موسكو تدعو كييف لوقف إراقة الدماء وتطالب مجلس أوروبا بتحقيق محايد
دعت موسكو سلطات كييف إلى وقف إراقة الدماء وسحب قواتها والجلوس إلى طاولة الحوار من أجل البدء بعملية الحل السياسي للأزمة، وقالت إنه لم تكد تنتهي أيام الحداد على ضحايا مأساة أوديسا، حتى بدأت في مناطق شرق أوكرانيا عمليات سفك للدماء، مشيرة إلى أن العملية الإجرامية التي يواصلها الجيش الأوكراني والقوات الخاصة وأنصار «القطاع الأيمن» تحت ستار الحرس الوطني، هي محاولة لإكراه السكان على الخضوع لعملية الإصلاح التي تدعو لها السلطات في البلاد.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن «العملية التنكيلية التي تقوم بها القوات الأوكرانية ستتسبب بسقوط ضحايا جدد بين المدنيين العزّل»، مشيرة إلى أن حصار القوات المسلحة الأوكرانية للمدن سيؤدي إلى كارثة إنسانية، بسبب نقص الأدوية وتوقف وصول المواد الغذائية.
جاء ذلك بعد ساعات على مطالبة روسيا لمجلس أوروبا بإجراء تحقيق محايد وغير مسيس في الجرائم التي ارتكبت بأوكرانيا، مؤكدة أن هذه الأزمة تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا.
وجاء في بيان الخارجية أنه «يجب الاعتماد على قدرات مجلس أوروبا من أجل تقديم مساعدة قانونية في إجراء إصلاح دستوري عميق بهذه البلاد، يعتمد على الحوار الوطني الشامل من أجل تجاوز الانقسام في المجتمع» الأوكراني. وذكرت الوزارة أن الوزير سيرغي لافروف سيشارك يومي 5 و6 أيار في الاجتماع السنوي للجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا في فيينا.
وأعادت موسكو إلى الأذهان أن اللجنة الوزارية لمجلس أوروبا سبق أن شكلت مجموعة التشاور الدولية لإجراء تحقيق في انتهاكات القانون بأوكرانيا بدءاً من 30 تشرين الثاني العام الماضي، واعتبرت أن هذه المجموعة يجب أن تركز جهودها على التحقيق في الجرائم الأخيرة.
وشددت موسكو على أن سياسة كييف تتعارض مع الأحكام الأساسية والمبادئ لمجلس أوروبا، داعية إلى وضع حد لهذه الانتهاكات فوراً. ودعت الأجهزة المعنية في مجلس أوروبا لتقويم مناسب لهذه الأعمال.
وأشارت إلى أن موسكو تنطلق من أن مجلس أوروبا يجب أن يدعو السلطات الحالية في كييف إلى تنفيذ الاتفاقيات التي تم توصل إليها في جنيف يوم 17 نيسان الماضي من دون أية شروط، مضيفة أن هذه الاتفاقيات تتعلق بنزع فتيل التوتر ووضع نص دستور جديد يأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة لجميع أقاليم أوكرانيا وقلقها.
إضافة إلى أن نشاط روسيا في المجلس يهدف إلى توحيد الجهود والبحث عن ردود على التحديات والأخطار التي تواجه جميع الأوروبيين، ومنها الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والتطرف والتمييز بين المواطنين بسبب انتمائهم العرقي أو الديني أو الثقافي.
وذكرت الخارجية أن لافروف يأمل في بحث الأوضاع في أوكرانيا خلال اللقاءات التي ستعقد مع الأمين العام لمجلس أوروبا ووزير خارجية النمسا ومفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان ووزير خارجية سلوفاكيا.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن استعداده ليكون وسيطاً لتسوية الأزمة في أوكرانيا. وقال إن «حل الأزمة يجب أن يكون سلمياً وأنا مستعد للمشاركة في حال الضرورة».
يأتي ذلك في وقت دعت ألمانيا لإجراء لقاء دولي جديد حول تسوية الأزمة الأوكرانية في جنيف، وأشار وزير خارجيتها فرانك شتاينماير إلى أنه من الضروري عقد اللقاء لبحث سبل نزع فتيل التوتر في أوكرانيا.
وقال إنه أجرى سلسلة محادثات دعا نظراءه خلالها إلى إجراء جولة ثانية من مفاوضات جنيف بمشاركة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.