بخصوص أصحاب «الكرامة»… «النأي بالنفس»… و«الشعب العنيد»!

نصار إبراهيم

المجد لناجي العلي… نقيض المواقف الملتبسة والمساحات الرمادية!

«النأي بالنفس» وصفة جديدة لمواقف سياسية مقرفة… مفهوم أقرب إلى السخافة والهيافة، وهو يستوطن ويهيمن على الخطاب السياسي لبعض القوى وبعض «الزعامات والزعماء» … إنه مفهوم مملّ حدّ التفاهة هذا «النأي بالنفس» عندما يردّده أشباه المثقفين وأشباه القوادين السياسيين! «النأي بالنفس» هو الاكتشاف «العبقري» الذي بات معادلاً للجبن والخيانة… في موسم شركة مقاولات الربيع الأميركي «الإسرائيلي» السعودي – القطري التركي في العالم العربي.

فماذا يعني يا تُرى «النأي بالنفس» حين تكون المواجهة بين مشاريع الهيمنة والتدمير والتقسيم والقتل وبين مشروع المقاومة والتحرّر والاستقلال والسيادة الوطنية والقومية!؟

ماذا يعني مفهوم «النأي بالنفس» هذا عندما تكون المواجهة بين أنظمة الخضوع والذلّ من جانب وقوى المقاومة من أجل الكرامة الوطنية والقومية من جانب آخر!؟

ما معنى «النأي بالنفس» عندما تكون المواجهة بين القوى التي تدافع عن الإنسانية والنور والتقدم من جهة والقوى التي تنشر الدمار والظلام والتخلف والرجعية من جهة أخرى!؟

وما المقصود بـ»النأي بالنفس» عندما يكون الصراع قد انفتح على مصراعيه ما بين قوى الاحتلال والاستعمار والرجعية في جانب وقوى التحرّر والمقاومة والتقدّم في الجانب الآخر!؟

وما معنى «النأي بالنفس» عندما تكون المواجهة بين الأمة من جانب ومن يستهدف وحدتها وروحها وعنفوانها وحضارتها وهويتها وثقافتها من جانب آخر!؟

وما هذا «النأي بالنفس» عندما تنفتح المواجهة بين «إسرائيل» والقوى الاستعمارية الغربية وقوى الرجعية في جانب… والأمة وشعوبها في جانب آخر!؟

كيف يكون «النأي بالنفس» عندما تكون المواجهة بين القتلة وقاطعي الرؤوس وآكلي القلوب ومغتصبي الأطفال والنساء والأوطان والذاكرة من جانب، ومن يرفع راية الحرية والمقاومة والدفاع عن الوطن بماضيه وحاضره ومستقبله في الجهة المقابلة!؟

كيف يكون «النأي بالنفس» عندما تصبح المواجهة بين من يريد تحويل الأوطان إلى مزرعة للنهب وكازينو لدعارة العربان وبين من يقاوم ليبقى الوطن حراً كريماً وعزيزاً!؟

كيف يكون «النأي بالنفس» عندما تكون المواجهة بين فلسطين ونقيضها؟!

وكيف يكون «النأي بالنفس» هذا، عندما تكون المواجهة بين سورية ومصر والعراق واليمن بكلّ تاريخها وحضارتها وأبعادها وكلّ ما يشكل نقيضها من عربان وبؤس وقوى محتلة وعصابات قتل وتدمير وموت!؟

وكيف… وكيف… وكيف حتى النهاية!؟

أي «كرامة» وأيّ «شعب عنيد» ذاك الذي يتحدث عنه ويقصده أشباه الساسة وتجار الأوطان وبياعي الأمة وثرواتها وهويتها وتاريخها في المزاد العلني لقوى الهيمنة والاستعمار والاحتلال…؟

هي كذبة كبرى… وصفاقة بائسة هذه الثقافة وهذه السياسة… فلا حياد مع قضايا الأمم والشعوب والمقاومة… ذلك لأنّ حدّ المواجهة الفاصل هو أن نكون أو لا نكون… فلا يوجد منطقة وسطى ما بين الوطن ونقيضه، بين الأمة ونقيضها، بين الشعب ونقيضه… فحذار من خطاب أشباه الساسة والمثقفين والإعلاميين والنعاج… ومن لف لفهم، ولك المجد يا ناجي العلي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى