الضاهر لـ«أنباء فارس»: الأشهر الثلاثة هي مرحلة مخاض للأزمة السورية
أكد الباحث الاستراتيجي السوري عيسى الضاهر إن منتدى موسكو التشاوري يأتي في وقت قوة بالنسبة الى دمشق بكونها تدرك أن القوى المشغلة للمعارضات الخارجية بدأت خياراتها تنحسر في الملف السوري بعد الاتفاق المبدئي بين إيران والدول الست.
ولفت الضاهر إلى أن «الشخصية المعارضة التي لم يكشف عن هويتها والتي قالت بأن الفصيل الذي ينتمي إليه واجه تنظيم «داعش» في شكل منفرد وبعيد من دعم الحكومة السورية ما هو إلا محاولة من قبل هذا المعارض للعب على الوقائع خدمة لمشغليه والذي يبدو من طبيعة الإعلان أن المقصود هو الأكراد في عين عرب، والذين أشار الرئيس بشار الأسد صراحة في أحد لقاءاته الإعلامية إلى أن الدعم قدم لهم وفي شكل كبير في مواجهة تنظيم «داعش»، وإبراز الدكتور بشار الجعفري الوثائق التي تدحض ادعاءات هذا المعارض تؤكد أن الحكومة السورية تمتلك الفهم الكامل لما يمكن أن تقدمه وفود المعارضات من ادعاءات».
وبيّن الباحث السوري «بالعودة لما حدث في عين عرب، كيف ساومت الحكومة التركية على مصير الأكراد في المدينة السورية المتاخمة لحدود السلطنة التي يحلم بها أردوغان، وذلك في مقابل أن يتدخل الجيش التركي لإنقاذ المدينة من الوقوع تحت رحمة تنظيم «داعش»، لكن المعطيات والمعلومات الخاصة تؤكد «أن الجيش نفذ أكثر من إنزال جوي لمصلحة القوات التي تدافع عن المدينة، كما إن مقاتلي الجيش العربي السوري المنسحبين من مقر قيادة الفرقة 17، واللواء 93 الذي كان يرابط في منطقة عين عيسى، كانوا في الخط الأول للمواجهة مع تنظيم «داعش»، وما زال بعضهم إلى الآن يقاتل مع الوحدات التركية، فالسوريون هم من حرروا عين عرب لا سواهم.
وشدد الضاهر على إن «المحاولات البائسة لزعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي للإنفراد بفصيله بالإنجاز الذي حقق في عين عرب محاولة تحقيق أكبر قدر ممكن من المصلحة، فلا يعقل أن تمد يدك لتطلب المعونة من الحكومة السورية ومن ثم تنكر هذه المعونة وكأنه لم يسمع كل ما قاله الرئيس الأسد في المراحل السابقة وما سيقوله مستقبلاً بأن الأكراد جزء من النسيج الاجتماعي السوري».
وأوضح الضاهر أن «المعارضات الخارجية المرتبطة سواء بتركيا أو بالسعودية أو بقطر في شكل مباشر وبأميركا من خلف الكواليس كون واشنطن هي المحرك الأساسي لهذه المعارضات، لن تقوى على منح الدول المعادية لسورية هامش الزمن الذي يلزمها للمناورة، فمدة الأشهر الثلاثة التي تسبق توقيع الاتفاق النهائي بين إيران والمجموعة الدولية هي مرحلة مخاض للأزمة السورية خصوصاً وللإقليم عموماً، وبالتالي من الطبيعي الحديث عن أن الدول المتورطة بالملف السوري ستحاول أن تخرج لنفسها مخارج، لكنها تحتاج الى الوقت وعلى ما يبدو فإن بعضاً من المعارضات الخارجية كلف بتعطيل الحل السياسي قدر الإمكان ليصار إلى خرق المبادرة الروسية في ظل تصاعد القوى المشرقية».
وأكد الضاهر أن «مجريات الميدان السوري هي الفاعل الحقيقي في إعادة الأمور إلى نصابها في مستواها السياسي وفي التوافقات الدولية على مستوى إعادة تقسيم مناطق النفوذ الاستراتيجي لقطبي السياسة العالميين، لكن الفارق بين روسيا وأميركا هو إن الأولى تركز على أن تبني حلفها على أساس الندية والمنفعة الإستراتيجية المتبادلة، في حين أن أميركا تبني علاقاتها مع الدول الأخرى على أساس التبعية وهذا ما لا ترضاه على نفسها لا سورية ولا إيران ولذلك سيكون الحلف المشرقي أقوى وسيكون المنتصر وبذلك يجزم القوم إن الأزمة السورية إلى انتهاء والمشروع التكفيري في مرحلة ميؤوس منها».