«موسكو 2»… والحل السياسي على أساس الثقة

نيبال هنيدي

تسير الديبلوماسية السورية في طريق واضح الخطى باتجاه الحل السياسي للأزمة في سورية، ويتسع نطاق الدول الداعية و الداعمة لهذا الحل، وفشلت محاولات أميركا وحلفائها في اسقاط الدولة السورية أو حتى اضعافها، فيما تخسر المجموعات الارهابية التي ارسلوها الى سورية على مدى سنوات الأزمة الخمس.

وأعلنت الحكومة السورية رغبتها بالمشاركة والعمل على إنجاح الجهود الروسية والاتفاق على جدول أعمال يدفع للمضي بجدية نحو الحل، فيما زار المبعوث الروسي الخاص عظمة الله كولمحمدوف ومدير معهد الاستشراق فيتالي نعومكين دمشق في السادس والعشرين من الشهر الماضي، وبحثا خلالها مع المسؤولين السوريين وقادة من قوى المعارضة، التحضير لمنتدى «موسكو 2».

وفي الوقت الذي تستضيف روسيا «موسكو 2»، يولد عالم جديد باتفاق تاريخي بين إيران ودول الغرب، ما سينعكس ايجابياً على مشروع المقاومة ودولها ومنها سورية، حيث رحبت الحكومة السورية بهذا الاتفاق في بيان صدر عن وزارة الخارجية السورية، معتبراً ان هذا الاتفاق الاطاري وما ستليه من خطوات ايجابيه سيكون مساهمة على طريق تعزيز قيم الامن والسلام الدوليين وفي تخفيف حده التوتر في المنطقه والعالم».

وفيما تم التحضير في روسيا للمؤتمر، تحدث الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع ثماني وسائل إعلام روسية، معتبراً أنَّ «المبادرة الروسية مهمة، لأنَّها شدَّدت على الحل السياسي، وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية».

ومؤكداً «بأنَّها واقعية جداً بمضمونها وفرص نجاحها كبيرة إن توقفت تركيا والدول الأخرى التي تمول المسلحين عن التدخل».

وتأتي تصريحات الأسد عشية الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران لبحث العلاقات الايرانية التركية بكل ابعادها، الى جانب آخر المستجدات المتعلقة بالقضايا الاقليمية والدولية على حد سواء. الأمر الذي ربما يكون له تأثيره على السياسة التركية والتي لم تتوقف عن دعم وتمويل وارسال الارهابيين والاسلحة الى سورية، وفي المقابل ليطفو الحل السياسي على السطح، على رغم الدور التركي المشبوه الذي ما تزال تلعبه أنقرة، وخصوصاً في دعمها لما يسمى الائتلاف المعارض الذي رفض حضورالمؤتمر، بينما قررت «هيئة التنسيق» المشاركة عبر منسقها العام حسن عبدالعظيم، كما شارك في المؤتمر رئيس تيار «بناء الدولة» لؤي حسين، وعدد من أفراد المعارضة السورية بصفتهم الشخصية.

مؤتمر «موسكو» في جولته الأولى وبالرغم من كل الصعوبات التي كانت تكتنف الأجواء الاقليمية والداخلية المحيطة به، نجح في أن ينتج معارضة سورية تقبل بالحوار مع الحكومة السورية من جهة، وإصدار ما سمي بـ «مبادئ موسكو» والتي تضمنت الحفاظ على سيادة سورية، ومواجهة الارهاب ورفض أي وجود عسكري أجنبي في أراضي سورية، وكما يبدو فإن إيجابية الحوار في «موسكو 2» طغت على كل محاولات الغرب في فرض حل عسكري، وهو خطوة مهمة لتعزيز المسار السياسي وبناء الثقة بين المعارضة الحقيقية والحكومة السورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى