صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

العمل بالخفاء.. صراع أدمغة بين «الشاباك» والمقاومة

يتحدّث يعقوب بيري، رئيس «الشاباك» السابق، عن الصراع الخفي الذي يدور في عمل «الشاباك» لمواجهة أي عمل تخطّط له المقاومة، وهو ما يمثل حالة من صراع الأدمغة، كما أنه يتعرض لحالات انقلب فيها العملاء على مشغّليهم من «الشاباك».

ويشير بيري، في حديث تناقلته وسائل إعلام عبريةّ عدّة، عن عمل ضباط مركز «الشاباك» الوحدة المتخصّصة في تجنيد العملاء ومتابعتهم داخل الاستخبارات الصهيونية ، إلى أن أيّ خلل يمكن أن يؤدي إلى الكشف عن هوية العميل الذي يجنَّد من «الشاباك»، فإذا ما اكتُشِف العميل وأعدِم، فإن هذا يعدّ فشلاً لمركز عمل «الشاباك».

ويوضح بيري: لأن عمل مركز «الشاباك» هو عمل بالخفاء، ولا يحظى بشهرة ومجد، مع ذلك، ثمّة رضى كبير عن العمل خفيةً، ومن نتائج حرب الأدمغة التي يخوضها كل واحد من مركز عمل «الشاباك» في المنطقة التي يتولى مسؤوليتها.

ويتابع: «حجم ضغط العمل وكثافته لا يمنحان أحداً منهم أيّ لحظة راحة، والصعوبة تكمن في حقيقة أنك لا تستطيع أن تشرك أي أحد من محيطك أو عائلتك في لحظات النجاح والإنجاز التي تحققها، حتى إنك مضطر أن تجلس مع عائلتك أمام التلفاز وتشاهد الأخبار التي تتحدث عن إحباط ناجح لعملية كبيرة، لكنك لا تستطيع أن تقول هذا أنا من فعل ذلك، وعليك أن تحافظ على صمتك».

لكن مركز «الشاباك»، وفقاً للتقرير، تواجهه إخفاقات كثيرة متمثلة في كشف العملاء أو النجاح في تنفيذ العمليات أو استهداف أحد مركز عمل «الشاباك».

ويشير التقرير إلى أنه مباشرة بعد الإعلان الأوّلي عن أيّ عملية فإن كل تركيز مركز عمل «الشاباك» ينصبّ في هذا المنفذ حتى يعرفوا من أين جاء ولأيّ بنية تحتية تنظيمية ينتمي، فالسفر إلى مكان وقوع العملية يصاحبه عدد لا متناهٍ من الأسئلة، وكل عناصر «الشاباك» يتمنون أن منفذ العملية لم يخرج من المنطقة التي تقع تحت مسؤوليته حتى لو كان عملاً فردياً وليس ضمن شبكة تنظيمية.

يعقوف بيري يترجم عملية فشل «الشاباك» في كشف العمل باعتبار أنه مات، ويقول: «كل خطأ يمكن أن يؤدّي إلى الكشف عن عميل، وهناك احتمال كبير لتصفية هذا العميل، فإذا ما شُنق العميل في وسط القرية، فإن هذا يعدّ فشلاً ذريعاً لك كمركز، وهذا الفشل يمكن أن يوازي أيّ عملية تنفّذ تؤدّي إلى قتل يهود».

ويوضح أن مركز عمل الشاباك مربّى على قواعد طبيعة هذا التنظيم الشاباك ، وعليه أن يتحمل مسؤولية الفشل، كما أن عليه أن يتذكر دائماً أن لا مكان للنجاح الكامل.

ويتطرّق التقرير إلى أن هناك لحظات يشعر فيها مركز «الشاباك» بالخطر الكبير ليس فقط أثناء التقائه المباشر مع العميل، إنما أيضاً في نشاطه اليومي على الأرض خلال مرافقته قوات الجيش لتنفيذ الاعتقالات أو في الحملات الكبيرة.

ويوضح التقرير أنّ التخوّف من أن يقوم أحد العملاء بالانقلاب على مركز «الشاباك»، حاضر دائماً في ذهن رجل «الشاباك»، ويطلقون عليه مصطلح «التشكيك الدائم»، وعلى مدار تاريخ «الشاباك» حدث مثل ذلك.

ففي عام 1980، قتل مركز «الشاباك» موشي غولان على يد أحد العملاء، وبعد مرور عدّة أيام، قُتل القاتل خلال اشتباك بينه وبين قوات الجيش و«الشاباك»، والتفاصيل الكاملة لهذه القضية لم يكشَف عنها حتى يومنا هذا.

وفي عام 1984، قتل مركز «الشاباك» زئيف جيفع خلال قيامة بمهمة في لبنان، وفي عام 1993 قتل مركز «الشاباك» حاييم نحماني، وفي عام 1994 قتل مركز «الشاباك» نوعام كوهن، وفي عام 2005 كانت الحادثة الأخيرة عندما قام مخرّب انتحاري بقتل عوديت شارون.

وفي السنوات الأخيرة قام «الشاباك» برفع وتيرة الحراسة حول عناصر «الشاباك» المتواجدين على الأرض.

«إسرائيل» تتوعّد لبنان بإعادته مئتي سنة إلى الوراء

قال قائد منطقة الجليل في «الجيش الإسرائيلي» العميد موني كاتس، ردّاً على ما يدور عن إمكانية اندلاع حرب جديدة مع حزب الله في لبنان، إن الحرب المقبلة ستكون مختلفة تماماً عما سبقها وستعيد لبنان، ليس ثلاثين سنة إل الوراء، بل مئتي سنة.

وأضاف كاتس، خلال حوار خاص أجراه معه موقع «واللا» الإخباري العبري، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الحرب المقبلة في حال اندلعت، تتطلب عملية عسكرية واسعة جدّاً من الجيش «الإسرائيلي»، وتحريك كافة القطاعات والأسلحة والإمكانيات العسكرية التي في جعبة الجيش «الإسرائيلي» والتي لم تستخدم منذ عام 1983، ما يعني أن هذه الحرب في حال اندلعت ستقود إلى تدمير لبنان وإعادته مئتي سنة إلى الوراء.

وأوضح المسؤول العسكري «الإسرائيلي» «أن هذا الأمر خاضع لقرار من المستوى السياسي. وفي حال اتخده، فإنّ حزب الله وزعيمه حسن نصر الله يدركون تماماً أن لبنان سيدمّر، بسبب وجود البنية العسكرية لهذا الحزب في قلب المناطق السكنية، ولنا الحق وفقاً للقانون باستهداف هذه المواقع العسكرية حتى داخل المناطق السكنية، ولن تسلَم أيّ قرية أو أي منطقة في لبنان من هذا التدمير، مع إدراكنا بأن حزب الله يجهّز نفسه ويحفر الأنفاق التي سيستخدمها، ما يتطلب هذه العملية البرّية الواسعة في لبنان».

وحول تصريحات السيد حسن نصر الله، الأخيرة التي قال فيها: «إن ثمن الحرب القادمة سيكون مرتفعاً، ومن سيحقق النصر هو الطرف القادر على التضحية وتحمل وقوع عدد كبير من الضحايا»، قال كاتس: «أتفق تماما مع ما ذكره حسن نصر الله في هذا الجانب، والإسرائيليون لديهم الاستعداد الكبير للتضحية وتقديم التضحيات الكبيرة للدفاع عن أنفسهم وبقائهم وجودهم، ولن يقف أحد في إسرائيل ويقول للجيش والمستوى السياسي بأن يتوقفا في حال اندلعت هذه الحرب».

وادّعى كاتس، أنه على قناعة كبيرة بقدرة الجيش «الإسرائيلي» على تحقق النصر في الحرب المقبلة مع حزب الله، في حال اتخذ المستوى السياسي القرار بعملية عسكرية واسعة في لبنان، مؤكداً أن تحقيق النصر يعني أن حزب الله لن يستطيع القتال مجدّداً، على حدّ قوله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى