جولة لـ«عامل» في الخيام والجوار
شدّد رئيس «مؤسسة عامل الدولية» والمنسق العام لـ«تجمّع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان» الدكتور كامل مهنا، على ضرورة دعم لبنان ليستمر في احتضان العدد الهائل من النازحين السوريين، الذي تجاوز المليون ونصف المليون، مجدداً التأكيد على حرص المؤسسة ومؤازرتها، وتقديم المساعدات للمواطنين في مختلف المناطق.
ولفت مهنا إلى أن المؤسسة ضمانة لمواجهة الصعاب بمختلف الوسائل، لتستمر كمؤسسة مدنية ملتزمة بالمواطن ـ الإنسان، بمعزل عن الخيارات السياسية والثقافية.
كلام مهنا جاء خلال جولة نظّمها على عدد من مراكز «عامل» في المنطقة الحدودية، ولتجمّعات النازحين فيها، مع إدارة الكلّية الإنجيلية الفرنسية وأساتذتها، وفعاليات ثقافية وتربوية واجتماعية.
وأوضح أن «عامل تعمل اليوم عبر 24 مركزاً تعنى باللبنانيين والعراقيين والسودانيين والفلسطينيين وست عيادات نقالة، ليضاف إلى ذلك اهتمام خاص بالنازحين السوريين، إذ قدّمت حتى الآن 800 ألف خدمة لهم، من خلال تقديم المعاينات الصحية والأدوية والمساعدات العينية، وتنظيم ندوات تثقيفية وصحية وتربوية ونشاطات ترفيهية.
كما جال الوفد على «مركز عامل الصحي» في الخيام، واطّلع على سير العمل فيه، وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم بالتقنيات المتطورة والآلات الموجودة في المركز والتي تغطي اختصاصات عدّة، كطب العيون، والعلاج الفيزيائي، وطب الأطفال، والطب النسائي وأمراض القلب وغير ذلك، إلى جانب الأدوية والخدمات المتوفرة للناس والمنطقة، بالتوازي مع محاضرات التوعية والتثقيف.
واستمع الحاضرون أيضاً إلى شرح حول برنامج إعادة دمج الأسرى المحررين من معتقل الخيام في المجتمع وإعادة تأهيلهم اجتماعياً ونفسياً، الذي كان ينفذه المركز الصحي التابع لـ«عامل»، فكان لا بدّ من زيارة لمعتقل الخيام، حيث شرح مهنا للوفد، عن رمزية المعتقل ومعاناة اللبنانيين مع الاحتلال، وقام أحد الأسرى المحرّرين الذي حضر كدليل للمعتقل، بإعادة تمثيل تقنيات بسيطة من سبل التعذيب التي كان «الاسرائيليون» يستخدمونها، ما ترك دهشة وذهولاً لدى الوفد المرافق.
بعد ذلك، رافق الدكتور كامل مهنا الوفد إلى مركز إبل السقي المتخصص في تصنيع الصابون، وجرى شرح عن عمل المركز وإنتاجه، وحجم المستفيدات منه، إذ يقوم المركز بالتعاون مع عدد من النساء المستفيدات من «عامل» بإنتاج كميات من الصابون بألوان وعطور مختلفة، التي ستسوّق في متجر متخصص بالصناعات اليدوية تتحضّر «مؤسسة عامل» لافتتاحه في مركزها الرئيس في المصيطبة.
الزيارة الختامية كانت لمخيم النازحين السوريين في الخيام، حيث توجد عيادة طبية نقالة تابعة لـ«مؤسسة عامل»، وحمل الدكتور كامل مهنا أخباراً سارة لإحدى الأسَر السورية التي استطاع تأمين متبرّع لها، يتكفل بتكاليف عملية جراحية لأبنائها الثلاثة الذين يعانون من مرض في عيونهم، يهدّد عندهم الرؤية.
كما تفاعل الوفد مع أطفال المخيم وعائلاته، وأبدوا إعجابهم بإنجازات «مؤسسة عامل»، ومساندتها اللاجئين واللبنانيين المضيفين في الوقت ذاته.