«السبعة الكبار»: للحوار مع روسيا من أجل تسوية الأزمة الأوكرانية

أكد وزراء خارجية دول مجموعة «السبعة الكبار» في اختتام لقائهم في لوبيك الألمانية أمس أهمية الحوار مع روسيا وضرورة مواصلته من أجل تسوية الأزمة الأوكرانية.

وجاء في البيان الاختتامي الصادر عن اللقاء أن الدول السبع تقر بـ»أهمية مواصلة الحوار مع روسيا وبالدرجة الأولى في ما يخص البحث عن حل شامل وسلمي للنزاع الأوكراني».

أما مسألة رفع العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، فأكد الوزراء أنها مرتبطة بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك الخاصة بتسوية النزاع المسلح في شرق أوكرانيا والتي جرى التوصل إليها في 12 شباط الماضي.

وتابع الوزراء السبعة في البيان: «إننا ندعو أطراف النزاع المسلح في أوكرانيا كافة إلى تحمل المسؤولية والوفاء بالالتزامات التي أخذتها على عاتقها في إطار اتفاقات مينسك».

كما أكد الوزراء دعمهم لجهود «رباعي النورماندي» روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا المعني بالتسوية في شرق أوكرانيا ومجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا.

ودعا الوزراء كييف إلى إجراء إصلاح دستوري في البلاد، وتعهدوا تقديم مساعدات اقتصادية لدعم أوكرانيا في تجاوز الأزمة المالية وإعمار اقتصادها.

يذكر أن «مجموعة الثماني الكبار» تحولت إلى «مجموعة السبع الكبار» عقب قرار قادة ألمانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، عدم حضور قمة الدول الثماني في مدينة سوتشي الروسية، العام الماضي، على خلفية الأزمة الأوكرانية.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانس فالتر شتاينماير، أن الغرب بحاجة كبيرة إلى روسيا في حل قضايا دولية مثل الملف النووي الإيراني والأزمة السورية.

وقال شتاينماير خلال لقائه طلاب على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة «السبع الكبار» في مدينة ليوبيك الألمانية إن «تلك النزاعات لا يمكن حلها من دون مشاركة روسيا».

وجدد شتاينماير تأكيده، قائلاً إن «عزلة روسيا ليست في مصلحة أحد». وأضاف أن «لا أحد يمكن أن يتهم ألمانيا بإضعاف الجهود الرامية إلى إقامة حوار مع موسكو».

من جهة أخرى، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تصعيداً واضحاً للنزاع المسلح بين العسكريين الأوكرانيين وقوات دونيتسك ولوغانسك «الشعبيتين» المعلنتين من طرف واحد .

وجاء في تقرير يومي صدر عن بعثة «الأمن والتعاون» العاملة في جنوب شرق أوكرانيا أن مراقبيها سجلوا نمواً حاداً للاشتباكات بين القوات الأوكرانية ومقاتلي «الدفاع الشعبي» خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

وأفاد التقرير بأنه نتيجة لعملياتها الهجومية واسعة النطاق توغل العسكريون الأوكرانيون على مسافة تزيد على كيلومتر في عمق أراضي «جمهورية دونيتسك الشعبية».

وبخصوص تصاعد التوتر في محيط بلدة شيروكينو القريبة من ميناء ماريوبول على شاطئ بحر آزوف جنوب مقاطعة دونيتسك ، ذكر تقرير المراقبين أن المعارك تجددت هناك قبل أيام بعد إطلاق قذيفة من دبابة أوكرانية في مكان يسيطر عليه الجانب الأوكراني، تلاه تبادل لإطلاق النار من الأسلحة الخفيفة.

وفي سياق متصل، أشارت بعثة المنظمة إلى أن العسكريين الأوكرانيين منعوا التنقل بين أراضي «جمهورية لوغانسك الشعبية» والأراضي المتبقية تحت سيطرة كييف في مقاطعة لوغانسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وأشار المراقبون في التقرير إلى حوادث عديدة منها قيام أفراد القوات الأوكرانية النظامية، إلى جانب متطوعين من كتيبتي «آزوف» و«أيدار»، بتقييد حرية تنقل المواطنين المسالمين في الاتجاهين كليهما.

من جانبه قال دينيس بوشيلين، مفوض «دونيتسك الشعبية» في المفاوضات السلمية مع كييف، إن الجانب الأوكراني يماطل تطبيق اتفاقات مينسك حول التسوية في جنوب شرقي البلاد.

وفي مقابلة مع قناة «روسيا 24» قال بوشيلين: «لكييف ذرائع كثيرة لعدم التحرك.. وعملياً هذا يعني المماطلة. ولدينا شبهات بأن أوكرانيا تتصرف هكذا لإعادة تجميع قواها والدفع بالوضع إلى تصعيد جديد».

من جهة أخرى، اتهم مفوض جمهورية «لوغانسك الشعبية» فلاديسلاف دينيغو السلطات في كييف بالتهرب من إنشاء فريق عمل مكلف بالمسائل الاقتصادية ضمن مجموعة الاتصال حول الأزمة الأوكرانية.

وبحسب دينيغو، فإن كييف تريد تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب شرقي أوكرانيا، بدلاً من اتخاذ خطوات من شأنها «معالجة الكارثة الإنسانية في دونباس».

وفي وقت سابق، أعلن ممثلو دونيتسك ولوغانسك أن المؤتمر عبر الفيديو الذي أجرته الثلاثاء مجموعة الاتصال الثلاثي بشأن أوكرانيا «لم يفض إلى نتائج تذكر»، وذلك لعدم توصل كييف وممثلي دونباس إلى اتفاق حول تشكيلة فرق العمل الفرعية المتخصصة لتنفيذ اتفاقات مينسك السلمية.

وفي لقاء لـ«رباعية النورماندي» حول أوكرانيا روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا عقد في برلين الاثنين الماضي اتفق وزراء خارجية الدول الأربع على تشكيل 4 فرق عمل، ستتولى مسارات معينة في عملية التسوية، بما في ذلك المسائل العسكرية والأمنية ومسائل الإعمار الاقتصادي لمنطقة دونباس والمسائل الإنسانية وموضوع الإصلاحات السياسية، بما في ذلك الإصلاح الدستوري.

من جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية تمسكها بتشكيل فرق العمل الفرعية المتخصصة في إطار تنفيذ اتفاقات مينسك.

وفي اختتام مؤتمر مجموعة الاتصال حول أوكرانيا كتبت داريا أوليفير، المتحدثة باسم الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوتشما الذي يمثل كييف الرسمية في لقاءات مجموعة الاتصال أن كييف مستعدة «للمشاركة الفعالة» في تشكيل هذه الفرق.

كما أفادت المتحدثة باقتراح كييف نشر 10 نقاط لمتابعة الهدنة في دونباس، على أن تبدأ عملية إقامتها من الأماكن الأكثر «سخونة»، في مقدمها مطار دونيتسك وبلدة شيروكينو.

وأشارت إلى أن كييف تقترح أن يشارك في عمل هذه النقاط ضباط أوكرانيون وروس من مركز المراقبة وفض الاشتباك، إلى جانب ممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وجدد وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين رفض كييف إجراء حوار مباشر مع «هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ممثلين عن دونيتسك ولوغانسك».

وقال كليمكين في مقابلة مع «القناة الخامسة» التلفزيونية الأوكرانية الثلاثاء إن على كييف العمل على إجراء انتخابات «نزيهة» في جنوب شرقي البلاد بناء على القوانين الأوكرانية، وذلك كشرط لبدء الحوار مع ممثلي دونيتسك ولوعانسك.

وشدد كليمكين على أن الانتخابات المحلية يجب أن تجرى تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأن تكون نتائجها معترف بها من قبل جميع المنظمات الدولية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى