بروح رياضية

حسن الخنسا

شكّلت مشاركة منتخب الأرز في تصفيات المجموعة الأولى لبطولة آسيا المقررة نهائياتها في الدوحة خلال كانون الثاني المقبل، والمؤهلة بدورها إلى الألعاب الأولمبية «ريو دي جانيرو 2016»، الضربة القاضية للمدرب الإيطالي جيوزيبي جيانيني، إذ لم يسلم الأخير من نقد الصحافة المحلّية التي حمّلته المسؤولية كاملةً عن فشل المنتخب في مشاركاته الخارجية، ليطوي رجال الأرز صفحةً من الإخفاقات ويستعدوا لانطلاقةٍ جديدة مع مدرب جديد، سيكشف الاتحاد عن اسمه قريباً.

ومنذ سنتين تسلّم جيانيني دفّة تدريب المنتخب الوطني خلفاً للثعلب الألماني ثيو بوكير الذي حقّق نجاحاً كبيراً مع بلاد الأرز على أرضية البساط الأخضر، وكان إنجاز بوكير بتأهل المنتخب اللبناني إلى الدور الرابع من تصفيات كأس العالم في البرازيل 2014 للمرة الأولى في تاريخ لبنان، ومع أن الألماني أخطأ أحياناً خلال تدريبه المنتخب لكنه في النهاية حقق إنجازاً أكّد من خلاله أنه أحد أفضل الأجانب الذين جلسوا على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني. لم يغادر الثعلب لبنان بعد أن استقال من مسؤولياته مع المنتخب، بل عاد ليحقق الإنجازات مع نادي النجمة محرزاً بطولة لبنان الـ54 بعد غياب دام 5 سنوات ليعود «النبيذي» إلى منصّات التتويج.

وعلى عكس سلفه، أخفق الإيطالي مع المنتخب منذ تسلمه القيادة الفنية، ويظهر ذلك جلياً من خلال نتائج المنتخبين الأول والأولمبي، وآخرها نتائج الأخير في تصفيات كأس آسيا تحت 23 سنة، إذ مني لبنان بهزيمتين كبيرتين أمام العراق وعمان مودّعاً البطولة بنتيجة مخزية 4/12 . كما أنه أخفق مع المنتخب الأول في تصفيات الأمم الآسيوية، إذ كان لبنان قاب قوسين من بلوغ النهائيات لولا الأخطاء التكتيكية والفنية الفاضحة خلال اللقاء مع تايلاند.

وكما ذكرت في مقالتي الماضية فإن على الاتحاد التحرّك سريعاً لإيجاد البديل المناسب من جيانيني لأنه يتحمّل المسؤولية الكبرى عن إخفاق المنتخب وهبوط تصنيفه عالمياً، لفتت بعض المصادر الإعلامية إلى أن اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني تبحث عن مدرّب جديد ليقود المنتخب في التصفيات الآسيوية لـ»مونديال روسيا 2018»، والمؤهّلة إلى كأس آسيا في «الإمارات – 2019».

ولنكن منصفين، ليس جيانيني وحده من يتحمّل النتائج التي وصلنا إليها لاحقاً بل هناك مسؤولية كبيرة على عاتق الاتحاد الذي فشل أولاً في إيجاد الخطّة البديلة والبديل من جيانيني خلال انشغاله في تدريب الأولمبي، وغاب عنه أن المنتخب الأول سيهبط تصنيفه عالمياً في حال عدم مشاركته في الودّيات الدولية ما سيدفعه إلى مقابلة منتخبات أقوى منه في التصنيف خلال تصفيات الحدث العالمي المقبل. ثانياً، يلام الاتحاد في تمسّكه بالمدرب الإيطالي وخصوصاً بعد فشله في تصفيات كأس الأمم الآسيوية.

ومقارنة بخلفه لناحية الإمكانات البشرية والمادية، فإن جيانيني تمتّع بإمكانات تضاهي جميع من سلفه، إذ صرف الاتحاد على الجهاز الفني أكثر من 40 ألف دولار شهرياً، لجيانيني 23 ألفاً منها، مع الأخذ في الاعتبار أن الثعلب بوكير لم يكن يحصل على 6 آلاف دولار شهرياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى