السعودية و«إسرائيل» والمصلحة المشتركة في إبقاء الوضع متوتراً في الشرق الأوسط
لم يعد خافياً على أحد، تقاطع المصالح الوهابية والصهيونية في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظلّ الإجابة على التساؤل البسيط التالي: لماذا لم تتحرّك نخوة آل سعود إزاء احتلال فلسطين، بينما تهوج وتموج حيال اليمن؟
لعلّ صحيفة «إندبندنت» البريطانية أجادت الإجابة على هذا التساؤل، من خلال مقال للكاتب باتريك كوكبرن، الذي أكد أن السعودية و«إسرائيل» وممالك الخليج تشكل الطرف الأكثر استفادة من الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تساهم في بقائه على هذه الحال وتعمل على تصعيده، وهو ما يدعوها لمحاولة تعطيل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران و«السداسية الدولية» في شأن الملف النووي الإيراني والعمل على نسفه. قائلاً إنّ ما يثير الصدمة في تطورات الأسابيع القليلة الماضية، هو السعي السعودي المستميت لإحداث تغيير باتجاه نشر التطرف في المنطقة والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية لضمان تحقيق غاية المملكة.
وفي مقال آخر، ترى «إندبندنت» أنّ الاتفاق حول النووي الإيراني، قد يكون السبب في انخراط السعودية بشكل عدواني في الحرب ضد الحوثيين في اليمن. وقد يؤثر احتمال عودة إيران إلى علاقات جيدة مع الغرب على العلاقة الخاصة للسعودية بالولايات المتحدة. ووصفت سلوك السعودية بأنه يشبه سلوك طفل مدلل على وشك أن يفقد حظوته مع عودة طفل آخر إلى حضن الوالدين.
وفي سياق الحديث عن إيران والاتفاق الأخير بينها وبين «السداسية الدولية»، قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية إنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الخميس الماضي في شأن البرنامج النووي الإيراني، ربما يكون مجرد خطة، ويبقى الجزء الأصعب في حاجة للعمل عليه قبل حلول الموعد النهائي بنهاية حزيران المقبل. ونقلت الصحيفة عن خبراء أنّهم يرون الاتفاق كنموذج محتمل لكيفية منع ظهور جيل جديد من القوى المسلحة نووياً.