«القومية الاجتماعية في مواجهة الحزبيات الدينية» عنوان لقاء نظمته الندوة الثقافية المركزية في «القومي»

نظمت الندوة الثقافية المركزية في الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاءً فكرياً حوارياً مع عضو المجلس القومي د. يوسف كفروني تحت عنوان: «القومية الاجتماعية في مواجهة الحزبيات الدينية»، حضر اللقاء رئيس المجلس الأعلى في الحزب الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، وعدد من المسؤولين المركزيين وأعضاء المجلس القومي وأعضاء الندوة الثقافية المركزية، وجمع من القوميين، كما حضر طلاب من عدة فروع جامعية وأكاديمية.

فياض

افتتح اللقاء رئيس الندوة الثقافية المركزية عضو المكتب السياسي المركزي د. زهير فياض بكلمة جاء فيها:

انّ عنوان هذا اللقاء متصل بتطورات الحدث على مدى ساحات الصراع من العراق الى فلسطين، هذه التطورات التي تأتي في سياق طمس الهوية القومية والحضارية والإنسانية لمجتمعنا وأمتنا، وتشويه صورة الدين الحقيقي، وإغراقنا في صراعات عبثية تهدف الى تشظية المجتمع، وتفجير بنيته الداخلية، وتفخيخ نسيجه الاجتماعي على قاعدة طائفية، مذهبية، عشائرية، وتقسيمه الى غيتوات منعزلة ومنفصلة حلقاتها عن جسم المجتمع القومي الانساني الواحد الموحد.

هدف اللقاء الإضاءة على مضامين الفكر القومي الاجتماعي باعتباره مشروع بناء وحدة المجتمع وتأكيد هويته القومية الجامعة وترسيخ بنيته الاجتماعية الشعبية الواحدة، التي من دونها لن نستطيع صدّ هذه الهجمات، وربح المعركة، وإسقاط التهديدات البنيوية لمجتمعنا ولأمتنا وبلادنا.

كفروني

بعد ذلك، تحدّث عضو المجلس القومي د. يوسف كفروني فأكد أنّ القومية الاجتماعية هي الركيزة الفكرية والعملية لمواجهة الحزبيات الدينية الضيقة والمدمّرة للإنسان والمجتمع.

وقال: انّ القومية الاجتماعية العقيدة التي أرساها سعاده تتميّز في طروحاتها عن الفكر القومي الغربي رغم إنجازات هذا الفكر على مستوى ارساء دعائم الدولة المدنية، وفصل الدين عن الدولة، وإرساء مفهوم المواطنة وحقوق الإنسان، كذلك تميّزت القومية الاجتماعية عن الفكر القومي العربي الذي حمل ويحمل العديد من الالتباسات المتعلقة بمفهوم القومية.

أما القومية الاجتماعية التي أوجدها سعاده فهي قومية علمية اجتماعية ترتكز على وحدة الحياة بأبعادها الشاملة، هذه الوحدة التي بلورت عبر التاريخ الهوية القومية الواحدة، والانتماء الواحد، والمصير الواحد، والحاضر الواحد والمستقبل الواحد.

وأضاف: نحن أمة واحدة لأننا نحيا حياة واحدة، ولأننا نشترك في دورة حياتية اقتصادية – اجتماعية واحدة تمخض عنها وعيٌ واحد لهوية واحدة لكينونة واحدة لمصير واحد، وهذه الوحدة في الحياة هي القاعدة لوحدة التاريخ المبني على وحدة الجغرافيا.

لقد ربط سعاده الحزبيات الدينية بالفكر الاستعماري، حيث استغلت القوى الاستعمارية هذه الحزبيات الدينية مسيحية محمدية ، لإضعاف روحية المجتمع الواحد، وإضعاف بنيته، بهدف إخضاعه لسيطرتها والهيمنة على الجغرافيا والبيئة والثروات.

ولمّح كفروني الى أنّ الحركات المتطرفة التي تدّعي الأصولية الإسلامية اليوم، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالغرب وبالسياسة الأميركية الصهيونية، وتحقق أهداف هذه السياسة في السياسة والأمن والاقتصاد، وتقوم بأخطر الأدوار على مستوى تدمير الحضارة والتاريخ والتراث والثقافة وكلّ مظاهر الرقي والتقدم في بلادنا.

وتابع: الحزبية الدينية هي ضدّ الدين، لأنها خرّبت القيم الدينية التي أسقطتها من عالم القيم الإنسانية العالمية الشاملة الى قيم جزئية مشوّهة ومبتورة ترتكز عليها المؤسسات الدينية لدعم سلطتها السياسية الزمنية.

وأضاف: انّ الحزبيات الدينية لا تنتعش الا عبر التصادم، اي أنّ حياتها واستمراريتها مرهونة بالمشروع الدائم للتخريب والهدم والتدمير، على رغم أنّ هذه الحزبيات حاولت في الفترات الأخيرة أن تلبس لبوس القومية وأعطت للطائفية تسمية وطنية أو قومية.

وخلصَ كفروني إلى القول: إنّ الروحية الجديدة التي تسعى القومية الاجتماعية إلى خلقها لا يمكن أن تلتقي مع العصبيات الدينية بمفهومها الضيّق المنسلخ عن أصل الغاية المرجوة منها أيّ عالميتها وشموليتها. والقومية الاجتماعية بهذا المعنى تريد للرسالات السماوية أن تلعب دورها الأخلاقي والحضاري المطلوب ترقيةً للإنسان ورفعاً لشأنه الروحي والمناقبي والأخلاقي.

وتابع: «إنّ القومية الاجتماعية غايتها الاجتماع الإنساني فهي تقول بالأمة والولاء القومي لأنّ المجتمع هو الوجود الإنساني الكامل وهو الحقيقة الإنسانية الأساسية، والعمل القومي الاجتماعي يهدف الى ترسيخ هذه الحقيقة وإعطائها أبعادها الحياتية السياسية الاقتصادية الاجتماعية الثقافية وعلى كلّ صعيد.

وفي الختام، كانت جولة من النقاش والحوار والتفاعل الإيجابي أثرَت اللقاء وأغنَته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى