مفاوضات لوزان: إيران النووية باقية

أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس، بالاتفاق التاريخي مع إيران حول برنامجها النووي، والذي تم إعلانه من لوزان بسويسرا عقب 8 أيام من المفاوضات المكثفة بين إيران ومجموعة 5+1 .

وقال أوباما: «لقد توصلنا الى آلية للاتفاق وهو اتفاق جيد، ان هذا الاتفاق الذي توصلنا اليه هو الاتفاق الأقوى». وأضاف: «ان إيران تقدمت ببرنامجها النووي رغم كل إجراءات الحظر المفروضة عليها»، مشيراً إلى ان «الحل الدبلوماسي والسياسي للموضوع النووي الإيراني أفضل من السبل الأخرى».

واعتبر أوباما ان «هذا الاتفاق افضل من العقوبات التي استمرت عشرين عاماً وافضل من الحرب والحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد»، منوهاً ان «إيران ستواجه عمليات تفتيش أكثر من أي دولة اخرى».

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن ثقة موسكو بأن يكون لاتفاق الإطار السياسي بين إيران والدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي تأثير إيجابي على الوضع الأمني العام في منطقة الشرق الأوسط.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة أمس تعقيباً على نتائج المفاوضات التي أجريت بين طهران ومجموعة 5+1 في مدينة لوزان السويسرية، أن موسكو ترى في هذا الاتفاق «دليلاً دامغاً على أن الجهود السياسية الدبلوماسية تصلح لحل المشكلات والأزمات الأكثر تعقيداً».

وأضافت الخارجية أنها لا تشكك في أن الاتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني سيمكن طهران من لعب دور أكبر في حل «عدد من المشكلات والنزاعات التي تشهدها المنطقة».

وكانت إيران ومجموعة الست اختتمت جولة مفاوضات ماراتونية حول ملف طهران النووي استمرت 9 أيام، ومن قاعة جامعة «بلي تكنيك» في مدينة لوزان السويسرية حيث احتشد الصحافيون بكثافة، جاء الإعلان عن اتفاق الإطار المفصلي والنتائج التي توصلت اليها المفاوضات في مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني بحضور وزراء خارجية الدول الخمس.

وبحسب هذا الإعلان المشترك الذي يشكل مسودة الاتفاق النهائي التي سيجري العمل على صياغتها حتى نهاية حزيران المقبل، فإن مدة الاتفاق ستكون 10 سنوات، على أن تتمكن إيران خلالها من متابعة عمليات البحث والتطوير للطرود المركزية المتقدمة من دون أن تغلق أياً من مفاعلاتها النووية.

كما ينصّ الاتفاق على استمرار برنامج تخصيب اليورانيوم داخل البلاد ومواصلة انتاج الوقود النووي للمحطات النووية داخل ايران. وأن محطة فوردو ستصبح مركزاً للداراسات النووية والفيزياء المتطورة وانه سيتم الحفاظ على 6000 جهاز طرد مركزي وجميع البنى التحتية للاجهزة والجزء الآخر لأجهزة محطة فوردو وبمساعدة بعض دول 5+1 سيتم استخدامها للدراسات المتطورة النووية وانتاج اجهزة ايزو توب التي تستخدم في الصناعة والزراعة والطب.

ویؤكد الاتفاق أن مفاعل اراك للمياه الثقيلة ستبقى ولكن سيتم اعادة تخطيط لها وتطويرها وسيتم تقليل نسبة البولوتونيوم الذي ستنتجه ولكن سيتم تطوير عمل المفاعل وستستمر نشاطات مصنع المفاعل لانتاج المياه الثقيلة.

وفي شأن العقوبات سيتم بعد تنفيذ الاتفاق الشامل سيتم إلغاء جميع قرارات مجلس الامن والعقوبات الأميركية والأوروبية الاقتصادية والمالية والأشخاص والمؤسسات وفي مرحلة واحدة وان دول 5+1 ستقدم ضمانات بعدم وضع عقوبات جديدة في الملف النووي.

وتضمّن الإعلان المشترك الصادر عن ظريف وموغريني الخطوط العريضة التي جرى التفاهم عليها، ونص التفاهم حول آلية رفع العقوبات عن إيران، وعُلم أن المفاوضين تفاوضوا مع إيران على خطوط الاتفاق المرحلي «سطراً سطراً».

وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني إن المجتمعين توصلوا الى حلول في ما يخص معايير أساسية ضمن خطة عمل مشتركة، وأنهم يستطيعون الآن البدء بصياغة مشروع القرار وذلك بعد الحلول التي توصلوا اليها.

وأشارت موغريني إلى أن محطة فرودو ستصبح مركز دراسات نووية والفيزياء المتطور، وأن تخصيب اليورانيوم سيتواصل في منشأة نطنز، مضيفة: «اتفقنا على جملة من التفاهمات والحلول حول المسائل العالقة، وسيتم مساعدة ايران في اعادة تركيب مفاعل اراك على ان لا تنتج البلوتونيوم للاستخدام المسلح».

وأكدت موغريني على أن الاتحاد الاوروبي سيرفع كل العقوبات عن ايران وأن الولايات المتحدة ستوقف اي عقوبات لها علاقة بالملف النووي، كاشفة عن أنه سيصدر قرار اممي لإلغاء كافة العقوبات المفروضة على ايران.

وبدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستواصل برنامجها النووي السلمي، مشيراً إلى أنه خلال الفترة المقبلة حتى حزيران ستتم صياغة الاتفاق النهائي.

وشدد ظريف على أن كل قرارات مجلس الامن حول العقوبات ستلغى وهذا نصر جيد للجمهورية الاسلامية في ايران، معرباً عن شكره لسماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي على دعمه للفريق النووي.

ولفت ظريف إلى أن العلاقات الأميركية الإيرانية لا علاقة لها بالإتفاق النووي، مضيفاً أن بلاده ستواصل إستخدام التكنولوجيا النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي ردود الفعل، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني على «تويتر» التوصل إلى حلول تتناسب مع المعايير الرئيسية في القضية النووية الايرانية، مشيراً إلى أن صياغة الاتفاق ستبدأ مباشرة على أن تنتهي بحلول 30 حزيران المقبل.

ومن جهته، علّق وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تغريدة على اتفاق الإطار بالقول ان الاتحاد الاوروبي ومجموعة 5+1 وايران لديها «الآن المعايير لحل المسائل الرئيسية» المتصلة بالبرنامج النووي الايراني، واصفاً هذا اليوم بـ»المهم».

ورأى وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن ما اتُفق عليه مع ايران يشكل اساساً جيداً لما يمكن ان يكون «صفقة جيدة جداً».

وفور الإعلان عن الاتفاق تحدثت وسائل إعلام العدو عن قلق كبير من الإتفاق النووي الإيراني بين إيران والسداسية.

وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو استبق نتائج المفاوضات النووية بالدعوة لأن يلحظ أي إتفاق نووي إلى الحدّ «في شكل كبير» من قدرات إيران النووية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى