لا احتمال لهزيمة الأسد عسكرياً… والبديل؟

خبيثةٌ هي المرامي الغربية. ولئيمة هي الخطط التي تتبدّل يوميّاً بتبدّل الظروف وتأرجحها بين الربح والخسارة. فبعد أقل من سنوات أربع من الحرب المعلَنة على سورية، عسكرياً وإرهابياً وإعلامياً وبشتّى الطرق، وكان الهدف الرئيس طوال تلك الفترة واحداً: إسقاط الرئيس الأسد. وبعد التحوّل الكبير في لهجة الدول المتآمرة على سورية، بدءاً بالحديث عن الحلّ السياسيّ كمخرج للحرب في سورية، وصولاً إلى الحديث صراحةً أنّ أيّ حلّ في سورية لا بدّ أن يكون مع الأسد. واليوم، ها هي صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية تعتبر أنّ هزيمة الأسد عسكرياً، لا تزال غير محتملة. وتقول: إن الضغط الإقليمي ربما يهدف إلى تهيئة المجال ودفع الأسد إلى التفاوض من أجل حلّ سياسي.

هذا في ما يخصّ سورية، أما في ما يتعلّق بتركيا، فيحتوي متن تقريرنا على موضوعين. الأول يتحدّث عن تراجع نسبة مؤيّدي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم من عناصر الشرطة وذويهم، وذلك على لسان صحيفة «سوزجو» التركية، التي نشرت استطلاعاً للرأي، أجرته «مجموعة الشرطة للتضامن». والثاني، من صحيفة «كارشي» التركية، ينقل حديثاً للمدوّن التركي فؤاد عوني الذي سبق له أن كشف فضائح نظام رجب طيب أردوغان وحكومته، يؤكّد فيه أن أردوغان يتصرّف كزعيم مافيا عالمية، وأنه يشتري السلاح من صربيا بأموال عربية ويرسله إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.

وفي تقريرنا أيضاً، مقال صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، تقول فيه إن الولايات المتحدة توسّع دورها في الحملة التي تقودها السعودية ضد «المتمرّدين الحوثيين» في اليمن، وإن كان لدى واشنطن مخاوفها في شأن أهداف الرياض في الصراع. بينما أشارت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى أنّ بريطانيا تعارض عملية فرض حظر دوليّ على ما يسمّى «الروبوتات القاتلة»، ضمن فعاليات مؤتمر للأمم المتحدة يعقَد حالياً لدراسة التطورات المستقبلية لما يسمّى رسمياً «قوانين أنظمة الأسلحة المستقلة القاتلة».

«فاينانشال تايمز»: هزيمة الأسد عسكرياً لا تزال غير محتملة

نشرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية تقريراً حول «مكاسب عسكرية استراتيجية» تحققها «المعارضة السورية»، وذلك بعد سنة شهدت في بعض فتراتها خسائر من جانب «المعارضة».

وربط التقرير بين تحرّكات «المعارضة المسلحة» ووحدة داعميها الإقليميين وإعطائهم أولوية لدفع الرئيس السوري بشار الأسد على التنّحي.

وقالت الصحيفة إن السعودية تساورها مخاوف في شأن النفوذ الإقليمي المتنامي لإيران، ولذا تعمل الرياض على طيّ صفحات خلافها مع الدول الإسلامية المجاورة، لا سيما تركيا وقطر.

ويعتقد «معارضون سوريون» كثيرون أنّ عملية «عاصفة الحزم» التي تشنّها السعودية في اليمن ضد الحوثيين، مؤشر على أن الرياض وحلفاءها سيلعبون دوراً أقوى داخل سورية، بحسب الصحيفة.

وترى «فاينانشال تايمز» أنه لا يزال من غير المحتمل هزيمة الأسد عسكرياً.

وقالت إن الضغط الإقليمي ربما يهدف إلى تهيئة المجال ودفعه إلى التفاوض من أجل حلّ سياسي.

«سوزجو»: انخفاض ملحوظ في نسبة المؤيّدين لـ«العدالة والتنمية»

أظهر استطلاع للرأي أجري في أوساط الشرطة التركية، تراجع نسبة المؤيدين لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم من 54 في المئة إلى 25 في المئة. وقالت صحيفة «سوزجو» التركية: إن «مجموعة الشرطة للتضامن» أجرت استطلاعاً للرأي عبر الانترنت شارك فيه 38 ألفاً و576 شخصاً 21 ألفاً و242 منهم رجال شرطة وما تبقى من أهالي رجال الشرطة ، أظهر تراجع نسبة المؤيدين لحزب «العدالة والتنمية» في أوساط الشرطة.

وكشف استطلاع الرأي الذي أجراه الشرطي علي هكان ياتجين، عضو نقابة الشرطة، تراجع نسبة المؤيدين لحزب «العدالة والتنمية» في أوساط الشرطة من 54 في المئة إلى 25 في المئة.

وأشارت الصحيفة إلى أن 49 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي متردّدون حول الحزب الذي سيصوّتون له، بينما أكد 68 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ضرورة اتحاد الشرطة تحت سقف حزب واحد في الانتخابات النيابية.

وكان أوزر سنجار، رئيس مركز متروبول للابحاث الاستراتيجية والاجتماعية، قد أكّد في تصريح الشهر الماضي، أن نتائج استطلاعات الرأي تُظهر دخول حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا مرحلة الانحلال وسط خلافات حادة وتصاعد التوتر بين رأس النظام التركي رجب طيب أردوغان وحكومة أحمد داود أوغلو.

وكان نظام أردوغان قد قام باعتقال عدد كبير من ضباط الشرطة الذين كشفوا تورّط نظامه بدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية وتزويدهم بالأسلحة وتسهيل تسلّلهم إلى سورية.

«كارشي»: أردوغان يتصرّف كزعيم مافيا

أكّد المدوّن التركي فؤاد عوني الذي سبق له أن كشف فضائح نظام رجب طيب أردوغان وحكومته على موقع «تويتر»، أن أردوغان يتصرّف كزعيم مافيا عالمية، وأنه يشتري السلاح من صربيا بأموال عربية ويرسله إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.

ونقلت صحيفة «كارشي» التركية عن عوني قوله في تغريدات نشرها على حسابه على موقع «تويتر»: إن الدول الكبرى تستخدم أردوغان كأداة لتنفيذ مشاريعها في الشرق الأوسط من جهة، وتجمع الأدلة التي من شأنها أن تقضي عليه من جهة أخرى. لافتاً إلى أنّ أردوغان يمارس تجارته الدامية والقذرة عبر هكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات التركي ومستشاره السابق مجاهد أصلان، اللذين يعرفان حجم المبالغ التي ينفقها أردوغان على السلاح وحجم المبالغ التي يسجلها في حسابه. إذ يشتري السلاح من ليبيا وصربيا بالمبالغ المالية التي يتقاضاها من دول عربية، ويرسله إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية عبر الشاحنات.

وأوضح عوني أن أردوغان يتعاون مع نظام آل سعود ومشيخات قطر والإمارات في موضوع دعم تنظيم «داعش» الإرهابي. مؤكداً أن النفط الذي استولى عليه تنظيم «داعش» في المنطقة يتدفق إلى تركيا على رغم القوانين والقرارات الدولية، بينما أردوغان لا يفكر سوى بتحقيق الأرباح المالية وملء خزنته.

وقال عوني إنّ أردوغان يتصرّف كزعيم مافيا عالمية لا كرئيس جمهورية. مشيراً إلى أنّ أردوغان يستخدم جهاز الاستخبارات التركي في عمليات كسب الأموال القذرة غير الشرعية، وهذا هو سبب الأهمية التي يوليها أردوغان لجهاز الاستخبارات ورئيسه فيدان ومنحه الحصانة.

«وول ستريت جورنال»: أميركا توسّع دورها في الحرب السعودية على اليمن

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن الولايات المتحدة توسع دورها في الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وإن كان لدى واشنطن مخاوفها في شأن أهداف الرياض في الصراع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب قولهم إن الولايات المتحدة توسع دورها في حملة السعودية في اليمن، وتدقق في الأهداف العسكرية وتبحث عن سفن تحمل أسلحة إيرانية متجهة لليمن في ظل مخاوف متزايدة في شأن المهمة التي تقودها السعودية.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين يقلقون من أن تزايد الخسائر بين المدنيين سيقوض الدعم الشعبي في اليمن وفي دول عربية سنية أخرى تدعم الحملة، وقد قتل 648 مدنياً منذ بدء التدخل، وضربت الطائرات السعودية مستشفيات ومدارس ومعسكراً للاجئين وأحياء سكنية، وفقاً لمسؤولي الأمم المتحدة. وألقى السعوديون باللوم على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفائهم اليمنيين في سقوط خسائر بين المدنيين، وقالوا إنهم بذلوا قصارى جهدهم للحدّ منها.

وقال مسؤولون سعوديون إنهم يأملون الحد من القدرات العسكرية للمتمردين الحوثيين الذين سيطروا على كثير من اليمن، وإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة بعدما أجبره المسلحون على الفرار من البلاد.

وتقول الصحيفة إن إدارة أوباما متشككة من أن الضربات الجوية ستعكس مكاسب الحوثيين، ويقول المسؤولون الأميركيون القلقون من مخاطر تدخل أكثر مباشرة من قبل إيران، إنهم يحثون السعوديين على أن يضعوا نصب أعينهم وقف تقدم المتمردين وتحقيق ما قد يرقى إلى جمود في أرض المعركة يدفع كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

وذهبت الصحيفة إلى القول إن سبعة عشر يوماً من القصف جواً وبحراً من قبل السعودية، منعت الحوثيين من السيطرة على ميناء عدن الرئيس، لكنها فشلت في إحباط تقدّمهم في أماكن أخرى. وجعلت الحملة اليمن، الذي يعدّ واحداً من أفقر دول العالم مركزاً لمعركة إقليمية بالوكالة، مع مخاطر كبيرة لإدارة أوباما، وأدى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى الغربية في شأن برنامجها النووي إلى رفض السعودية وحلفائها السنّة ما يرون أنه جهود طهران لبسط نفوذها في الشرق الأوسط.

ويشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن بعض القادة السعوديين ربما يغيرون أهداف الحرب، ويريدون قصف المتمردين في شمال البلاد، وفقاً لمسؤولين مشاركين في المناقشات، وتلك الحملة الممتدة ربما تستغرق سنة أو أطول، بحسب التقديرات الاستخباراتية الأميركية.

وفي اجتماعات عقدت مؤخراً، قال مسؤولون سعوديون لنظرائهم الأميركيين إنهم يريدون أن تكون الحملة الجوية حاسمة ولا يريدون أن يقوموا بإجراءات غير كاملة لأنهم يعتقدون أن الحوثيين سيستخدمون أي توقف لتنظيم أنفسهم مرة أخرى وبدء هجومهم لاحقاً. ويقول المسؤولون السعوديون إنهم لا يريدون أن يقطعوا الحملة الجوية قبل الأوان، على أساس أن اليمن مجتمع قبلي يحترم القوي، وقد نصح البيت الأبيض المملكة بالالتزام بأهداف محددة بشكل أكبر لما يتم قصفه، وبأهداف سياسية لتجنب الغرق في حملة لا نهاية لها.

ويريد المسؤولون الأميركيون أن يجدوا مخرجاً دبلوماسياً سريعاً للقتال، والذي يمكن الولايات المتحدة من استعادة عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد واستئناف ضربات الطائرات من دون طيار ضد «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية المتمركز في اليمن، وهي العمليات التي تقلّصت بسبب القتال الشهر الماضي.

ويشعر المسؤولون الغربيون والعرب بالقلق من أن يفكّك الجيش اليمني مع مرور الوقت بسبب الحملة السعودية المطوّلة التي لن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار المطلوب لتحقيق التحول السياسي. ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، فإن السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، قدّم قبل أسبوع من بدء الحملة، قائمة سعودية تمهيدية بأهداف لها أولوية كبيرة في اليمن لمدير «CIA» جون برينان.

وعندما قدّم الجبير القائمة لبرينان، لم يكن البيت الأبيض قد قرّر بعد المدى الذي يمكن أن تساعد به الولايات المتحدة في الحملة الجوية السعودية، إلا أن المسؤولين الأميركيين قالوا إن البيت الأبيض فوّض مخطّطي الحرب في البنتاغون بالتحقق من الأهداف ضدّ الاستخبارات الأميركية وتقديم الخلفية للسعوديين لإعلامهم عن ضرباتهم الأولية.

وتوصّل مخطّطو الحرب بالبنتاغون إلى أن بعض الأهداف المحتملة لم تكن ذات قيمة عسكرية كبيرة، بينما كانت هناك أهداف أخرى لها احتمال كبير للتسبب في خسائر مدنية لقربها من المراكز السكنية. ثم نقل المسؤولون الأميركيون تلك المخاوف للسعوديين، وقال المسؤولون السعوديون إنهم عدّلوا القائمة بعد مراجعة ما قدّمه البنتاغون.

«غارديان»: بريطانيا تعارض حظراً دولياً على «الروبوتات القاتلة»

ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن بريطانيا تعارض عملية فرض حظر دولي على ما يسمّى «الروبوتات القاتلة»، ضمن فعاليات مؤتمر للأمم المتحدة يعقد حالياً لدراسة التطورات المستقبلية لما يسمّى رسمياً «قوانين أنظمة الأسلحة المستقلة القاتلة».

وأضافت الصحيفة أنّ خبراء من وزارتي الخارجية والدفاع يشاركون في دورة أممية تستمرّ أسبوعاً في جنيف، إذ ستقرّر ما إذا كانت زيادة القدرة الحاسوبية ستمكّن في النهاية الطائرات من دون طيار والأجهزة الأخرى من تحديد الأهداف وتنفيذ هجمات من دون تدخّل بشري مباشر أم لا.

وأشارت إلى أن الاجتماع الذي يرأسه السفير الألماني في الأمم المتحدة مايكل بيونتينو، قد طلب أيضاً طرح عدّة أسئلة منها: ما هي الصفات المرغوبة في القتال والتي يتميز بها الإنسان مثل الخوف والكراهية والشعور والشرف والكرامة والرحمة والحبّ؟ وما هي الحالات التي تقوم بها الآلات المفتقرة إلى العواطف بتوفير مزايا واضحة عن المقاتلين البشر؟

وتابعت الصحيفة أنّ حملة وقف «الروبوتات القاتلة»، وهي عبارة تحالف من جماعات حقوق الإنسان والعلماء المعنيين، تدعو إلى حظر دولي على الأسلحة المستقلّة تماماً. وأوضحت أن منظمة «هيومن رايتس ووتش» أصدرت الأسبوع الماضي تقريراً يحثّ على إنشاء بروتوكول جديد يهدف تحديداً إلى تجريم هذه القوانين وحظرها، مثلما حُظرت أسلحة اللايزر المسبّبة للعمى بشكل وقائي عام 1995. كما أُلزِمت دول مقاتِلة منذ عام 2008 لإزالة القنابل العنقودية التي لم تنفجر.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول نشرت بالفعل أنظمة دفاعية مثل القبة الحديدية في «إسرائيل»، و«فلانكس» الأميركي، و«سي ـ رام»، التى بُرمجت للردّ تلقائياً على تهديدات بقذائف موجّهة ضدهم. كما يستمر العمل على ما يعرف باعتراف الهدف التلقائي.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية لصحيفة «غارديان»: «في الوقت الحاضر، لا نرى ضرورة لفرض حظر على استخدام القوانين، مثل القانون الإنساني الدولي الذي يوفّر بالفعل التنظيمات الكافية لهذا المجال». مضيفةً أن المملكة المتحدة لا تعمل على تطوير أنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة، كما أن تشغيل أنظمة الأسلحة من قبل القوات المسلحة البريطانية سيخضع دائماً لرقابة الإنسان وسيطرته.

وكمؤشر على التزام الحكومة البريطانية هذا الأمر، تقوم بتركيز جهودها للتطوير والتنمية على أنظمة من دون طيار بدلاً من أنظمة الآلي. ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى مشاكل النقاش تتمحور في عدم وجود تعريف متفق عليه دولياً لما يسمّى «نظام الأسلحة الفتاكة المستقلة»، ومن بين الذين يقدّمون الأدلة لاجتماع الأمم المتحدة هذا الأسبوع سيكون الدكتور وليام بوثبي، وهو جنرال متقاعد ومحامٍ يشغل وحدة مسؤولة لضمان أن الأسلحة المكتسبة حديثاً تتفق مع التزامات القانون الإنساني الدولي في المملكة المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى