع «لا تجرى بشفافية كافية».
وذكرت ميركل بهذا الصدد أنه على رغم حصول تقدم في هذه العملية، إلا أنه لم يتم حتى الآن تأكيد من مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أنها اكتملت.
وأضافت أنه بحسب اتفاقات مينسك بشأن التسوية في شرق أوكرانيا، فإن سحب الطرفين المعدات الثقيلة من جبهة القتال يشكل عنصراً مهماً من أجل إعادة السلام إلى المنطقة.
يذكر أنه في وقت سابق من يوم أمس قال إدوارد باسورين، نائب رئيس أركان قوات الدفاع الشعبي التابعة لجمهورية دونيتسك إن زيادة كثافة القصف من طرف العسكريين الأوكرانيين يدل على احتمال تخطيط السلطات في كييف لشن عملية عسكرية استفزازية واسعة النطاق، وذلك لتبرير نشر قوات لحفظ السلام في المنطقة.
وتابعت ميركل قائلة إن مسألة إجراء الانتخابات في منطقة دونباس يجب بحثها من قبل فرق عمل تابعة لمجموعة الاتصال الخاصة حول أوكرانيا. لكنها أشارت إلى أنه ما دامت عملية سحب الأسلحة الثقيلة غير مكتملة، فمن السابق لأوانه الحديث عن إجراء انتخابات في المنطقة.
وفي موضوع التعاون الاقتصادي بين برلين وكييف أعلنت المستشارة الألمانية أن الأوساط الاقتصادية في بلادها ستدرس فرص الاستثمار الموجودة في أوكرانيا خلال الأشهر المقبلة.
وأضافت ميركل أنها بحثت مع ياتسينيوك عقد الاتحاد الأوروبي مؤتمراً لدفع العملية السياسية في أوكرانيا إلى الأمام.
وفي سياق متصل، أعلن المدير العام للشؤون السياسية وقضايا الأمن بالخارجية الفرنسية نيكولا دي ريفير أن مكان عقد اجتماع وزراء خارجية دول «رباعية النورماندي» حول أوكرانيا لم يحدد بعد.
وقال ريفير أمس إن مكان اجتماع وزراء خارجية فرنسا وروسيا وألمانيا وأوكرانيا «لم يحدد بعد»، مضيفاًُ أنه من المرجح أن يجرى في منتصف نيسان، وأوضح أن النقاش بشأن الموعد مستمر.
وكان ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين قد قيّما إيجابياً نتائج مؤتمر فيديو أجرته مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية.
وفي اختتام المؤتمر الذي عقد لبحث تبادل الأسرى بين طرفي النزاع وتهدئة الوضع في المنطقة قال دينيس بوشيلين مفوض «دونيتسك الشعبية» في مجموعة الاتصال أمس إن المؤتمر جرى «في أجواء بنّاءة».
وذكر أن المشاركين بحثوا موضوع عمل المجموعات الفرعية للمجموعة، لكنه شدد على أنه «لا يمكن الحديث عن أن هذه المجموعات ستبدأ عملها اليوم، وسنناقش تفاصيل مهماتها في الأيام المقبلة».
يذكر أن المحادثات الأخيرة من هذا النوع عقدت أواسط آذار المنصرم، حيث تم بحث مقترحات بشأن تعداد وعضوية مجموعات فرعية لحل مسائل سياسية لتسوية النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا.
وأعرب مفوض جمهورية لوغانسك الشعبية فلاديسلاف دينيغو عن أمله في أن يتم تشكيل مجموعات عمل فرعية قريباً، معيداً إلى الأذهان أن تشكيلها بحسب اتفاقات مينسك تصدر آمال مؤتمر الفيديو الأخير.
ولم يستبعد دينيغو عقد مؤتمر مماثل في الأيام القليلة المقبلة، مضيفاً أن لوغانسك تأمل بإقناع الطرف الأوكراني بضرورة تنفيذ بنود «مجموعة الإجراءات» الخاصة بتطبيق اتفاقات مينسك.
وجدد المفوض انتقاده لما وصفه بانتهاك كييف لبنود «مجموعة الإجراءات» من خلال تبني وثائق «أدت إلى تعطيل» قانون الوضع القانوني الخاص لمنطقة دونباس، إضافة إلى عدم سن أوكرانيا قانوناً عن العفو العام، في إشارة منه إلى قانون من شأنه حماية أفراد قوات الدفاع الشعبي من الملاحقة القضائية.
وركز الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما الذي يمثل كييف الرسمية في مجموعة الاتصال، على ضرورة الحفاظ على الهدنة في منطقة النزاع وضمان سحب الطرفين معداتهما الثقيلة من خط التماس.
وقال متحدث باسم كوتشما إن الرئيس الأسبق أشار إلى أهمية أداء مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي مهماتهم في منطقة النزاع بلا عائق.
ودعا كوتشما ممثلي قوات الدفاع الشعبي إلى الإسراع في تبادل الأسرى بين الطرفين على أساس مبدأ «الكل مقابل الكل»، وفقاً لبروتوكول مينسك حول تسوية النزاع.
كما طلب ممثل كييف من سلطات دونيتسك ولوغانسك السماح بإيصال مساعدات إنسانية أوكرانية ودولية إلى المحتاجين إليها من مواطني جنوب شرقي أوكرانيا.