نصرالله : إيران انتصرت والسعودية ستُهزم وباكستان مرتبكة ولتركيا حساباتها سورية لم تمانع بالردّ على «إسرائيل» من أراضيها… وردّنا المقبل جبهات مفتوحة

كتب المحرر السياسي:

رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صورة المشهد الإقليمي، في حواره ليل أمس على قناة «الإخبارية» السورية، فعدا عن حسمه بالثقة بانتصار سورية، ودعوته إلى عدم التوقف كثيراً أمام سقوط موقع أو مدينة، رسم إطاراً للمعارك الدائرة في المنطقة، بجبهتي المقاومة مع «إسرائيل»، والمواجهة مع السعودية، حيث «داعش» و«النصرة» كتفرّعات لـ»القاعدة» ثمرة للمواجهة على هاتين الجبهتين، وامتداد لهما، وحيث استهداف سورية واليمن لم يكن صدفة بل فعل اختبار مدروس، سواء بالنسبة إلى السعودية أو «إسرائيل» أو «القاعدة»، فالجغرافيا تمنحهما ميزات كافية، وموقعهما المحوري يفسّر الاهتمام بهما، وحجم تجذّر خيار المقاومة فيهما شعبياً، يجعلهما هدفين حساسين. وفي الجبهتين السيد نصرالله واثق أنّ «الصعب قد صار وراءنا والمسألة مسألة وقت»، متوقعاً تغييرات في الحلف الذي يقف وراء السعودية بانكفاء باكستان من خط الشراكة في الحرب، إلى إعلان الاستعداد للوقوف مع المملكة إذا تعرّض نظامها للخطر، كما تقديره لحسابات تعيد تقييمها تركيا، بحرص على العلاقة مع السعودية لكن بالأخذ في الاعتبار أنّ المنطقة تتغيّر.

في المفاوضات الإيرانية الغربية والاتفاق النووي، سجل السيد نصرالله النصر الكبير لإيران، لأنها فرضت على حلفاء «إسرائيل» الاعتراف بحقوقها النووية من دون أن تسلّم بأيّ نقاش خارج الملف النووي، خصوصاً ما يبكي عليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من تخلّ عن «إسرائيل» واشتراط «الاعتراف بحقها في الوجود» كشرط للاتفاق، وهذا النصر وفقاً للسيد نصرالله سيغيّر الكثير في المنطقة، لمكانة إيران في حسابات المنطقة وعائدات الاتفاق السياسية والاقتصادية.

على الجبهة الثانية في المواجهة مع «إسرائيل»، رسم السيد معادلة أيّ حرب مقبلة، فكلّ الجبهات مفتوحة، خصوصاً في إشارته إلى أنّ خيار الردّ من مزارع شبعا كان قرار المقاومة لقيمته الاستراتيجية الأعلى، بينما لم تمانع القيادة السورية في أن يكون الردّ على غارة القنيطرة من الأراضي السورية.

وفي حديث إلى «الإخبارية السورية»، أكد السيد حسن نصرالله «أن العدوان على اليمن هو عدوان أميركي سعودي، لأنّ الأميركي يعتبر انه بخروج اليمن من السيطرة السعودية يعني خروجه من السيطرة الأميركية». ولفت إلى «أنّ العدو الإسرائيلي يخاف من صعود شعارات الموت لإسرائيل».

ورأى «أنّ السعودية تريد استعادة الهيمنة على اليمن والحديث عن هيمنة إيرانية غير صحيح، واليمنيون كانوا يسعون إلى أخذ بلادهم إلى دولة مستقلة تقف إلى جانب قضايا المنطقة وحركات المقاومة»، معتبراً «أنّ المطلوب من السعودية أن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورون وجماعة أنصار الله أعلنت أنها توافق على الحوار في أي دولة محايدة». واتهم السيد نصر الله «السعوديين بشن الحرب على اليمن ثم الذهاب للبحث عن قرار عربي يؤيدها عبر الجامعة العربية وهو ما يعدّ برأيه استهانة من قبل آل سعود بالحكام العرب»، مشدّداً على «أنّ السعودية ستلحق بها هزيمة هائلة في اليمن وستكون لهزائمها في اليمن تداعيات هائلة على الداخل السعودي وعلى العائلة الحاكمة وحلفائها». واعتبر «أنّ العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة وداعش وإرسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على الأمن السعودي».

وأضاف: «أنّ الأميركي والإسرائيلي لا يريدان أن يكون هناك جيش قوي في المنطقة ولذلك هناك رغبة بتدمير الجيش اليمني».

