«جنيف 3» ينتظر تركيا…
روزانا رمّال
انتهت جولة موسكو 2 على ما وصفه الروس بأنه أقصى ما يمكن ان ينتجه الحوار الداخلي السوري حتى لو حضرت كلّ المعارضة، لأن لا إمكانية للتقدّم نحو الحلّ السياسي أبعد من الذي توصل اليه «موسكو 2» بدون شراكة الدول الإقليمية الفاعلة، ولذلك مع نهاية «موسكو 2» أعلنت روسيا أنّ الخطوة الثانية هي «جنيف 3».
خرج مؤتمر «موسكو 2» التشاوري بنقطتين:
أولاً: الوقوف وراء الجيش السوري في محاربة الإرهاب.
ثانياً: دعوة دول الجوار السوري الى تطبيق قرارات مجلس الامن الخاصة بوقف تدفق السلاح والمسلحين، وهذا أقصى ما يمكن للمعارضين ان يتوصلوا اليه مع الحكومة.
مؤتمر جنيف هو المؤسسة الدولية الرسمية التي تحظى برعاية أميركية ـ روسية، والذي تتواجد فيه الأمم المتحدة، وتحضره كلّ من تركيا والسعودية والأردن وهذه المرة تحضر إيران أيضاً.
يبقى الأهمّ في هذا الإطار الموقف التركي لتطبيق ما توصل إليه لقاء «موسكو 2»، والذي له علاقة بإقفال الحدود، ولهذا السبب لا ينعقد «جنيف 3» إلا عندما تصبح تركيا جاهزة لتسكير الحدود، وذلك عبر وعود لتركيا ان تكون هي الشريك الإسلامي الآخر في معادلة المنطقة، بعدما بات الطريق مقفلاً أمام السعودية بسبب عدائيتها وتطرفها، وبعدما صغّرت مصر حجمها لتصير مجرّد ملحق للسعودية، بينما العلاقات التجارية والاتفاقات المشتركة بين تركيا وإيران كانت ذات فائدة مشتركة بفترة الحصار، اما بعد ان يفك الحصار فيصبح العائد التركي بمثابة امتيازات تمنحها إيران لتركيا.
هذه العوامل ستجعل من تركيا جاهزة لتلعب الدور المطلوب في تهيئة الحلّ في سورية عندما تتيقّن انّ إيران وأميركا اصبحتا على خط النهاية، وخلال الفترة المتبقية ما قبل الاتفاق قد تقدم تركيا على مجموعة إجراءات لإعطاء إشارات إيجابية للجوار تكشف خلالها عن استعداد للانخراط في الحلول.
ويبدو أنّ الأزمة اليمنية ستكون الوجبة الرئيسية التي تنتظر تركيا في الأشهر المقبلة، والتي تدخل من خلالها بطريقة سلسة ومنطقية الى التشبيك الإقليمي والخروج من ضفة الخاسرين.
تظهر إيران جدية حقيقية في مشاركة تركيا بحلّ أزمات المنطقة كشريك أساسي، وقد بدا ذلك واضحاً في الزيارة الأخيرة لأردوغان إلى طهران، والتي تزامنت مع تصريحات للسيد علي خامنئي أعلن خلالها انّ السعودية تمارس ذات السلوك الصهيوني في حربها على اليمن، وهذا يعتبر سياسياً نسفاً للورقة السعودية كشريك مع الإيرانيين في أيّ حلول مقبلة خصوصاً بالملف السوري وبطبيعة الحال، ولدى الحديث عن سورية فإنّ الجارة تركيا هي المعنية الحقيقية في ايّ ترجمة بوقف السلاح والإمداد والتوصل معها إلى حلول حقيقية في الأزمة السورية، حيث لا يمكن لغيرها من الدول ان يفيد، وذلك كله نظراً إلى انغماسها بشكل أساس بالدعم اللوجستي للمسلحين الذي عبروا منها الى سورية.
«توب نيوز»