الصحافة الأميركية تبلى بالانقسام بعد اتفاق الدول الستّ وإيران حول النووي
إذا كان الجمهوريون في الكونغرس الأميركي قد أعربوا عن قلقهم إزاء الاتفاق ـ الإطار الذي تمّ التوصل إليه في لوزان الخميس بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، فإنّ هذا الاتفاق أحدث انقساماً حادّاً في الصحافة الأميركية، بين صحف مؤيّدة، وأخرى رافضة ومنتقدة.
وإذا كان رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون باينر قد قال في بيان إنّ معايير اتفاق نهائيّ تمثل فارقاً مقلقاً بالمقارنة مع الأهداف الأساسية التي حدّدها البيت الأبيض، فإنّ كليف كوبكان، المتخصّص في الشأن الإيراني، والذي تعقب المحادثات كرئيس لمجموعة «آوراسيا الاستشارية»، يقول إن أوباما في الوقت الحاضر، لا يملك إرثاً في السياسة الخارجية، والاتفاق مع إيران، واستئناف التحول في سياسات الشرق الأوسط سيقدّمان واحداً من أقوى إنجازات السياسة الخارجية لأي من الرؤساء الأميركيين في الوقت المعاصر، بحسب ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
صحيفة «واشنطن بوست» أوضحت على لسان الكاتب فريد زكريا، أنَّ الولايات المتحدة الأميركية قد تكون أمام فشل دبلوماسي كبير، في حال اعتراض الكونغرس على الاتفاق وعدم مروره، خصوصاً بعد إعلان الاتفاق على لسان رئيس البلاد. ويقول زكريا إنه في حال رفض الكونغرس هذا الاتفاق، فإن الدول الأخرى سترفع عقوباتها عن إيران رويداً رويداً، وستعيد علاقاتها مع طهران، ولن تلقي بالاً للرفض الأميركي لاتفاق يعدّ «مقبولاً».
بدورها، وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاتفاق بـ«السيئ»، محذّرة منه، وقالت إن الرئيس أوباما في طريقه لترك عبء ثقيل لمن سيخلفه من ملفات السياسة الخارجية، وعلى رأسها الاتفاق النووي الخطير مع إيران. وقالت إنَّ تلكؤ أوباما في استخدام القوة، فجَّر أزمات وحالة عدم استقرار في أماكن عدّة من العالم.