وأوضح السيد نصر الله: «منذ البداية قلنا إننا ذاهبون إلى سورية للدفاع عن سورية وعن أنفسنا، عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية لا بل يمكن القول إنها اليوم دفاع عن الأردن والعراق». ورأى «أن معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة لأن هناك جماعات مسلحة على الحدود وهناك من يرسل السيارات المفخخة التي تقتل الشعب اللبناني»، مؤكداً «أننا نقاتل بإمكانيات الجيش السوري لأننا جزء من هذه المعركة، لكن القرار العسكري تتخذه القيادة السورية على المستوى العسكري والسياسي ونقدم المساعدة في الأماكن التي نتواجد فيها، وفي بعض الأماكن في سورية نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشورة».

وأكد «أنّ المعركة في سورية فتحت على كلّ الحدود وفي كثير من المحافظات في وقت واحد»، معتبراً «أنّ سقوط قرية أو مدينة لا يشكل تحوّلاً جذرياً في المعركة الدائرة في سورية»، لافتاً إلى «أنّ الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سورية لا تزال ترفض الحلّ السياسي»، معتبراً أنه «في سورية المنطق والعقل والمسؤولية تقول إنّ المطلوب هو الصمود وعدم الانسحاب لأنّ البديل كارثي، وإبقاء الحوار مفتوحاً لأيّ حلّ سياسي يؤمّن مصالح سورية».

وأردف السيد نصر الله «أنّ أيّ فرصة حوار مع أيّ فصيل أو جماعة سياسية في سورية يجب أن لا تفوّت لأنه يشجع بقية الأطراف على الحوار».

ورأى «أنّ أهمّ شيء في الاتفاق النووي الإيراني هو أنّ إيران لم تتحدّث في أيّ ملف باستثناء الملف النووي الإيراني على رغم أنّ الأميركيين كانوا يصرّون على إدخال ملفات أخرى».

وشدّد السيد نصر الله على «أننا لا نخشى أيّ حرب إسرائيلية قد تحصل وجاهزون لها وسوف ننتصر بإذن الله»، مضيفاً: «نحن نستطيع أن ندخل الجليل لكن لا يمكن أن نحرّر كامل فلسطين وحدنا، ونحن لا ندّعي أن حزب الله يستطيع اليوم أن يشنّ حرباً على إسرائيل أو يحرّر فلسطين ونحن واقعيون لكن نحن نختلف مع الآخرين المستسلمين».

رغبة أميركية في انتخاب رئيس قبل تموز

وفيما غابت التصريحات السياسية في عطلة عيد الفصح عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط أنطوني بلينكن، الأحد إلى بيروت وجال يرافقه السفير الأميركي في لبنان دايفيد هِلْ على المسؤولين، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ورئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتمّ البحث في رئاسة الجمهورية، وموضوع الإرهاب ودور لبنان الأساسي في مكافحته.

وأكدت مصادر مطلعة لـ»البناء» أنّ الزيارة جدّدت دعم الجيش في مواجهة الإرهابيين منعاً لتسللهم إلى الداخل اللبناني». وأبلغ بلينكن المعنيين «أن الولايات المتحدة مستمرة في توريد السلاح للجيش ضمن السقف الذي اعتمدته السنة الماضية». وأظهر بلينكن رغبة أميركية في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن. ووفق ما سرّب، فإنّ الولايات المتحدة تفضل انتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر تموز المقبل، أيّ قبل توقيع الاتفاق النووي في حزيران المقبل». ولفتت المصادر إلى «أنّ المسؤول الأميركي أطلع القيادات اللبنانية على مضمون الاتفاق النووي بعناوينه الكبرى، وأنّ لبنان سيدخل مرحلة جديدة انطلاقاً من إنجاز هذا الاتفاق الإطار». واعتبرت المصادر «أنّ المهمة التقليدية للزيارة هي استطلاع الوضعين السياسي والأمني، لا سيما أنّ الزيارة تستبق زيارته السعودية».

غارات على المسلحين في عرسال

أمنياً، نفذ الطيران الحربي السوري أمس 5 غارات على مواقع المسلحين الإرهابيين في منطقة الرهوة ووادي الزعرور في جرد عرسال. وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ حزب الله أقام مواقع له في جرد بعلبك من نحلة وصولاً إلى النبي شيت منعاً لتسلل الإرهابيين المسلحين، لا سيما أنّ طبيعة العمل الدفاعي تفرض أن لا تكون المنطقة مفتوحة». ولفتت المصادر إلى «أنّ الجيش يقوم بدوره بعمليات الرصد من رأس بعلبك إلى عرسال وصولاً إلى القاع، من خلال آلات الرصد ومراكز المراقبة الذي ساعدته المملكة المتحدة على إقامتها هناك».

