«الوفاء للمقاومة» تدعو لملء الشغور الرئاسي وتوفير رعاية محايدة لحوار وطني يمني
دانت كتلة الوفاء للمقاومة بشدة الحرب العدوانية السعودية الأميركية ضد دولة اليمن وشعبها وحذرت من عواقبها وتداعياتها الخطرة على كل المنطقة ورفضت رفضاً قاطعاً كل الذرائع التي يسوقها المعتدون وشركاؤهم لتغطية جناياتهم وقتلهم العشوائي للأطفال والنساء وللنّاس الآمنين في بيوتهم وأسواقهم ومخيمات النازحين منهم وتدمير المنشآت المدنية والبنى التحتيّة والمستشفيات، أو لتبرير تورطهم في مقامرة خاسرة ستنتهي بهم إلى مزيد من الخيبات والإخفاقات في مواجهة مقاومة الشعب اليمني.
ودعت عقب اجتماعها برئاسة النائب محمد رعد إلى وقف فوري لهذه الحرب الظالمة، وتوفير رعاية محايدة لحوار يمني داخلي وصولاً إلى الاتفاق على حل سياسي وطني يحفظ وحدة اليمن ويحقق استقراره ويستجيب لتطلعات الشعب اليمني في الحرية والسيادة والاستقلال بعيداً من الوصاية والتبعية.
وحيت الكتلة الموقف الصريح والمسؤول الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إزاء الحرب العدوانية السعودية الأميركية على اليمن وشعبه، واعتبرته وقفة جهاد وكلمة حق تقال بوجه سلطان جائر، ورأت فيه تعبيراً صادقاً وشجاعاً وحريصاً على مصلحة العرب والمسلمين جميعاً، إزاء كيد المعتدين ومشاريعهم الفتنوية والتقسيمية الهادفة إلى إخضاع الأمة وصرف اهتمامها عن نصرة قضيتها المركزية المتمثلة بمواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين التي ينبغي أن تتضافر كل جهود العرب وإمكاناتهم وقواهم لدعم كفاح شعبها وحقه في العودة إلى كامل أرضه وتحقيق سيادته الوطنية.
وثمنت الكتلة الدور البناء والايجابي الذي تؤديه هذه الجمهورية الإسلامية تجاه قضايا أمتنا العادلة وفي طليعتها القضية الفلسطينية ودعم حركات المقاومة والتحرر. لقد قدمت الجمهورية الإسلامية في إيران نموذجاً حضارياً متميزاً وتجربة سيادية شجاعة ووازنة، وهي منذ انطلاقتها تلتزم رؤية منهجية لاستنهاض الأمة بكل مكوّناتها من أجل توحيد صفوفها وبناء قوتها ومواجهة أعدائها الصهاينة المحتلين وأسيادهم المستكبرين الطامعين، وقد مدَّت يد الأخوة الصادقة باستمرار إلى كل دول المنطقة وشعوبها من أجل التعاون والتكامل لتحقيق النمو والتقدم والتطوير والحفاظ على الأمن السيادي والاستقرار الشامل، وفي مقدمة هذه الدول لبنان حيث قدمت له إيران العون والمساعدة لتحريره من الإحتلال «الإسرائيلي» وإعادة إعماره ووقفت إلى جانبه من منطلق الحرص على وحدته واستقراره وسيادته وهو ما كان على الدوام محل تقدير اللبنانيين وشكرهم وحرصهم على تعزيز الصداقة معها ورفض أي محاولةٍ لافتعال العداء معها للتغطية على العداء للعدو الصهيوني.
ولفتت الكتلة إلى «أن الجمهورية الاسلامية في إيران تمكنت رغم كل الضغوط والعراقيل أن تصبح دولة وازنة في المعادلة الاقليمية والدولية، في الوقت الذي لا تزال فيه الكثير من الأنظمة في عالمنا العربي والاسلامي تعاني التخلف وتمارس سياسة إفقار شعوبها وهدر ثرواتها وتخرج نفسها عن مسار التطور العلمي والتنمية المستدامة، وتعتمد على سياسة بث الفرقة وإثارة الفتن ودعم موجات التكفير والارهاب».
ورأت «أن نهوض إيران فرصةٌ تاريخية للنهوض بالمنطقة ودولها وشعوبها، ودافعٌ موضوعِّي لتكامل الجهود بين جميع مكونات العالم العربي والاسلامي من أجل أن يعودوا جميعاً خير أمةٍ أخرجت للناس متحدة في ما بينها قوية ومهابة وشاهدة على الأمم. وان شعوبنا تنتظر اليوم مبادرات من الجميع في هذا الاتجاه».
وأكدت الكتلة «أن الظروف التي يمر بها لبنان، تستوجب من كل المسؤولين والكتل النيابية تعاطياً واقعيّاً في مقاربة مشاكل المواطنين ومصالحهم»، مشيرة إلى «أن ملء الشغور الرئاسي ينبغي أن يحظى على الدوام باهتمام الجميع حتّى يتم انجازه بأسرع وقت ممكن، وأن انعقاد جلسات تشريعية في المجلس النيابي أمر ضروري وبديهي، على رغم اختلاف الآراء والتوجهات إزاء بعض الاقتراحات أو المشاريع، كما أن الانزلاق في متاهة التصنيف بين ما هو ضروري وغيره، أو التذرع بأي أمر آخر لتعطيل التشريع، لا يحقّقان إلا مراكمة المشاكل وزيادة احتدام الأزمة في البلاد».
وأشارت إلى «أن الجهود والمساعي المشكورة التي تبذلها حكومة المصلحة الوطنية لتأمين المساعدات المالية اللازمة لإغاثة النازحين السوريين في لبنان، تدفعنا للتأكيد مرة أخرى على وجوب التنسيق مع سورية لتقاسم الأعباء والتخفيف من أعداد النازحين الذين بات بإمكان عدد كبير منهم أن يعود للاستقرار في بلده من دون أي إكراه، خصوصاً أن الحكومة السورية تبدي كل استعداد لتحمّل مسؤولياتها في هذا المجال».
من ناحية أخرى، زار رعد يُرافقه رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، وشدد على ضرورة «أن نحفظ بلدنا وننأى به من التطورات الضاغطة بعيداً من اي انعكاسات وتداعيات». وقال رعد اثر الزيارة «اللقاء مع وزير الدفاع الوطني للتداول في ما يهم الأمن والاستقرار في هذا البلد، خصوصاً في ضوء التطورات الضاغطة التي نحرص جميعاً على أن نحفظ بلدنا وننأى به بعيداً من أي انعكاسات وتداعيات، وأبدينا حرصنا على الجهود التي تبذل على هذا الصعيد».
كذلك زار برفقة صفا قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة.