سرمدي: الهبة العسكرية للجيش على طبق من ذهب والمعالجة في اليمن تقوم على وقف الهجمات العسكرية

أكد الموفد الرئاسي الإيراني ونائب وزير الخارجية مرتضى سرمدي أن الموقف المبدئي الثابت والدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية يُركز على الحيلولة من دون أي تدخل سياسي خارجي في شؤون أي دولة من الدول ومنها لبنان، معتبراً «أن النُخب السياسية والأحزاب والتيارات اللبنانية بامكانها استنباط الحلول والمخارج المناسبة لكل المشكلات التي يعاني منها لبنان في هذه المرحلة ومنها مشكلة الفراغ الرئاسي». وأمل في «أن تكون آليات الحوار خطوة من أجل المساعدة على بلوغ هذا الإستحقاق». وأكد «استعداد بلاده لتقديم الهبة العسكرية للجيش على طبق من ذهب». ودعا «الدول الغيورة على المصلحة الإقليمية الى التكاتف للخروج من الأزمات»، مشدداً على «ضرورة توقف العمليات العسكرية وإيجاد آلية للحوار بين أطياف الشعب اليمني»، وإذ رحب بـ»المساعي للتوصل الى مخرج سياسي في اليمن»، أعلن «أن بلاده تعتبر الهجوم على اليمن خطأ إستراتيجياً ولا تؤيد الحل العسكري».

وجال سرمدي الذي يزور بيروت راهناً يرافقه وفد ضم السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي، على كبار المسؤولين اللبنانيين لشرح اتفاق الإطار الذي تم التوصل اليه بين طهران والدول العظمى، فزار مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم البحث في آخر التطورات الراهنة.

وأشار إلى «أنه تبادل والرئيس بري الأفكار والآراء ووجهات النظر حول التطورات التي حصلت خلال الأيام العشرة الماضية تقريباً والمتعلقة بالاتفاق النووي الايراني مع مجموعة الـ 1+5 ، حيث كان هذا الاتفاق اطارياً وتمهيدياً للتوصل الى الاتفاق النهائي، التطورات في المنطقة لا سيما الهجوم العسكري على اليمن، وكيفية معالجة الازمة اليمنية، ولا بدّ من ان تكون هذه المعالجة قائمة على وقف الهجمات العسكرية ومنع تدمير البنى التحتية ومنع قتل الابرياء والشعب البريء في اليمن لتتوافر الامكانية لترتيب المساعدات وايصال الامدادات الانسانية الى هذا الشعب. وكذلك تشجيع الأفرقاء اليمنيين على البدء بالحوار لأننا نعتقد أنه لا بدّ من أن تكون هناك مشاركة من التيارات السياسية كافة في اليمن لتجتمع في مكان محايد وتبحث في الوصول الى حكومة شاملة».

وزار الموفد الرئاسي الإيراني السراي، التقى رئيس الحكومة تمام سلام وقال بعد اللقاء: «تحدثت مع الرئيسين بري وسلام في آخر التطورات السياسية التي تجري من حولنا، سواء على صعيد المنطقة أو التطورات على المستوى الدولي، وكما تعرفون فقد تم التوصل أخيراً الى تفاهم مبدئي بين الجمهورية الإسلامية الايرانية والسداسية الدولية على خلفية الملف النووي السلمي لإيران».

وأضاف: «من ناحية أخرى تداولنا مع الشخصيات اللبنانية في آخر التطورات الإقليمية، خصوصاً ما يجري في اليمن من أزمة خطيرة ناتجة من الغارات الجوية التي تستهدف الآمنين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني حيث تلحق بهم أفدح الخسائر سواء في البنى التحتية أو المساكن أو الأرواح، ونحن نعتقد انها فرصة مناسبة لكي نتداول مع المرجعيات السياسية اللبنانية ونتوصل معهم إلى أفضل آلية من شأنها أن تؤمن الهدوء والأمن والاستقرار في ربوع هذه المنطقة بالشكل الذي يقطع دابر الإرهاب والتطرف والتكفير الذي يستهدف هذه المنطقة وشعوبها في مستقبلها ومصيرها».

ورداً على سؤال قال: «الموضوع الأساسي الذي ركزت عليه خلال زياراتي الى الجزائر وتونس والعراق ولبنان التطورات على الساحة اليمنية. وفي هذا الإطار نحن نعتقد أن هناك خطأً استراتيجياً فادحاً تم ارتكابه في هذه المرحلة وينبغي على كل الدول الغيورة على مصلحة ومستقبل هذه المنطقة ومصيرها، وعلى كل النُخب والشخصيات السياسية الغيورة أيضاً على المصلحة الإقليمية أن تتكاتف من أجل إيجاد المخرج المناسب والملائم لهذه الأزمة».

وأشار إلى «أن التمسك بالذريعة القائلة إن هذا الهجوم العسكري يستهدف إعادة رئيس الجمهورية الى منصبه، ولا يستند الى أي مسوغ أخلاقي وقانوني ولا إلى أي من المقررات الشرعية الدولية للقيام بمثل هذا الإعتداء. من هنا نحن نعتقد أنه ينبغي التوقف فوراً عن تنفيذ هذه العمليات العسكرية والمبادرة إلى إيجاد آلية للحوار بين أطياف المجتمع اليمني كافة. ولا شك في أن اليمن لا يمكن أن تُدار شؤونه من خلال فئة سياسية واحدة. وينبغي على جميع الفئات والتيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة على الساحة اليمنية والتي تستند الى قاعدة شعبية وازنة أن تتكاتف وتقف إلى جانب بعضها البعض لتأليف حكومة وحدة وطنية بإمكانها إدارة الشؤون اليمنية على أفضل نحو ممكن، فنحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقوم بكل المبادرات والمساعي الحميدة التي تساعد في التوصل إلى هذا الحل السياسي ونأمل من كل الدول الشقيقة والصديقة على مستوى هذه المنطقة، في أن تتكاتف وتتضامن من أجل التوصل الى مخرج مناسب سلمي وسياسي لهذه الأزمة الجارية في اليمن».

وأشار إلى أنه «عندما تُعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن الهجوم العسكري الذي يستهدف اليمن هو عبارة عن خطأ استراتيجي جسيم يُرتكب في حق هذا البلد، من الطبيعي أنها لا تؤيد بأي حال من الأحوال التدخل العسكري وإنما تُركز كل الجهود من أجل المساعي السياسية الحميدة لحل هذا الموضوع، وكما تعرفون خلال الأيام الأخيرة الغارات الجوية العسكرية التي استهدفت اليمن كانت سبباً في ارتكاب العديد من الفظائع في حق هذا البلد سواء لناحية تدمير البنى التحتية أو مساكن الآمنين أو إزهاق أرواح الأبرياء من أبناء الشعب اليمني المظلوم». ولفت إلى «أن أي عمل سياسي مدني بامكانه أن يُساعد على إيجاد المخرج المناسب لهذه الأزمة، وليس العمل العسكري الذي قد يزيد من فداحة الأوضاع، وهذا الهجوم العسكري الذي يستهدف أبناء الشعب اليمني لا شك في أنه يولِد لديه مشاعر من الغضب والحقد واللوم ما يُمكن أن يؤدي في المستقبل إلى المزيد من زعزعة الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع هذه المنطقة لذلك علينا العمل فوراً على إيقاف النزيف الدموي في اليمن».

وعن الفراغ الرئاسي في لبنان أكد سرمدي «أن الموقف المبدئي الثابت والدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية يُركز على الحيلولة دون أي تدخل سياسي خارجي في شؤون أي دولة من الدول ومنها لبنان الشقيق وبالتالي نحن نعتبر أن النُخب السياسية اللبنانية المحترمة والأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية المحترمة بإمكانها أن تستولد الحلول والمخارج المناسبة لكل المشكلات التي يعاني منها لبنان في هذه المرحلة ومنها مشكلة الفراغ الرئاسي». وأمل «بأن تكون آليات الحوار التي نشهدها حالياً في لبنان خطوة من أجل المساعدة على بلوغ هذا الحل».

بعد ذلك توجه الموفد الرئاسي الإيراني إلى قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وقال عقب اللقاء: «نأمل ونتمنى أن نشهد في المرحلة المقبلة مخرجاً مناسباً للفراغ الرئاسي في لبنان ونحن على ثقة تامة أن النخب السياسية والتيارات والأحزاب اللبنانية لديها من النضوج والوعي الكاملين ما يؤهلها لإيجاد المخارج المناسبة للاستحقاق الرئاسي، وتلتزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بموقفها المبدئي والثابت عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولكنها تشد على أيادي اللبنانيين من أجل التوصل إلى هذا المخرج المناسب».

وأكد «أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى على موقفها الثابت والراسخ في الوقوف إلى جانب لبنان حكومة وجيشاً وشعباً إن لناحية التصدي للاعتداءات «الإسرائيلية» الآثمة أو للخطر الإرهابي التكفيري المتطرف الدائم. وبعد إنجاز التسوية النووية، إذا كان الجانب اللبناني يعتقد أنه صار بإمكانه أن يتلقى الهبة العسكرية الإيرانية إلى الجيش اللبناني فإننا على أتم الاستعداد لتقديم هذه المساعدة على طبق من ذهب».

ومن المتوقع أن يلتقي سرمدي لاحقاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وكان سرمدي وصل إلى بيروت من طريق اسطنبول في إطار الجولة التي يقوم بها على بعض دول المنطقة للبحث في الأوضاع الراهنة. واستقبله في المطار سفير إيران في لبنان وأركان السفارة وتوجه على الفور الى روضة الشهيدين، حيث قرأ الفاتحة على ضريح عماد مغنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى