الخبر الثقافي

توفي أمس المخرج المسرحي والمؤلف اللبناني ريمون جبارة، في مستشفى «بحنس» بعد صراع مع المرض.

وإذ نعاه كثيرون من الوسط الثقافي، نُشرت أمس نبذة عن حياته:

ولد عام 1935 في قرية قرنة شهوان ـ قضاء المتن، وتلقّى علومه في مدرسة «الحكمة» ودرس المسرح في باريس.

درّس المسرح في معهد الفنون وأسّس مع رفيقٍ له «دار الفنون والآداب»، وترأس المركز اللبناني للمسرح الملحق بمنظمة الأونيسكو.

لجبارة عدد من المؤلّفات المسرحية منها «لتمت ديدمونة»، وهذه المسرحية ألّفها وأخرجها على مسرح بعلبك سنة 1970. وله أيضاً «تحت رعاية زكور» تأليف وإخراج ، و«جرائد وأناشيد» لوحة مسرحية ، «زرادشت صار كلباً»، و«ذكر النحل».

متزوّج من منى البشعلاني، وهو أب لولدين جومانا وعمر.

… والأديب الألماني غونتر غراس

توفّي الأديب الألماني الكبير غونتر غراس، الحائز جائزة «نوبل» للآداب، عن عمر يناهز 87 سنة، وذلك في أحد مستشفيات مدينة لوبيك شمال ألمانيا.

وأعلنت دار النشر «شتايدل» في مدينة غوتينغن الألمانية وفاة الأديب الكبير في تغريدة على «تويتر»، ويعتبر غراس من أحد أهم الكتّاب في العالم، وحازت أعماله شهرة عالمية، لا سيما رواية «طبل الصفيح»، التي لقيت رواجاً كبيراً بعد نشرها عام 1959، وتُرجمت إلى 24 لغة، من بينها العربية.

ووصفه موقع «شبيغل أونلاين» بأنه كان واحداً من الشخصيات العظيمة في التاريخ الألماني الحديث. وُلد غراس في السادس عشر من تشرين الأول عام 1927 من أب ألماني بروتستانتي وأمّ كاثوليكية من أصول بولندية، وذلك في مدينة دانزيغ، المعروفة حالياً بغدانسك في بولندا، والتي كانت آنذاك تخضع لإدارة دولية.

وُلد غراس في أسرة بسيطة، إذ كان والداه يعملان في البقالة، وكان زبائنهم من الفقراء، كما كان بيتهم صغيراً وضيقاً، في وسط كاثوليكي.

ويقول كاتب سيرة غراس ميخائيل يورغس عن هذه الفترة: «إنها طفولة بين الروح القدس وهتلر».

وشهدت حياة غراس الكثير من الصعود والهبوط ، فعندما كان عمره 17 سنة عايش غونتر أهوال الحرب العالمية الثانية عام 1944، واستُدعي للخدمة العسكرية، وعمل أولاً كمساعد في سلاح الجوّ، ثم ضُمَّ إلى الوحدات النازية الخاصة الـ«فافن ـ أس أس»، التي اعترف بانتسابه إليها بعد عقود عدّة. وهذا ما أدّى إلى جدل كبير في ألمانيا.

وكشف غراس أيضاً أنه قضى بضعة أشهر في السجن حتى عام 1946 كأسير حرب لدى الجيش الأميركي في مدينة بايرن الألمانية. وفي عام 1952، كانت جمهورية ألمانيا الاتحادية في بداية التشكّل، وكان غراس في مرحلة البحث عن ذاته الأدبية.

درس الأديب الكبير وقتذاك الفنّ والنحت، وكان يعزف مع فرقة للجاز. وعام 1956، استقر لوقت قصير في باريس، وعاش مع زوجته هناك حياة متواضعة. غير أن هذه الفترة كانت بداية مسار كاتبٍ عظيم، إذ كتب المسودّة الأولى لروايته الشهيرة «طبل الصفيح»، والتي أصدرها سنة 1959 وحققت نجاحاً كبيراً داخل ألمانيا، ثم امتدّ النجاح إلى أنحاء أخرى في العالم. كما حُوّلت إلى فيلم، وقادت غراس لاحقاً للحصول على جائزة «نوبل للآداب» سنة 1999.

وكتب غراس في مختلف أنواع الآداب، تنوّعت بين النثر والشعر. ولائحة أعماله طويلة جداً، من أشهرها: «سنوات الكلاب»، و«تخدير موضعي»، و«الجرذ»، وغيرها من الأعمال التي غالباً ما كانت ترصد الظروف والتغييرات الاجتماعية كانتفاضة المثقفين في ألمانيا الشرقية عام 1953، أو الاحتجاجات الطلابية التي اجتاحت أوروبا عام 1968.

كما كانت المصالحة مع بولندا إحدى القضايا التي يهتم بها غونتر غراس بحكم أنه ولد في مدينة دانتزيغ غدانسك حالياً التي ضُمّت إلى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية.

واتخذ غراس موقفاً معادياً لـ«إسرائيل»، ووصفها بأنها تمثّل تهديداً للسلام العالمي، كما انتقد رغبتها في شنّ هجوم عسكريّ على إيران. ونتيجة مواقفه المعادية لها، منعته «إسرائيل» من دخول الأراضي المحتلة، وقالت عنه إنه «شخص غير مرغوب فيه».

انطلاق فعاليات «مهرجان الشيخ صالح العلي» ـ 18

انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات الدورة الـ18 من مهرجان المقاوم الشيخ صالح العلي، الذي تنظّمه محافظة طرطوس لمناسبة أعياد نيسان، تحيةً لروح الشيخ المقاوم.

بدأ المهرجان بافتتاح معرض الفنانين التشكيليين، ومعرض كتاب لوزارة الثقافة في المركز الثقافي في بلدة الشيخ بدر، وزيارة ملتقى النحت وسوق المِهن اليدوية. ثمّ الافتتاح الرسمي في ساحة ضريح الشيخ المقاوم، وكلمة أبناء بلدة الشيخ بدر ألقاها رئيس مجلس البلدة شحادة ابراهيم، فمهرجان شعريّ شارك فيه الشعراء: يوسف معلا، ومنير خلف، وأحمد يوسف داود، وهيثم علي، وقحطان بيرقدار، ومصطفى صمودي، ومحمود حبيب، ومحمد لافي من الأردن. كما كُرّمت أسَر المقاومين في الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في وجه المستعمر الفرنسي مطلع القرن الماضي.

برنامج اليوم الثاني بدأ بحوار مفتوح مع وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد، والشيخ محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، وذلك في ساحة الضريح في البلدة، ومساءً، أقيم حفل فنيّ قدّمته فرقة من وزارة الثقافة في المركز الثقافي في الشيخ بدر.

ويشهد اليوم الخميس محاضرة عنوانها «سورية ودور محور المقاومة في رسم خريطة المنطقة استراتيجياً»، يقدّمها العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط من لبنان، كما تقام مسرحية عنوانها «صرخة جدّي»، تقدّمها فرقة المسرح القومي في طرطوس، إضافة إلى محاضرات تقام في المراكز الثقافية في محافظة طرطوس لباحثين من سورية ولبنان.

«حكايتنا حكاية»… توثيق التراث الشفوي السوري

أُطلق في «مسرح البلد» في وسط العاصمة الأردنية عمّان، مشروع كتاب «حكايتنا حكاية.. حكايات تراثية» باللغتين العربية والإنكليزية، رواها لاجئون سوريون في لبنان ونازحون في مدينة السويداء.

ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في العالم العربي، بهدف تدوين ثقافة المهجر وذاكرته وإنقاذ الذاكرة الشعبية في ظل الصراعات الدائرة.

وطُبع الكتاب في 261 صفحة ضمن مشروع «الحكواتي»، بدعم من مؤسسة «تراث حضاري بلا حدود» السويدية و«يانصيب البريد السويدي»، وبالتعاون مع شبكة «حكايا» ممثلة بـ«الملتقى التربوي العربي» في الأردن ومركز المعلومات العربي للفنون الشعبية «جنى» في لبنان و«مسرح البلد»، والشراكة مع مؤسسة «فابيولا للحكي» في السويد.

وقالت المشرفة على الكتاب سيرين حليلة، إن ستة باحثين لبنانيين وسوريين جمعوا 250 حكاية من رواة لم يتردّدوا في سرد القصص أمام الكاميرا، لضمان استمرار حضورها في أذهان أفراد الشعب السوري وشعوب المنطقة وقلوبهم. واختار فريق العمل 21 منها تمثل خصائص فن الحكاية الشعبية.

وأعلنت حليلة عن عروض وحكايات من الكتاب في خمسة مخيمات للاجئين السوريين في الأردن، بالتعاون مع منظمة «يونيسيف»، وعن توزيع خمسة آلاف نسخة من الكتاب في الأردن ولبنان والسويد.

ويلاحظ متصفح الكتاب أنّ الحكايات وُثّقت باللهجة المحكية الشامية، ولا يهدف ـ كما جاء في مقدّمته ـ لأرشفة الحكايات فحسب، بل يسعى إلى منحها حياة جديدة كي تحكيها أجيال جديدة من السوريين أينما كانوا، وليعرف العالم هذه الحكايات التراثية المثيرة.

وقالت محرّرة الكتاب القاصة زليخة أبو ريشة في مداخلتها، إن الحكايات تمثل أحلام الشعوب وآراءها في السلطة والمرأة والمال والغيب والحبّ والجمال والزواج والخير والشر، وغير ذلك من شؤون الحياة وأخلاق البشر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى