ناصر أمام المحكمة الدولية: الحريري كان يكتفي بأمن حزب الله لدى لقائه نصر الله
على عكس إفادات نواب ومسؤولي تيار المستقبل أمام المحكمة الخاصة بلبنان الناظرة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، جاءت شهادة المستشار السابق للرئيس الحريري مصطفى ناصر، لتدحض تلك الافادات لا سيما لجهة ما قاله الرئيس فؤاد السنيورة عن ان الحريري اخبره باكتشافه عدة محاولات لاغتياله من قبل حزب الله. وأكد ناصر أن الحريري كان يثق بحزب الله مشدّداً على أن الحريري كان يكتفي بالأمن الخاص بالحزب لدى لقائه أمينه العام السيد حسن نصر الله في أماكن تواجده لأن «الثقة» كانت كافية.
وأشار ناصر في اليوم الثاني على التوالي، لمثوله أمام المحكمة في لاهاي حيث يخضع لاستجواب من محامي الدفاع عن حسين حسن عنيسي، المحامي ياسر حسن، إلى أن الحريري كان يعتبر أن سلاحه «سلاح مقاومة» يجب الحفاظ عليه حتى تحرير كامل الاراضي اللبنانية من الاحتلال «الاسرائيلي».
وكشف ناصر أن السيد نصر الله قال للحريري في اللقاء الأول بينهما «نحن نقاوم الاحتلال وأنت تقاوم الحرمان»، مشيراً إلى أن «الاثنين كانا يُدركان اهمية التعاون بينهما لمصلحة البلد».
وشدّد ناصر على أن «الحريري كان يكتفي بالأمن الخاص بحزب الله لدى لقائه نصر الله في أماكن تواجده لأن «الثقة» كانت كافية».
وأوضح ناصر «أن الحريري لعب دوراً من خلال مواقفه وعلاقاته في الغاء اتفاق السابع عشر من أيار».
وعن القرار 1559، قال ناصر: «لا أعرف إذا كان نصر الله ومعاونه السياسي حسين الخليل يعتقدان بأن الحريري كان وراء القرار الدولي، لكنه الحريري كلفني قبل يومين من اغتياله بإبلاغ نصر الله أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيمنع تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية».
وأشار إلى أن الحريري كان يعتبر حزب الله حزباً سياسياً ومقاومة للعدو «الإسرائيلي».
وهنا سألت القاضية نورث ورثي الشاهد: هل تذكر في اي وقت عمل حزب الله خارج نطاق القانون في لبنان؟
أجاب: «لا أذكر انه عمل خارج القانون».
وسأله حسن: كيف كان يرى الحريري دور حزب الله تجاه إحتلال جنوب لبنان وتحرير أراضيه المحتلة فهل كانت مقاومته مشروعة أم غير مشروعة؟
أجاب: «كان يراها مقاومة مشروعة وشرعنت أكثر دولياً بعد حرب نيسان 1996 حيث سمي بإتفاق نيسان الذي حضرته مجموعة من دول العالم في دمشق.
كيف كان الحريري يعتبر سلاح حزب الله؟ ميليشيا مسلحة ام سلاح مقاومة يجب الحفاظ عليه؟
– كان يعتبره سلاح مقاومة يجب الحفاظ عليه ويبقى شرعياً حتى توقيع السلام مع «إسرائيل» عندها ينتهي دوره.
هل صحيح ما ذكرته ان الحريري كان يعقد إجتماعات مع حزب الله في المقر الرئيسي للحزب في الضاحية الجنوبية المكان الذي تتمركز فيه غالبية أنصار الحزب وانه كان يذهب في صحبة عدد قليل من الأمنيين؟
– نعم وأنا كنت حاضراً في هذه الاجتماعات.
ألم يحدثك الحريري عن أي مخاوف تتعلق بأمنه الشخصي أو بسلامته الجسدية كونه يجتمع مع قيادات في حزب الله منفرداً وفي غرف من دون حراسة؟
– لم يكلمني عن هذا الموضوع البتة ولا أدري ماذا تقصد من دون حراسة، فبالنسبة الى مقر الإجتماع فكان محاطاً بحراسة مشددة من قبل حزب الله.
هل يعكس هذا الواقع الثقة والاطمئنان من جانب الحريري الى حزب الله؟
– أكيد، لو لم تكن هناك ثقه فكيف كان يرافق السيارة الأمنية التي تنطلق أمامه الى مقر قيادة حزب الله في الضاحية من دون مرافقة أمنية كبيرة من قبله.
وهنا سأله رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي راي: هل كان الحريري يلبي شروط الأمين العام لحزب الله عندما يريد الإجتماع به أي الذهاب من دون حراسة كبيرة؟
أجاب ناصر: لم تكن هناك شروط وإنما اسلوب تعاطى وطريقة تواصل ووصول، فالأمن الذي كان يتمتع به نصر الله في مقر إقامته كان كافياً لحماية بلد فكيف لأشخاص، لذلك لم تكن أي حماية أخرى للحريري أكثر شدة من الحماية التي تحيط بالأمين العام لحزب الله والثقة بينهما كانت كافية لأن يأمن الحريري بالذهاب للقاء نصر الله مكتفياً بأمن حزب الله.
حسن: هل من طبيعة الحريري انه كان متهوراً ومغامراً في ما يتعلق بأمنه الشخصي؟
– الحريري كان عاقلاً متريثاً في كل الامور الأمنية وغيرها.
إذاً نستطيع القول انه كان يحسن الاختيار في ما يتعلق بأمنه الشخصي؟
– أكيد.
هل لديك أي شهود على اللقاءات التي كانت تحصل بين الحريري ونصر الله على رغم انها كانت تنعقد في السر؟
– السيدة نازك الحريري وبعض المقربين جداً في قصر قريطم كانوا يعرفون حين يذهب الحريري الى الضاحية لملاقاة نصر الله.
وسألت القاضية جوسلين بريدي الشاهد: هل ثقة الحريري بنصر الله كانت مبنية على الثقة بشخص الأخير فقط أم على قيادة حزب الله؟
– هذه الثقة كانت تنتاب الحزب من خلال الثقة التي أولاها نصر الله، لأن ليس من إمكان لعمل سياسي في لبنان من دون التعاون بين الطرفين لا مشروع «اليسار» ولا مشروع نيابياً ولا وزارياً. ورأينا لاحقاً عندما اختلف الطرفان سياسياً كيف تعطل البلد والآن نرى أهمية الحوار بين الطرفين الذي يجري في عين التينة عند رئيس مجلس النواب نبيه بري. ان كلاهما كان يدرك أهمية العلاقة وضروراتها على البلد بأكمله والدليل على ذلك ما شهدناه بعد حرب نيسان كيف شرعنة المقاومة دولياً بجهود الرئيس الحريري الشخصية مع دول العالم العربية والأوروبية.
الحريري: انهيت خدمات ناصر في 2010
صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري بيان جاء فيه:
«ازاء ادعاء السيد مصطفى ناصر اثناء مثوله للشهادة امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يوم أول من أمس الخميس انه لا يزال يعمل بصفة مستشار للرئيس سعد الحريري حتى اليوم، يهم المكتب الإعلامي التأكيد انه تم ابلاغ السيد ناصر بإنهاء تكليفه بهذه المهمة او اي مهمة اخرى منذ مطلع شهر تشرين الاول 2010».