العظات ركزت على انتخاب رئيس للجمهورية وترسيخ لغة الحوار بين الأطراف السياسية

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي بعيد الفصح المجيد واثنين الباعوث بقداديس في كل المناطق وألقيت خلالها عظت ركزت على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورة وترسيخ لغة الحوار بين الأطراف السياسية.

وترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي قداس أحد القيامة في بكركي، بحضور الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل، ووزراء ونواب حاليين وسابقين وحشد من الفاعليات.

وبعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان «تطلبن يسوع الناصري المصلوب؟ لقد قام»، قال فيها: «يسعدنا أن نحتفل معاً بعيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات. وبقيامته زرع السلام والرجاء في القلوب ونشره في العالم بواسطة الكنيسة وكل ذوي الإرادات الحسنة. وسلمنا إياه عطية من السماء لكي نوطده في الارض وبين الشعوب».

وأضاف: «ولذا تحتفل ليتورجيتنا المارونية في أحد القيامة برتبة السلام. نرفع الصليب من القبر، حيث دفن يوم الجمعة العظيمة في رتبة السجدة. نحمله وعليه شارة بيضاء، علامة للنصر على الموت والألم والخطيئة. ونطوف به وسط الجماعة ليكرمه المؤمنون والمؤمنات، ويتبركوا به. ونختم الزياح بالبركة بالصليب ثلاثاً معلنين سلام المسيح في أربع جهات الأرض».

وتطرق إلى الشأن الداخلي مشيراً إلى انه «لا يوجد سلام حيث تنكر الحقيقة، ولا حيث تنتهك العدالة، ولا حيث تنتفي المحبة، ولا حيث تقيد الحرية، هذه هي معاناتنا في لبنان من جراء فقدان السلام على المستوى السياسي، وقد بلغت ذروتها في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وفي الانقسام السياسي الحاد بين فريقين شطرا البلاد إلى اثنين وعطلا كل قيمة للمجتمع المدني الذي، وهو الأكثرية الساحقة، لا ينتمي الى أي منهما، وقد سئم هذا الانشطار».

وأضاف: «وهي معاناتنا على الصعيد الإقتصادي، حيث أصبح ثلث الشعب اللبناني تحت خط الفقر، ما يعني مليوني ونصف المليون من اللبنانيين، ويوازي عدد النازحين السوريين الذين يحتاجون إلى كل شيء، وبهذا العدد ازداد السكان على الأرض اللبنانية ثلاثين في المئة. هذا فضلاً عن المشاكل الاجتماعية والمعيشية والامنية التي تزداد يوماً بعد يوم، وعن آفة الهجرة التي تحرم الوطن خيرة قواه الحية».

وتابع الراعي: «ولا ننسى معاناة شعوبنا في الأراضي المقدسة والعراق وسورية واليمن. ونستصرخ ضمير المسؤولين في الدول العربية والاجنبية ان تعمل بجدية على إيقاف الحروب المشتعلة، بالكف أولاً عن دعم المتقاتلين بالسلاح والمال والمرتزقة، وبإيجاد الحلول السلمية التي تؤدي إلى سلام عادل وشامل ودائم. وندعوهم ليعملوا بجدية على إعادة النازحين الى بيوتهم وأراضيهم موفوري الكرامة بحكم مواطنتهم».

بعدها أقيم زياح العيد ورتبة السلام. وفي نهاية القداس، تقبل البطريرك الراعي التهاني بالفصح من المشاركين في الذبيحة الإلهية.

وكان الراعي وجه السبت الماضي الرسالة الخامسة الى اللبنانيين بعامة والى المسيحيين بخاصة مقيمين ومنتشرين، لمناسبة عيد الفصح، بعنوان «لقد قام وليس هو هنا»، وجاء فيها:»إننا نختبر اليوم في لبنان، بنوعٍ خاص، نوعاً من الموت السياسي الذي يتحكم بمصيرنا كشعب وبمصير الدولة، وينبئ أحياناً بأن لا قيامة لهذا الوطن، ولا أمل فيه لأجياله الطالعة. هذا ما أحدثه الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ ما يزيد على العشرة أشهر. وقد أحدث الشلل في رأس الدولة بتعليق صلاحيات الرئيس، وفي الحكومة بتعثر ممارساتها، وفي المجلس النيابي بعجزه عن ممارسة صلاحياته التشريعية التي فقدها ويفقدها طالما لم ينتخب رئيساً للدولة، على ما تنص المادة 75 من الدستور، علماً أنها توجب على المجلس النيابي، مع المادة 74 أن يكون في حالة التئام دائم لانتخاب رئيس للجمهورية. ولا يوجد أي مبرر دستوري لا لمقاطعة الجلسات الانتخابية بالتغيب بغية إحداث عدم اكتمال النصاب، للحيلولة دون انتخاب الرئيس، ولا للتلكؤ عن اتخاذ أي مبادرة عملية للخروج من حالة الفراغ، وكأن الجميع باتوا ينتظرون من الخارج كلمة السر».

وتابع: «إننا لا ننفك نخاطب، بالنداء تلو النداء، ضمائر الكتل السياسية ونواب الأمة وندعوهم جميعاً للحضور إلى المجلس النيابي، والقيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية. والنداء إياه وجهته القمة الروحية التي عقدها رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية في بكركي الاثنين الماضي. ثم أطلقته الجمعيات الأهلية والمؤسسات المدنية … ولكن ما زال السياسيون المعنيون يحكمون سيطرتهم على الحجر الذي دحرجوه على باب القصر الجمهوري، منعاً لانتخاب رئيس. وهذا أمر مرفوض بالمطلق من الشعب كله، ويستوجب إدانة التاريخ الصارمة والضمير الوطني».

وأعلن «عن قربنا وتضامننا مع أبناء كنيستنا وبناتها، ومع سائر المسيحيين، في بلدان الشرق الأوسط ولا سيما الذين يعانون من مآسي الحرب والهدم والإرهاب والعنف»، وناشد «الأسرة الدولية إيجاد السبل السلمية، السياسية والديبلوماسية، لإيقاف الحروب، وتوفير عودة النازحين إلى بيوتهم وممتلكاتهم بكرامة وبحق المواطنة، وتوطيد السلام العادل والشامل والدائم في هذه البلدان».

و رأس الراعي أمس القداس السنوي على نية فرنسا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي. ثم أقام الراعي مأدبة غداء على شرف سفير فرنسا باتريس باولي واركان السفارة في بكركي.

مطر: المطلوب الشجاعة

واحتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، بأحد القيامة في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت، وبعد الإنجيل، ألقى عظة القيامة التي أكد فيها أن «المطلوب هو التصرف بشجاعة من قبل جميع الأطياف، وعدم سجن الذات في أخطاء الماضي وظلماته، والعمل على تخطي ما حدث وكان عبر الغفران المتبادل وشبك الأيدي بالأيدي من أجل مستقبل آمن وزاهر للجميع».

وقال»: أوقفوا الحروب أيها المتحاربون ولتكن الكلمة لكم بديلاً من السلاح والحياة بديلاً من الموت والمحبة بديلاً من العداوة والبغضاء»، مؤكداً أننا «في لبنان، ملزمون باسم الضمير الوطني والإنساني فينا أن نفعل خدمتنا للمنطقة عبر تحصين حياتنا المشتركة ليبقى وطننا مثالاً واضحاً يحتذى به لدى شعوبها».

بسترس: السياسيون مشتاقون للعبودية

وترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس، قداس عيد الفصح في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم – طريق الشام. وبعد رتبة الهجمة في الخارج، والقداس الالهي والانجيل المقدس، ألقى بسترس عظة اشار فيها إلى أن»عيدنا اليوم هو عيد الإنتقال من العبودية إلى الحرية، معتبراً أن «رجال السياسة عندنا مشتاقون للعودة إلى العبودية للخارج». وسأل: «ماذا ينتظر نوابنا الكرام لينتخبوا رئيساً للجمهورية؟»، آسفاً لأنه «شاع القول إن رئيس الجمهورية اللبنانية يأتي دوماً تعيينه من الخارج»، معتبراً أن «هذا يعني أننا لا نزال تحت نير العبودية».

وترأس بسترس قداس اثنين الباعوث في كنيسة المخلص السوديكو.

البقاع

واحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بقداس الفصح في كاتدرائية سيدة النجاة – زحلة، بحضور المطران اندره حداد ومعاونة الكهنة.

والقى درويش عظة تطرق فيها الى معاني العيد وأوضاع المنطقة وقال: «في خضم الأحداث التي نشهدها في لبنان وفي العالم العربي، تعود لنا القيامة لتعطينا رجاء بأن المسيح الذي غلب الموت، لا بد أن يساعد كل الإرادات الحسنة لتتغلب على الشر الموجود في قلب الإنسان».

وأعرب عن شعوره «بأن الأجواء في زحلة بخير، ورغم التكتكات التي تصدر من بعض القادة إلا أن أجواء المدينة تبدو جيدة. آمل بأن تتحسن أكثر وتسود لغة المحبة بين جميع الأطراف». كما أمل «بألا تتأخر قيامة الوطن فيصار في وقت قريب إلى انتخاب رئيس للجمهورية فتكتمل فرحة اللبنانيين».

وبعد القداس، انتقل الجميع الى صالون المطرانية لتبادل التهاني بالعيد.

وكان المطران درويش ترأس رتبة الهجمة عند الخامسة من فجر الأحد في كاتدرائية سيدة النجاة بحضور المؤمنين.

واحتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في صور، بعيد الفصح، حيث أقيمت القداديس وصلاة الهجمة في الكنائس وفي المنطقة، على وقع قرع الأجراس، وأكدت العظات تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والعمل على انتخاب رئيس للبلاد والدعوة الى الحوار.

وترأس راعي أبرشية بعلبك المارونية المطران سمعان عطالله قداس الليل في كنيسة سيدة بشوات المارونية، عاونه بالقداس الأب بول كيروز ورجال دين، حيث غصت دار الكنيسة بالمؤمنين.

كما ترأس قداس عيد الفصح في كنيسة مار جرجس، فشدد على «الحضور المسيحي في هذا الشرق حيث يتعرض المسيحيون للاعتداء، بسبب ما يجري حولنا».

بدوره، ترأس راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال قداس العيد في كنيسة القديستين بربارة وتقلا، عاونه فيه الابوان الياس ومروان معلوف.

وأكد في عظته «اننا لم نعد نقبل ابداً ان نكون خائفين او خنوعين. فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم. ولندحرج حجر قيامة لبنان، كما دحرجه السيد المسيح، ولتزح هذه الاحجار عن قلوبنا، حتى نكون أحرار العالم حول ما يوحدنا»، موجهاً التحية الى «الجيش اللبناني وشهدائه حول مواقفه في الدفاع عن الوطن».

كذلك اقيمت القداديس بعيد الفصح واثنين الباعوث في كنائس الشمال والجنوب.

كما أحيت الطوائف المسيحية الغربية عيد تهنئة العذراء مريم بقيامة السيد المسيح من الموت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى