المؤتمر القاري الأفريقي السابع ينتخب عباس فواز رئيساً للمجلس
علي بدر الدين
نجح المجلس القاري الأفريقي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في عقد مؤتمره السابع في قاعة انطوان حرب في قصر الاونيسكو في بيروت بعد لقاءات واتصالات ومبادارات كثيفة بين المعنين في الملف الاغترابي، وصعد الدخان الأبيض الذي يؤشر إلى التئام المؤتمر في موعده والتوافق على انتخاب رئيس وهيئة ادارية جددين. وتأكيد الحضور والمشاركة الفعالة لتأمين النصاب القانوني المطلوب الذي يحقق الغاية من انعقاد المؤتمر ويطوي صفحات ويفتح أخرى عنوانها التحاور والتعاون والتنسيق بين الجميع وهذا ما ترجمه المؤتمر من الذين لبوا دعوة الأمانة العامة للمجلس والبعض منهم حضر بعد انقطاعه سنوات عن المشاركة في مؤتمر اغترابي، ما أضفى أجواء مريحة وإيجابية سادت المؤتمر وأعطت انطباعاً جيداً للوصول الى الخواتيم السعيدة وهذا بدا واضحاً وجلياً.
المؤتمر لناحية حجم المشاركة النوعية والتنظيم، أعاد الروح إلى المجلس وإلى الزمن الجميل الذي شهده المغتربون في مؤتمرات قارية وعالمية سابقة غابت لسنوات وأكدت الحاجة والضرورة الاغترابية إليها في مرحلة قاسية يواجهها المغتربون لا سيما في القارة الأفريقية.
وقد ساهم في انجاحه واعتباره من اهم المؤتمرات القارية الاغترابية على مستوى أفريقيا، حرص المؤتمرون على استنهاض القوة الاغترابية وتفعيل طاقاتها وحاجة لبنان المقيم والمغترب اليها والاصرار على إحداث صدمة ايجابية ونقلة نوعية لا بد منهما في الآتي من الأزمات والاستهدافات والتحديات التي تواجه المغتربين في أفريقيا. كذلك دعم وتأييد ورعاية وزارة الخارجية والمغتربين المتمثلة في المشاركة الفاعلة للمدير العام للمغتربين هيثم جمعة الذي كان لها تأثيرها الايجابي والصدى الطيب لدى الحاضرين وهم لطالما أملوا وتمنوا أن يتواصل الاهتمام الرسمي وهذا ما دأبت عليه مديرية المغتربين، اضافة إلى احتضان الجامعة الثقافية الأم لهذا المؤتمر ومساهمتها في تقريب وجهات النظر وإخراج المبادرة الاصلاحية التوافقية المقترحة الى دائرة الضوء.
وتمثلت الجامعة في مشاركة رئيسها العالمي أحمد ناصر وأمينها العام بيتر أشقر ونائب الرئيس الأول القنصل رمزي حيدر.
المؤتمر الذي افتتح أعماله عند العاشرة من صباح أمس بدأ بالنشيد الوطني ثم كلمة ترحيبية من الأمين العام للمجلس ابراهيم فقيه.
جمعة
وألقى جمعة كلمة اعتبر فيها أن انعقاد المؤتمر، يأتي في لحظة حساسة ودقيقة ومفصلية في حياة لبنان، مؤكداً حيوية المغترب اللبناني الذي يتطلع دائماً إلى الأمام. وقال: «إننا أمام تحديات كثيرة وأمام الهيئة المنتخبة مسؤوليات كثيرة وعليها أن تخطط لمواجهتها بالثبات والبعد من كل ما يؤدي إلى أذية الاغتراب اللبناني في القارة الأفريقية الخيّرة التي اعطتنا التنمية والنجاح ولنا كل الثقة بالمغترب اللبناني الذي ينهض ويتحدى المخاطر بعيداً من الفوضى والارتجال والتفرقة».
ونوه جمعة بالرئيس العالمي للجامعة أحمد ناصر مؤكداً وجود جامعة شرعية واحدة هي الجامعة اللبنانية في العالم والتي يرأسها ناصر وهدفنا جميعاً خدمة الوطن والاغتراب داعياً إلى عدم الالتفات أو الإهتمام بالاشاعات والطفيليات والتشويش على مسيرة الجامعة التي ستتوحد واليوم ازددت قناعة وايماناً انها ستتوحد من خلال المجلس القاري الأفريقي.
زهر
وتحدث المجلس نجيب زهر الذي أشاد بمسيرة المجلس وبالتعاون القائم مع مديرية المغتربين والجامعة الثقافية، مؤكداً دعمه ووقوفة إلى جانب الهيئة الإدارية الجديدة شاكراً جمعة وناصر وفواز.
الساحلي
واعترف أمين الصندوق في المجلس معروف الساحلي بأن الصندوق المالي للمجلس القاري دائماً فارغ ولم يلتزم احد بتسديد اشتراكاته او في دعم الصندوق. متمنياً على الجميع الالتزام بما يتوجب عليهم ولمواجهة الحالات الطارئة لأن الدولة غائبة على هذا الصعيد.
ناصر
وألقى ناصر كلمة عرض في مستهلها لمؤتمرات المجلس القاري منذ تأسيسه، وقال: «ينعقد مؤتمركم اليوم وسط ظروف استثنائية يمر فيها وطننا لبنان وتمر فيها دول العالم قاطبة، ومنها دول القارة الافريقية. ولا نبالغ حين نقول إن الأزمة، هي بوجه من وجوهها، أزمة عالمية على أكثر من صعيد وأبرز هذه الأصعدة: الأوضاع الاقتصادية التي نتلمسها في أفريقيا ومختلف الأسواق العالمية، تدهور الأوضاع الأمنية وتحول الأمن إلى هاجس دولي غير مسبوق وفي بعض الأحيان، متشابك وغير مفهوم، عدم الاستقرار العام في بعض الدول وانعكاس ذلك على فرص العمل وبالتالي على الاستقرار المعيشي والاجتماعي لأبنائنا».
وأضاف: «أمام هذه اللوحة يكتسب مؤتمركم أهمية استثنائية، ويضعنا جميعاً أمام تحديات أساسية علينا التعامل معها بحكمة، ونضع لها برامج عمل موضوعية ومدروسة».
وإذ أشار إلى أن «الاغتراب في الدول الأفريقية يتأثر بالمناخ العام»، أكد أن «تعزيز علاقات المغتربين اللبنانيين في القارة الأفريقية مع وطنهم الأم، عملية قائمة ومستمرة ونحن نعتبرها من المسائل البديهية والطبيعية، غير اننا طرف في هذه المهمة وعلى إدارات الدولة اللبنانية ان تشاركنا هذا الهم وتعمل معنا لتحقيق المزيد من الخطوات في هذا المجال. على الصعيد التربوي والصحي والثقافي والدبلوماسي والرياضي وعلى مستوى العلاقات التجارية والقوانين والاتفاقات المشتركة وسبل تفعيلها، لا أن تبقى حبراً على ورق.
نبذل ما في وسعنا، وفي هذا الإطار نحن في الجامعة، طلبنا ان يبدأ التحضير لمؤتمر تربوي للمدارس اللبنانية في دول الاغتراب بهدف تطوير قدراتها وزيادة التنسيق مع وزارة التربية الوطنية في بيروت، وأولينا الموضوع الصحي اهتماماً خاصاً في الآونة الاخيرة من تنامي بعض الامراض وبخاصة مرض «إيبولا»، وفي هذا المجال لا بد من التنويه الخاص لمواكبة مجلسكم الكريم لهذه المعضلة من خلال تشكيل لجنة المتابعة برئاسة الحاج نجيب زهر عضوية رؤساء المجالس في الدول المعنية مع مواكبة دائمة من قبل الامانة العامة».
وقال: «لائحة المهمات تطول لكننا اليوم سنكتفي بما أشرنا اليه، لنبارك لكم هذا اليوم المشهود والذي يعبّر عن وحدتكم وحسكم الكبير بالمسؤولية، فما انتم نذرتم وتنذرون أنفسكم له إنما ناتج من حب التضحية في سبيل وطنكم المضيف ووطنكم الأم وفي سيل حماية ابناء الجاليات جميعهم من دون استثناء، انها رسالة خطها الرواد الاوائل وفي مقدمهم الريس والاخ ورفيق العمر والمتفاني من غير حساب الحاج نجيب زهر».
واختتم: «أتوسم خيراً من هذا المؤتمر الذي سيواكب حوارنا العام لتأكيد وحدة الاغتراب ووحدة الجامعة ولمّ شمل الجميع تحت جناح المؤسسة الأم ووفق نظامها الأساسي، وأتقدم بالتقدير لرئيس ومسؤولي المجلس القاري لما بذلوه خدمة لأهلهم في بلاد الانتشار وفي الوطن، وسيبقى ابو ياسين مرجعية لمن سيخلفه، ومرجعية اغترابية وطنية على المستوى العام، وذلك انطلاقاً من تجربته الغنية وكبريائه وتواضعه وشخصيته المحببة».
مداخلات
وجرت مدخلات لبعض المؤتمرين فتحدث مهدي حمدان ساحل العاج فأكد أهمية المؤتمر وانعقادة في زمانه الصحيح، داعياً إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال للنهوض بالمجلس وحماية الجاليات منوهاً بالرئيس نبيه بري «صمام امان لبنان بمقيمه ومغتربيه».
وتمنى حسن عيسى غندور ان ينصب الاهتمام على رعاية الجاليات في افريقيا. وشدد علي الدر بنين على الخروج من الدوائر إلى الانفتاح والتعامل بمسؤلية في كل ما يتعرص له المغتربون في أفريقيا. ونوه علي برو الكغونغو بانعقاد المؤتمر في ظروف بالغة الدقة، مشدداً على ترجمة القرارات ووقف النزاعات ولمّ الشمل الاغترابي خدمة للوطن والاغتراب.
المجلس الجديد
وبعد كلمات الافتتاح جرى انتخاب رئيس وهيئة ادارية جددين بالاجماع ووزعت المهام على الشكل التالي:
عباس فواز رئيساً، محمد علي هاشم نائباً أول للرئيس، علي سعادة نائباً ثانياً للرئيس، محمد الجوزو نائب الرئيس للشباب والرياضة، ابراهيم فقيه نائب الرئيس للشؤون القضايا والتخطيط نمر ثلج أميناً عاماً، معروف الساحلي أميناً للصندوق.
والأعضاء : سعيد فخري، عاطف ياسين، علي نسر، هاشم هاشم، جورج حداد، كمال عكر، زهير عزالدين،عزت عيد.
وانتخب نجيب زهر رئيساً فخرياً ورئيس لجنة التحكيم.
فواز
وبعد عملية الانتخاب جرى التسلم والتسليم بين فواز وزهر، ثم ألقى فواز كلمة جاء فيها:« يسعدني ان أقف بينكم اليوم حائزاً على ثقتكم التي أوليتموني إياها بعد مداولات قام بها عدد من الحريصين على مصالح المغتربين المنتشرين في القارة الأفريقية التي نكنّ لها جميعاً مودة خاصة. كذلك من اجل تفعيل مؤسسات الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، هذه الجامعة التي كبرنا معها واصبحت حاجة ضرورية لحماية ورعاية الجاليات اللبنانية المنتشرة في العالم والتي تشكل منبراً لرفع الصوت الذي يعبر عن حاجات المغتربين وطموحهم في بناء مؤسسة اغترابية فاعلة وجادة.
وحيث ان المجلس القاري الأفريقي هو العمود الفقري للجامعة فإننا سعينا الى أن تتوافر الطاقات وتتوحد الهمم لننهض بهذا المجلس ليستطيع ان يقوم بدوره في إعادة هيكلة وتفعيل المجالس الوطنية والفروع على امتداد الساحة الافريقية، وهذا يتطلب جهداً مشتركاً منا جميعاً لتحمل مسؤوليتنا بجدارة وبعزم لإعادة تنظيم مؤسسات الجامعة وخاصة المجلس القاري، وعندما تنتظم الامور بشكلها الطبيعي تصبح مهماتنا أسهل ونكون قد وضعنا القطار على السكة الصحيحة».
