أوّل «غيث» الحرّ… حرائق!
شبّ أمس حريق في أحراج بلدة بطشاي ـ قضاء بعبدا، في منطقة معروفة بـ«وادي الست». وعلت سحب الدخان واللهب عشرات الأمتار بسبب الرياح الحارة، ما جعل عمليات الإطفاء صعبة.
وحضر إلى مكان الحريق عددٌ من سيارات الاطفاء منعاً لوصوله إلى الاماكن السكنية، بعدما حصدت النيران مساحات شاسعة.
ولاحقاً، أخلي عدد من المنازل التي اقتربت منها النيران، إذ أصيب عدد من المواطنين بحالات إغماء نتيجة الدخان الكثيف الناتج عن الحريق، الذي امتد إلى وادي شحرور السفلي.
وإذ استمرّت فرق الدفاع المدني بمساعدة عناصر الجيش اللبناني في العمل على إخماد النيران بصعوبة، وعلى رغم المساعدة المتأتية من طائرة هليكوبتر تابعة للجيش، إلا أنّ الحرائق ظلت مستعرةً حتى فترة الظهيرة، ما استدعى طلب المزيد من صهاريج الإطفاء، فوصلت إلى مكان الحريق آليات ثقيلة تابعة لفوج إطفاء مدينة بيروت، وباشر رجال فوج إطفاء بيروت العمل تمهيداً لإخماد النيران.
إلى ذلك، عمدت المدارس المتواجدة في محيط بعبدا ـ الجمهور إلى إخلاء طلابها خوفاً من امتداد الحرائق، وطمأنت مدرسة سيدة الجمهور الأهالي إلى أن الحرائق بعيدة عن محيطها، وأنّها جهزت الباصات لنقل التلامذة تحسّباً لأيّ طارئ.
وخلال فترة ما بعد الظهر، سيطر رجال الإطفاء والجيش اللبناني بشكل شبه كامل على الحريق بين بطشاي وبعبدا، فيما بقي الحريق مندلعاً بين بعبدا والجمهور.
على الصعيد الرسمي، دعا وزير البيئة محمد المشنوق المواطنين إلى التحسب لخطر نشوب الحرائق وسط موجة الحر التي تجتاح لبنان منذ يوم أول من أمس، وقال في تصريح: «على البلديات وأجهزة الدفاع المدني والاطفاء استنفار كل جهودهم، وعلى المواطنين الابلاغ السريع عن الحرائق من أجل التدخل الفوري لإطفائها، لأن أي تأخير سيؤدي الى استفحالها وتهديد البيوت والاحراج في لبنان».
واتصل وزير البيئة بمدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، مثنياً على جهود عناصر الدفاع المدني، ومطالباً بتعزيز الآليات والعناصر لتطويق الحريق في بلدة بطشاي ومنع امتداده.
من ناحيته، تابع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق موضوع الحرائق منذ الصباح الباكر، وأعطى توجيهاته إلى مديريات الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت وقوى الامن الداخلي لتسريع جهودهم للمساعدة في إخماد الحرائق.
واتصل وزير الداخلية بقيادة الجيش اللبناني للتنسيق والمساعدة عبر مروحيات إخماد الحرائق، كما اتصل بالممثل المقيم للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي بعدما امتدت الحرائق إلى جوار مقر بعثة الامم المتحدة في اليرزة، للاطمئنان على مقر البعثة واتخاذ التدابير السريعة لتدارك أيّ أخطار.
حرائق أخرى
ولم يكن حريق بطشاي ـ بعبدا الوحيد أمس، إذ اندلع حريق في بلدة كفرجرة الجنوبية، قضى على مساحات شاسعة من أشجار السنديان والملول. وعمل عناصر الدفاع المدني على إخماد الحريق قبل وصوله إلى المنازل المجاورة.
كما عملت وحدات الجيش المنتشرة عملانياً، بالاشتراك مع عناصر الدفاع المدني، على إخماد حريق شب في خراج بلدتي كفردلاقوس ـ زغرتا، والبنية ـ عاليه.
وقدّرت المساحة المتضررة بنحو 42 دونماً من الاشجار المثمرة والأعشاب اليابسة.
تصوير أكرم عبد الخالق ـ تمّوز