دمشق سيف العرب وترسه وفلسطين هي البوصلة
علي البقاعي
تابعت بتعجّب وذهول اندفاعة الملك الثمانيني سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي ورث الحكم حديثاً عن أخيه التسعيني عبدالله الذي ورثه عن إخوته.
الملك ووزير دفاعه ومعهما مئات الوسائل الإعلامية والكتبة والمذيعون الذين يعيشون من أموال السلطان حريصون جداً على الديمقراطية في اليمن وفي سورية والعراق، ولكنهم نسوا أنّ هناك عدواً أبدياً أزلياً يحتلّ أحد أقدس أقداس المسلمين، حيث أسرى النبي العربي محمد بن عبدالله وعرج منه إلى السماء، وأعني المسجد الأقصى الذي «باركنا حوله» كما جاء في القرآن الكريم.
إنّ تاريخ مملكة آل سعود وأخواتها الخمس المميّز في الديمقراطية يصلح أن يكون مرجعاً ومثالاً يُحتذى به في حقوق الإنسان والحريات العامة والمساواة والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة، حيث يرجع تاريخ ممارسة الديمقراطية في دول مجلس التعاون الخليجي لأكثر من 3000 سنة مجتمعة من الحكم الفردي الوراثي والعائلي والقبلي، والذي انقرض منذ قرنين أو أكثر من الزمن.
المملكة العربية السعودية تحكمها قبيلة آل سعود منذ عام 1744.
دولة الكويت وتحكمها عائلة الصباح منذ عام 1752.
مملكة البحرين وتحكمها عائلة آل خليفة منذ عام 1820.
سلطنة عمان وتحكمها عائلة آل سعيد منذ عام 1744، ويرأسها السلطان قابوس بن سعيد منذ عام 1970.
دولة قطر وتحكمها عائلة آل ثاني منذ عام 1825.
دولة الإمارات العربية المتحدة: وهي مجموعة من المشيخات والإمارات التي منحت استقلالها عن بريطانيا عام 1970 برئاسة سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد الشهم والنبيل حقاً وظاهرة لن تتكرّر في أرض العرب. وتتألف من مشيخات ستة هي:
إمارة أبو ظبي تحكمها قبيلة آل نهيان منذ عام 1793.
إمارة دبي وتتولى الحكم فيها قبيلة آل مكتوم منذ عام 1793.
إمارة الشارقة وتحكمها قبيلة القواسمة منذ عام 1727.
إمارة رأس الخيمة وتحكمها قبيلة القواسمة منذ عام 1822 .
إمارة أم القيوان ويحكمها آل المعلا منذ عام 1775.
إمارة عجمان ويحكمها آل النعيمي منذ عام 1820.
هذه هي الديمقراطيات التي تحميها الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون ويريدوننا أن نسير بهديها. ديمقراطية حيث الإخوة يتوارثون السلطة من الإخوة والأبناء يرثون السلطة من الآباء. ديمقراطية «مؤيدة» بإرادة إلهية لأنّ الله وهبهم الأرض ومن عليها فلا حاجة لبرلمان أو مجلس أو مستشارين. فقط سورية والعراق واليمن بحاجة إلى ديمقراطية شعبية.
الملك أو الأمير أو السلطان أو الحاكم ملهم ولديه من الكفاءات الفكرية والعلمية والثقافية التي أسبغها عليه قادة القواعد الأميركية الجاثمة على رمال وشواطئ بلدانهم لحمايتهم وتسيير أمور دولهم وبث الوحي الصباحي عليهم لاتخاذ القرارات المصيرية ومنها قرار الحرب على اليمن وسورية والمقاومة وإعلان العداء للثورة في إيران لأنها تقف إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، وعندما يأتي الأمر لفلسطين ولشعبها يصبحون «كالنعاج» يطالبون بالسلم والتمهّل والمفاوضات والعودة لمجلس الأمن والحوار والشراكة والأمن للجميع ويصبح من الجائز عرض المبادرات وجواز السلم «إنْ جنحوا إليه» وعدم الحاجة للقوة والالتزام بقرارات مجلس الأمن، ولا حاجة لصوت أمين عام جامعة الدول العربية البعيد عن النبل والعروبة «نبيل العربي».
إنّ تاريخ هذه الدول في الديمقراطية يعطينا خير مثال عما يكون مصير العالم العربي إذا ما سار على هديهم. إنها لمهزلة أن ينادي بالحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان من لا يعرف حجم وارتفاع ولون صندوق الاقتراع.
لهؤلاء الذين تناسوا أنّ فلسطين لا تزال تحت الاحتلال نقول إنّ هناك من لا يزال يؤمن بأنّ فلسطين هي القضية المركزية، ونقول لهم أيضاً إنّ اليوم ليس ببعيد الذي ستتوحّد فيه جيوش الأمة في بغداد ودمشق ومعهم أبطال المقاومة في لبنان وفلسطين، فتعود إلى الأمة قوتها بعد أن تهزم المرتزقة من دواعشكم بأبواتهم وكنياتهم ولو جلبتموهم من شتى أصقاع الأرض.
دمشق ستبقى سيف العرب وترسه وستبقى فلسطين هي البوصلة لأنّ سورية كلّ سورية الله حاميها.