وتابع: «إن المجال متاح لنقوي قبضة أيدينا لأن الجاليات اللبنانية في أفريقيا تنادينا والدول المضيفة للمغتربين اللبنانيين في القارة ايضاً تنتظرنا، ووطننا لبنان الذي ما غفلت عينكم عنه هو في حاجة ماسة لتضامننا والوطن ينادينا دائماً ولا بد إلا ان نلبي النداء كما تعودنا جميعاً وأصارحكم القول اني قبلت بتحمل هذه المسؤولة لأني مارستها منذ سنوات طويلة ولدي الخبرة والتجربة والقدرة على رئاسة هذا المجلس حيث اعتبر ان المهمة تكلف وليست تشريفاً ولكنني اقول اذا لم نتعاون جميعاً ونستمر بالتعاون وبذل الجهد والعطاء فان شخصاً واحداً مهما كانت قدرته ومهما علا مقامه لا يمكن ان تصل الامور الى المبتغى المنشود الا من قبلنا جميعاً».
وأضاف: «أدرك جيداً أسباب التراجع الذي حصل للفروع والمجالس الوطنية وكذلك للمجلس القاري وحتى المجلس العالمي. ان الرئيس المنتهية ولايته لم يقصر في رعاية شؤون المغتربين وكذلك المجلس القاري ولكن لا بد من وجود مقر دائم وحاضر للمجلس القاري الأفريقي ولا بد من التواصل مع الجاليات اللبنانية وزياراتها والعمل على إعادة تأسيس المجالس الوطنية حيث لا توجد، وتفعيلها عبر الانتخابات حيث يجب وبالتالي على المجالس هذه ان تعيد بناء وتأسيس الفروع وتفعيل الموجود منها على ما ينص النظام الداخلي للمجلس والجامعة».
وأردف: «لقد تباحثنا خلال الأسبوع الأخير مع الفعاليات الاغترابية ورؤساء المجالس الحاليين والسابقين وكذلك الفروع الموجودة فوجدت حافزاً كبيراً عندهم للتعاون والعمل سوياً لننهض بهذا المجلس وكذلك بكافة مؤسسات الجامعة والتي سنسعى جاهدين من أجل توحيد الجامعة بعد الانقسامات التي حصلت للأسف لنشكل قوة واحدة متراصة تتمكن من تفعيل مؤسسات الجامعة وإعادة الحرارة الى شرايينها لتسطع شمسكم مجدداً في الغربة والوطن.
وفي هذا الإطار سنقوم بوضع خطة عمل لإعادة تفعيل المجلس القاري لتعرض عليكم في اجتماع قادم وقريب تتضمن آراءكم وخطط وآليات عمل تضعها الهيئة الادارية الجديدة بتصرفكم للموافقة عليها. ثقتنا بكم كبيرة لمساعدتنا في التواصل مع كافة الجاليات اللبنانية في أفريقيا ومع الهيئة الادارية للمجلس العالمي، وهنا لا بد من التنويه بجهود الرئيس العالمي الموجود بيننا السيد احمد ناصر لمواجهة ما يحاك من تحركات ضد وحدة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم».
وفي الختام هنأ جمعة المجلس القاري الجديد، متمنياً العمل على تفعيل الاغتراب والمجالس والفروع الأفريقية وتعزيز التواصل مع كل المغتربين. ثم أخذت الصورة التذكارية للمجلس الجديد.
لقطات على هامش المؤتمر
وافق المؤتمرون على اقتراح بتسمية المؤتمر باسم الأمين العام الراحل منصور عازار وتذكروا الأمين العام السابق للمجلس الراحل المحامي أحمد طرابلسي.
لم يشهد المؤتمر أية مناكفات أو سجالات على غير عادة، واتسم المؤتمر بالانضباط والرضا.
اعترض البعض على تخصيص دقيقتين فقط للمداخلة.
للمرة الأولى في تاريخ المؤتمرات الاغترابية لم تدعَ شخصيات سياسية وحزبية كما جرت العادة.
الحضور
حضر المؤتمر إضافة الى جمعة وناصر ممثل البرلمان اللبناني في البرلمان الأوروبي القنصل حكمت ناصر، القنصل رمزي حيدر، القنصل سعيد فخري، السفيرة غرازييلا سيف، القنصل علي سعادة، محمد علي هاثم، علي الدر، معروف الساحلي، وأعضاء الهيئتين الإداريتين السابقة والمنتخبة.