وفي بلدة عرسال أفرج عن المخطوف محمد صالح الحجيري الذي كان قد خطفه عناصر من تنظيم «داعش» يوم أمس من منشرته في البلدة، وعاد حسين سيف الدين الذي خطف منذ أسبوع في عرسال على يد «داعش» إلى منزله في حوش الرافقة سالماً.

أسرى الجيش لدى «داعش» في الرقة

وفي حين لم يطرأ جديد في قضية العسكريين الأسرى لدى «داعش» والنصرة» على صعيد المفاوضات الجارية مع جبهة النصرة. علمت «البناء» من مصادر مطلعة «أنّ أسرى الجيش اللبناني لدى تنظيم داعش الإرهابي نقلوا إلى الرقة السورية ولا يزالون فيها، في حين أنّ الأسرى لدى جبهة النصرة لا يزالون في جرود القلمون».

120 سائقاً محتجزاً عند معبر العمري

وفي سياق آخر، عبر عشرة سائقين لبنانيين من الذين كانوا محتجزين على معبر نصيب بين سورية والأردن، مساء أمس نقطة المصنع إلى داخل الأراضي اللبنانية على ثلاث دفعات. وضمّت الدفعة الأولى السائقين الخمسة: سراج الدين الحدري بر إلياس يوسف محمد عيات عمر الساروط بر إلياس هيثم بسليت بيروت وأحمد عثمان كروم عرب ، وضمت الدفعة الثانية السائق محمود البدوي بر إلياس . أما الدفعة الثالثة فضمّت السائقين محمد غمراوي بحنين محمد نصوح المنية خلدون الناظر النبي يوشع – فؤاد الماروق طرابلس ، بعدما كان ثمانية سائقين عبروا أول من أمس نقطة المصنع باتجاه الأراضي اللبنانية.

في مقابل ذلك لا تزال الاتصالات متواصلة لتأمين عودة قريبة 120 سائقاً لا يزالون محتجزين عند معبر العمري على الحدود السعودية – الأردنية، وأشارت أوساط مطلعة على الاتصالات إلى عدة احتمالات لاختيار طريقة مناسبة لعودتهم، منها تأمين عبارة تقلهم وشاحناتهم بالبحر».

مخيم عين الحلوة أمام مفترق طرق

وشيّع حزب الله، عصر أمس في عيترون الشهيد مروان عباس عيسى الذي اغتيل غدراً أول من أمس في مخيم عين الحلوة، وكان لافتاً خلال التشييع غياب أيّ ممثل عن الفصائل الفلسطينية». وأكدت مصادر مطلعة في المخيم لـ»البناء» أنّ ما جرى بمثابة دقّ لناقوس الخطر، لا سيما أنّ المتهمين الأساسيين م- ش، هـ ش، وب- ب من جند الشام، ولهم سوابق كثيرة ومعروفون لدى الجميع، وليس هناك من إمكانية لتسليمهم إلى القضاء المختص». ولفتت المصادر إلى «أن الحادث ليس الأول من نوعه، إلا أنه يضع المخيم أمام مفترق طرق، لكون مروان عيسى لبنانياً، وقتل في ظلّ تعزيز القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة.

جلسة عادية لمجلس الوزراء غداً

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء غداً الأربعاء جلسة عادية في السراي الحكومية للبحث في جدول أعمال من 81 بنداً تتعلق باتفاقيات وهبات ونقل اعتماد، على أن تعقد جلستين لمجلس الوزراء الأربعاء في 15 الجاري للبحث في الموازنة وأخرى عادية الخميس في 16 منه.

رئيس قوي للجمهورية

إلى ذلك قطع حوار التيار الوطني الحر- القوات مرحلة مهمة، تم خلالها الاتفاق على الكثير من القضايا الأساسية. وقالت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر لـ»البناء»: «من المفترض أن يحدث حوار رئيس التيار العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع نقلة نوعية»، مشيرة إلى «أن التحضيرات للقاء قطعت شوطاً كبيراً». ولفتت المصادر إلى «أنّ ورقة إعلان نيات أكدت ضرورة حماية المسيحيين، وضرورة انتخاب رئيس قوي للجمهورية يمثل حيثية شعبية، قادر على طمأنة المسيحيين». وتحدثت الأوساط عن «إسقاط كلّ الدعاوى بين «القوات» و«التيار» باستثناء بعض الدعاوى الخاصة التي لا يزال حزب القوات مستمراً بها».

وأسف البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس في غداء على شرف سفير فرنسا باتريس باولي «أن يكون المجلس النيابي بسبب ما يقوم به فريق سياسي، يتنكر لواجبه الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الفراغ يعرّض البلاد لكلّ المخاطر ويشلّ عمل مؤسسات الدولة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى