الكفوري: لبنان حافظ على كيانه وسلامة شعبه بفضل الجيش والقوى الأمنية والمقاومة

ركّزت عظات قداديس عيد الفصح واثنين الباعوث لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، على رفض التطرف الديني، وأكدت تجذّر المسيحيين في الشرق، مشددة على «البقاء أخوة متحابين مع المسلمين شركائنا في الوطن شاء من شاء وأبى من أبى»، وداعية من جهة اخرى إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

عودة

واحتفل مطران بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عودة بالهجمة وقداس عيد الفصح في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، في حضور عدد من النواب وحشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل، ألقى عودة عظة أكد فيها أننا «في حاجة إلى وعي خطورة الوضع الذي نعيشه وإلى تغليب مصلحة الوطن على كل مصلحة»، مشيراً إلى أن «النيران حولنا مشتعلة والأحرى بنا درء الخطر عن لبناننا باتحادنا ووقوفنا درعاً تقي بلدنا من الحريق. والمطلوب منا كمؤمنين وأقصد كل من يؤمن بالله الخالق أن نستلهم إيماننا لنكون مواطنين صالحين في وطن جميل منحنا إياه الخالق وائتمننا عليه. مطلوب منا أن نتصرف فيه لا كمؤمنين بديانات ومذاهب بل كمواطنين يعيشون في دولة مستقلة ذات قوانين تسري على الجميع. أما أدياننا ومذاهبنا فهي الحافز لنا لنكون مواطنين صالحين أوفياء لوطنهم أمناء على أرضه ودستوره مخلصين له ومحبين لشعبه».

وإذ عرض ما يجري «حولنا من مجازر باسم الدين وجرائم ضد الإنسانية»، توجه إلى «إخوتي ومواطنيّ المسلمين طالباً منهم الوقوف بحزم في وجه حملات التطرف والتكفير والقضاء على الوجه التعددي لهذا المشرق».

وتطرق إلى الوضع في لبنان «الذي بات أبناؤه يفتقدون العيش الهانئ في ظل دولة موحدة قوية عادلة وقوانين تسري على الجميع»، معتبراً أن على النواب «واجباً مقدساً أن ينتخبوا رئيساً في أسرع وقت ليتسلم زمام الأمور».

صور والقرى الحدودية

وأقيمت القداديس في كنائس صور والقرى الحدودية.

واعتبر راعي أبرشية صيدا وصور ومرجعيون وحاصبيا للروم الأرثوذكس المطران الياس الكفوري الذي ترأس القداس في كنيسة مار جاورجيوس في جديدة مرجعيون، أن «الشر بات مستفحلاً وبتنا نعيش في ظل شريعة الغاب»، متسائلاً «أين الدول التي تتغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان واتفاقيات جنيف؟ ولماذا يحصل كل هذا الدمار في سورية والعراق وغيرها من دول المنطقة ولماذا يستهدف المسيحيون في هذه البلاد فماذا ذنبهم وماذا فعلوا ليكون جزاؤهم القتل؟». وأكد أننا «باقون في أرضنا إلى الأبد وسنبقى أخوة متحابين مع المسلمين شركائنا في الوطن شاء من شاء وأبى من أبى».

وشدد على المعاني الانسانية للسيد المسيح الذي قاوم الظلم، داعياً اللبنانيين إلى المحبة والتآخي مشيداً بالعيش المشترك.

كما دعا الكفوري إلى انتخاب رئيس للجمهورية والعمل بجميع الوسائل لتحرير العسكريين المحتجزين لدى المجموعات الارهابية.

وقام وفد من حزب الله برئاسة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض بزيارة معايدة للمطران إلياس الكفوري في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في جديدة مرجعيون بجنوب لبنان. وللمناسبة نفسها جال الوفد برئاسة النائب فياض على عدد من الفعاليات والشخصيات الدينية والبلدية في المنطقة.

وقد رحّب المطران الكفوري بالوفد شاكراً لهم زيارتهم بهذه المناسبة ومتقدماً بالمعايدة لهم ولجميع اللبنانيين بها، متمنياً أن يكون هذا العيد فاتحة خير على لبنان والمنطقة والعالم، آسفاً «لأن يكون العالم اليوم يغلي كالمرجل وكأن الناس قد ضلت الطريق ولم تعد تعرف طريق الذهاب إلى الحق والضمير والإنسانية».

واعتبر أن لبنان في ظل كل ذلك تمكن من أن يحافظ على كيانه وسلامة شعبه وأرضه ببركة الله وبفضل وهمة أحبائنا في الجيش والقوى الأمنية والمقاومة وكل من يساهم في الحفاظ على سلامة البلد».

وتقدم النائب فياض من المطران الكفوري وجميع أبناء المنطقة من الطائفة المسيحية بالتبريك لهم بهذا العيد. وشدد فياض على «أن لبنان يحتاج للتقارب والحوار والتفاهم أكثر من التباعد والقطيعة والعداوة، فهذه هي الخيارات المطلوبة من اللبنانيين كي يقطعوا الطريق على كل الإستهدافات والمخاطر والتهديدات التي تحدق بهذا الوطن»، مؤكدا «أننا نتفهم ونتحسس ونشعر بالآلام التي عانى منها المسيحيون والطوائف الأخرى في الأقطار العربية التي تعاني من اضطرابات أمنية».

وأضاف: «هذه المناسبة هي فرصة كي نقول أننا جميعا ننتمي إلى وطن ومجتمع وأمة واحدة»، مؤكداً أن «خيارنا سيبقى دائما هو التمسك بالوحدة والإنتماء في وجه التطرف والإقصاء والإلغاء، وأننا سنبقى في هذه الأرض لندافع عنها في وجه العدوانية الصهيونية».

واحتفل رئيس بلدية جديدة مرجعيون آمال حوراني وزوجته ريما مع أطفال البلدة وذويهم بعيد الفصح، بنشاط إجتماعي وترفيهي في مركز ريما حوراني الرياضي، شارك فيه حشد من أبناء البلدة وضباط من الكتيبة الإسبانية.

صور

وفي صور أقيمت القداديس وصلاة الهجمة في الكنائس وألقيت عظات تحدثت عن معاني القيامة.

ونقل باسيل معايدة راعي الأبرشية المتروبوليت الياس كفوري، لأبناء الرعية في صور، آملاً بأن تسود المحبة والسلام في ربوع لبنان وأن ينعم المواطن بالاستقرار والأمن والسلام.

الشمال

وأقيمت في كنائس البترون قداديس العيد، وترأس الأرشمندريت أنطونيوس سعد القداس في كنيسة سيدة النجاة في دوما بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

وألقى الأرشمندريت سعد عظة تناول فيها معنى الفصح، ودعا الى «الصلاة من أجل أن تكون قيامة المسيح قيامة للبنان».

بعد ذلك، كان تطواف حول الكنيسة.

وترأس متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس القداس الاحتفالي باثنين الباعوث، وألقى عظة توقف فيها عند «غفران الخطايا، وهو ما يسميه علماء اليوم شفاء النفس». وقال: «المطلوب منا أن نتخلى قدر الإمكان، كل وفق وضعه وحاجاته وعمله، عن أنانيتنا، عن تمسكنا بانفسنا، عند ذلك نمتلك هذه الروح الجديدة، هذا الشفاء، رسالة الكنيسة، رسالة المسيحيين، هو شفاء النفس، شفاء النفوس الفقيرة الساقطة التي لا تفكر الا بنفسها ان على صعيد الفرد او على صعيد الدول.

وكان زياح حول الدير انطلق على قرع اجراس الكنيسة وسط الترانيم الدينية، شاركه المؤمنون. ومن ثم تلي الانجيل بلغات متعددة في باحة الدير الخارجية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى