لافروف: روسيا نجحت في الحفاظ على نقاء اتفاقات مينسك
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محادثات «مجموعة النورماندي» حول أوكرانيا كانت مفيدة، مشيراً إلى أن روسيا نجحت خلالها في الحفاظ على نقاء اتفاقات مينسك بشأن تسوية الأزمة.
وفي اختتام لقاء وزراء الدول الأربع روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا فجر أمس بتوقيت موسكو أعرب لافروف عن ارتياحه لتمسك «رباعية النورماندي» باتفاقات مينسك.
وأضاف أن الجانب الروسي شدد أثناء اللقاء على ضرورة تنفيذ هذه الاتفاقات بالكامل، سواء في جزئها العسكري أو في جوانبها السياسية والاقتصادية والإنسانية، وذكر أن روسيا أشارت إلى محاصرة دونباس، مؤكداً أن هذا يتعارض مع ما تنص عليه اتفاقات مينسك.
واستغرق اللقاء نحو 3 ساعات بحث خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه الأوكراني بافل كليمكين والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس الأزمة الأوكرانية بمختلف جوانبها.
وقال مصدر غربي لوكالة «تاس» إن الأجواء في المحادثات كانت «متوترة للغاية وجرى بحث الشقين العسكري والسياسي من اتفاقات مينسك حول التسوية في أوكرانيا .
وستكون نتائج اجتماع برلين في صلب اهتمام قمة «السبعة الكبار» التي ستنطلق أعمالها الثلاثاء في مدينة لوبيك الألمانية.
أما النتائج العملية للقاء، فكان أهمها اتفاق الوزراء على تشكيل 4 فرق عمل ستتولى مسارات معينة في عملية التسوية، بما في ذلك المسائل العسكرية والأمنية ومسائل الإعمار الاقتصادي لمنطقة دونباس والمسائل الإنسانية وموضوع الإصلاحات السياسية، بما في ذلك الإصلاح الدستوري.
وتوجه الوزراء إلى مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا بطلب تشكيل هذه الفرق من دون إبطاء.
كما اتفق الوزراء على دعم مقترح قدمته منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بتوسيع قائمة الأسلحة التي يتوجب على طرفي النزاع المسلح في شرق أوكرانيا سحبها من خط التماس، وبحثوا مبادرة روسية ذات صلة، تتعلق بسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة، وضرورة رفع الحصار الاقتصادي المفروض على دونباس من قبل سلطات كييف.
وكان لافروف ذكر أن موضوع إرسال قوات حفظ سلام لم يجد صدى في المحادثات، على رغم طرحه من قبل الوزير الأوكراني.
وقال: «تطرق نظيرنا الأوكراني إليها المبادرة الأوكرانية ، لكن لم يجر استعراض هذه الفكرة بأي شكل من الأشكال، ولم يعلق عليها النظيران الآخران».
في وقت سابق، أعلنت كييف أنها ستتناول في لقاء برلين مبادرتها الخاصة بإرسال قوات حفظ سلام إلى منطقة النزاع في شرق أوكرانيا.
وقال متحدث باسم الديوان الرئاسي الأوكراني إن كييف واثقة من تأييد الجانب الأوروبي لمبادرتها هذه.
لكن موسكو ترى أن فكرة إرسال قوة حفظ سلام إلى شرق أوكرانيا ليست إلا مناورة جديدة تقوم بها كييف من أجل صرف الانتباه عن موضوع تطبيق اتفاقات مينسك.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف إن مقترح الرئيس بوروشينكو في هذا الشأن بذريعة أن بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي غير قادرة على تأدية واجباتها بالكامل، يثير الاستغراب.
وأعاد إلى الأذهان أنه لم يتطرق أحد إلى هذا الموضوع خلال مفاوضات القمة في مينسك يومي 11 و12 شباط الماضي، ولم يذكر أحد قط أي كلمة عن العجز المزعوم لمنظمة الأمن والتعاون في تأدية واجباتها، بل على العكس، جرى الحديث عن تعزيز قدرات البعثة وإيصال عدد أفرادها إلى ألف شخص.
وشدد تشيجوف على أن المهمة الرئيسة الراهنة تتعلق بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك، وليس بأي شيء آخر.
وشدد لافروف قبل اجتماع برلين على ضرورة وقف العمل على عرقلة تطبيق اتفاقات مينسك، مضيفاً أنه بعث رسائل إلى نظرائه الألماني والفرنسي والأوكراني بهذا الشأن.
وأضاف: «دعونا في السابق، وسندعو في المستقبل بإلحاح متزايد، فرنسا وألمانيا بصفتهما ضامنتين لاتفاقات مينسك إلى جانب روسيا، إلى التأثير في الحكومة الأوكرانية من أجل حملها على تطبيق ما وقع عليه الرئيس بوروشينكو ».
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية أن الحديث يدور عن رفض الجانب الأوكراني إطلاق الحوار مع ممثلي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين والقيام بخطوات عملية باتجاه إجراء الإصلاح الدستوري وتطبيق جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مينسك.
يذكر أن كييف التزمت في إطار اتفاقات مينسك، منح منطقة دونباس وضعاً خاصاً الحكم الذاتي ، ورفع الحصار الاقتصادي المفروض على الأراضي المتمردة وفتح الطريق أمام وصول المساعدات، وذلك لإنهاء معاناة السكان نتيجة النزاع العسكري المستمر منذ عام.
وصادق مجلس الرادا الأوكراني البرلمان في آذار الماضي على قانون الوضع الخاص لدونباس، لكنه أقر قبل ذلك تعديلات على نص القانون، مفادها أن القانون لا يُطبّق بجميع بنوده إلا بعد إجراء انتخابات محلية مبكرة في الأراضي المذكورة وتولي مؤسسات السلطة المحلية صلاحياتها في أعقاب تلك الانتخابات.
وأثارت هذه التعديلات غضب قادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الذين اعتبروا أن كييف تسعى لنسف اتفاقات مينسك.