«قارع الطبل»… تجربة مسرحية تنشد ربط الطفولة بعالم الحكايات

image_2_1

ميس العاني

حاولت المخرجة هدى الخطيب أن تقدّم خلال عرضها المسرحي الأول «قارع الطبل»، نموذجاً لمسرح الطفل يعتمد على إحياء الأسطورة ومخاطبة خيال الطفل، عبر اصطحابه في رحلة إلى عالم بعيد بمفرادته عن واقعه، ضمن غابة العمالقة وقصر الزجاج والصراع لإنقاذ الأميرة من أيدي الساحرة.

ولا يمكن لمتابع المسرحية إلّا أن يتذكر حكايات «ألف ليلة وليلة» التي حاولت المخرجة استحضارها على المسرح بطريقة كانت تحتاج إلى تعمّق أكبر. فعلى رغم اختيار المخرجة حكاية جميلة لتقدّمها للأطفال، إلا أنّ فقراً واضحاً كان بادياً في عناصر السينوغرافيا المسرحية. فلم يكن هناك مغزى جماليّ لوضع الشخصيات داخل إطار يشبه إطار الصورة. كما أن العوالم التي انتقل بها البطل من غابة العمالقة إلى قصر الزجاج، افتقرت إلى التوظيف الجيد لعنصر الإضاءة من أجل إظهارها.

إلّا أنّ تناغماً واضحاً كان بادياً في أداء الممثلين: نسرين فندي، فادي حموي، أسامة تيناوي، وكامل نجمة. وهذا التناغم كشف عن أداء مسرحيّ امتلك أدواته الصحيحة في طريقة محاكاة عقل الطفل وإقناعه.

وأوضحت الخطيب لـ«سانا» أنها سعيدة بتجربتها الإخراجية الأولى، ولم تتخوّف منها لأن لديها حصيلة لا بأس بها من الأعمال الموجّهة إلى الطفل، والكثير من الحبّ لهذا المسرح. وانعكس ذلك على آلية عملها في العرض، معلنةً فيها «تمرّدها» شكلاً ومضموناً على العروض الطفلية المسرحية التي اعتاد جمهور الأطفال أن يتابعها.

واعتبرت الخطيب أنّها قدّمت في عملها حكاية بسيطة تتحدّث عن قارع الطبل وحبّه للأميرة. وكيف أنّ الحبّ يتغلّب على المستحيل. مشيرةً إلى أنها ليست مع «المسرح الواعظ المحمّل بعددٍ من المقولات الكبيرة، خصوصاً في ظلّ الظروف القاسية التي تمر بها سورية».

وقالت الخطيب: «شاهدت في فرنسا عروضاً متدنية المستوى بالمقارنة مع الكثير ممّا يقدّم عندنا. وفي المقابل، شاهدت عروضاً أخرى فاقت الخيال. لكن الأمر المحسوم هناك، أنّ هذه العروض كلّها، يتوفر لها كل الدعم المادي اللامحدود. في حين أنّ العاملين في المسرح في سورية، يعملون مقابل أجر ماديّ زهيد، ويقدّمون عروضهم بأقل التكاليف».

وتختم الخطيب كلامها مؤكدةً أن إقناع الطفل بالقدوم إلى المسرح لإدخال السعادة إلى قلبه أمر نبيل. وأن مشروعها المقبل يقوم على تحويل إحدى حكايات «ألف ليلة وليلة» إلى عرض مسرحيّ، خصوصاً أنها تحب ربط الطفولة بالحكايات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى