معرض تشكيليّ في سلمية
سالم الحسين
تحوّل الحمّام الأثري في مدينة سلمية، وعلى مدار خمسة عشر يوماً، إلى تظاهرة ثقافية اجتماعية متميزة، وملتقى جماهيريّ منقطع النظير، من خلال معرض الفنّ التشكيليّ الذي أقيم تحت عنوان «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، ورافقته فعاليات أدبية وموسيقية.
ضمّ المعرض أكثر من 250 عملاً فنياً متنوّع المواضيع، التي شملت الرسم والألوان الزيتية والأعمال اليدوية والمجسّمات والنحت والصور الفوتوغرافية وأدوات تدل على التراث الشعبي والتاريخي لمدينة سلمية، بمشاركة أكثر من ثلاثين فناناً وفنانة ومنهم: شهناز يازجي، الدكتور ناصح عيسي، عمار الشوا، سهام منصور، هيثم العايق، سمير سيفو، جمال الدبيات، عصام كحلة، عمار بصو، فايز عبد المولى، اسماعيل نصرة، طلال يحيى، ديمة سفر، منال نيوف، محمد علي سيفو، سمير الجندي، فتان اليازجي، سمية حسون، عمر علي الفيل، علي يازجي، طارق زيد، سوزان القصير، كوثر الملوحي، نجلاء جبر، عمار القصير، نضال ديب، سلام معصراني، وعدنان زعير.
وأشار الدكتور علي المير المشرف على المعرض، إلى أنه شارك في المعرض فنانون محترفون وهواة. ومن حيث المدارس الفنية، هناك مجموعة متنوعة من خلال اللوحات المقدّمة من مدارس فنية مختلفة، إضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية والكاريكاتور وأعمال فنية من النحت. لافتاً إلى أن هذا المعرض تميّز بلوحات فنية عن الأيقونات، والتي رُسمت بأداء فنيّ عال، إضافة إلى مجموعة لوحات نافرة، وهي أعمال جديدة على المعارض الفنية في سلمية، فيها تقنية وإبداع واضحان.
وقال المير إنّ تنوّع الأعمال الفنية والمدارس في المعرض، والعدد الكبير من الفنانين المشاركين من كل أنحاء سورية، أعطيا التميّز لهذا المعرض، وإضافة إلى الأعمال الفنية، هناك تراثيات من صنع أبناء المنطقة تدلّ على الاهتمام بتراث مدينة سلمية. مشيراً إلى أن هذا المعرض أقيم تعبيراً عن إرادة الحياة على رغم الجروح والآلام وقوافل الشهداء والمفقودين والمخطوفين، وكل ما سبّبته اعتداءات التنظيمات الإرهابية.
وأوضح الفنان الدكتور ناصح عيسى أنه شارك في المعرض بأكثر من ثلاثين لوحة فنية زيتية تعبّر عن آلام فقراء الوطن، وما يمرّ به وطننا الغالي وجماله وطبيعته. مشيراً إلى وجود أعمال فنية متميزة لبعض الفنانين، منها أعمال الفنانة شهناز يازجي، وهي لوحات نافرة جديدة على المعارض، وفيها تقنية فنية متخصّصة، تنم عن أنوثة ورومانسية ورقة، وأعمالها تصل إلى مستوى فنيّ عال جداً. وأعمال الفنان فايز عبد المولى التي تتّسم بشفافية الألوان وبراعة المزج اللوني.
وأشارت الفنانة شهناز يازجي إلى أنها شاركت في هذا المعرض بأعمال فنية جديدة نافرة تتحدث عن تراث وطننا سورية وعراقته، إضافة إلى أعمال فنية عن الطبيعة والجمال والمرأة، وأعمال تجسد قضايا إنسانية. واعتبرت المشاركة في هذا المعرض متميزة، لا سيما أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين وإقبالاً جماهيرياً لافتاً، نظراً إلى وجود فعاليات موسيقية وثقافية يومية على هامش المعرض. والأهم، أن هذه الفعاليات تقام في موقع أثريّ هام.