ارتفاع كلفة المستنقع السوري في تركيا
غازي عنتاب: اسطنبول/بروكسل
ترجمة: ليلى زيدان عبد الخالق
يعيق تدفق اللاجئين السوريين المستمر من قدرات تركيا، ويحتّم إجراء تعديلات طويلة الأمد، ومشاركة دولية أفضل لتحمّل الأعباء الكثيرة.
في تقريرها الأخير بعنوان «ارتفاع كلفة المستنقع السوري في تركيا»، أوضحت مجموعة الأزمات الدولية مدى الجهود الإنسانية المبذولة نحو السوريين سواء على أراضيها أو في الشمال السوري التوتر الناجم عن التعاطف الشعبي وعدم الارتياح نحو اللاجئين في المقابل مدى دعم أنقرة المعارضة السياسية والعسكرية السورية ودورها الإقليمي في إيجاد حلّ توافقي للأزمة الحاصلة التأثير السلبي لهذه الأزمة على تركيا على مدى ثلاث سنوات استضافت خلالها أكثر من 720000 لاجئ، وعانت من 75 حالة وفاة بسبب قتالها غير المباشر في سورية. سيبقى هؤلاء اللاجؤون في سورية لسنوات، وإذا ما كانت تركيا تسعى إلى الحفاظ على «سياسة الباب المفتوح»، فإنها تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي.
وقدّم هذا التقرير بعض النتائج والتوصيات وهي التالية:
على أنقرة كما المجتمع الدولي العمل على إيجاد خطة للإسكان ولإيواء اللاجئين السوريين المُعدمين وذلك من خلال مساعدات مالية نقدية وتأمين وحدات سكنية مناسبة.
تسجيل هؤلاء السوريين ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم الاجتماعية والتأهيل المهني والرعاية الاجتماعية والتعليم ووضع أوراق موحّدة لهوياتهم.
تحتاج الحكومة التركية والمجتمع الدولي إلى تعاون أوثق في مجال تقديم المساعدات الإنسانية. على تركيا القيام بالمزيد لتسهيل تسجيل المنظمات غيرالحكومية الدولية والإنسانية.
يتعيّن على الاتحاد الأوروبي وجماعات المعونة متعدّدة الأطراف والمجتمع الدولي الأوسع دعم البنية التحتية في تركيا، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية. كما يتعيّن على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه توفير حماية موقتة في أوروبا للسوريين والسماح بجمع شمل الأسرة والحفاظ على مبدأ عدم جواز طرد اللاجئين السوريين، كما ينبغي الدفع نحو تقديم مساعدات أكثر من قبل الأمم المتحدة لعملية إنسانية أوسع عبر الحدود.
من خلال العودة إلى الحياد الطائفي والعرقي في السياسة الخارجية، والحفاظ على التواصل المفتوح مع نظرائهم الإقليميين بما في ذلك إيران وتركيا اللتين عليهما أن تعملا بشكل أفضل لوقف تصاعد التدخل الأجنبي في الحرب السورية، والعمل على خلق بيئة أكثر سلاماً في سورية.
«بنت تركيا لضيوفها اللاجئين الملاجئ الأوسع في العالم، الفسيحة وغالية الثمن، لكن غير الكافية للتدفق المستمر»، يقول ديدم كولينزوورث، المحلّل التركي القبرصي، ثم يضيف: «تركيا بحاجة إلى وضع استراتيجية شاملة للتعامل مع تدفق اللاجئين، وعليها ألا تدفع هذا الثمن وحدها. وتواجه تركيا الآن خطر السيارات المفخخة القاتلة والحوادث المسلّحة على أراضيها، خصوصًا في المناطق القريبة من الحدود الشمالية السورية…».