تقرير إخباري

بشرى الفروي

يزور العبادي الولايات المتحدة لأيام عدة على رأس وفد وزاري يضم وزراء الدفاع والمالية والنفط والتعليم العالي ومستشار الأمن الوطني تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

زيارة العبادي إلى واشنطن ولقاؤه المسؤولين الأميركيين يعطي انطباعاً واضحاً لدى المراقبيين أن الإدارة الأميركية بدأت جدياً بتطبيق سياسة جديدة في التعامل مع قضايا المنطقة العالقة، وبخاصة بعد أن مهّد الاتفاق النووي مع إيران لهذا التغيير.

فلم يُنكر جون كيري دور إيران الفاعل في مساعدة القوات العراقية في دحر «داعش» من مناطق واسعة من العراق وأهمية استمرار دعمها في الحرب الدائرة الآن في منطقة الأنبار والحرب المرتقبة في الموصل.

إذ أعرب كيري عند لقائه العبادي عن «ثقته بقدرة العراقيين على هزيمة داعش»، مؤكداً أن ذلك «سيفتح الباب واسعاً أمام العراق لممارسة دوره الريادي في المنطقة والعالم».

ويُذكر أن العبادي سيضع على طاولة الرئيس الأميركي العديد من الملفات الاقتصادية والأمنية وفي مقدمها تكثيف الدعم العسكري والتدريبي والجوي الأميركي.

وسيطالب العبادي الجانب الأميركي بدعم العراق في عملية تأهيل وإعادة النازحين إلى مناطقهم والإسهام في إعادة إعمار البنى التحتية وبالقيام بإجراءات حازمة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب للعراق، وبتكثيف الجهد من المجتمع الدولي لوقف تهريب النفط والآثار، والتي هي من المصادر الأساسية لتمويل «داعش»

من الملفات المطروحة بالزيارة مناقشة موضوع الحشد الشعبي والتصورات غير الدقيقة لواشنطن عن تشكيلات الحشد الذي بات جزءاً من المنظومة الأمنية العراقية.

كما أن هذه الزيارة لم تمر من دون أن تتطرق إلى الأوضاع المتسارعة في الشرق الأوسط لا سيما ملفي: العدوان السعودي على اليمن والاتفاق النووي الإيراني وتأثيرهما في التوازن الإقليمي في المنطقة بشكل عام والأوضاع في العراق بنحو خاص.

أوباما الذي استخدم لفظ «داعش» لأول مرة بدلاً من «مقاتلي الدولة الإسلامية» أكّد في هذا اللقاء أن جميع الفصائل المسلحة يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة العراقية.

الإدارة الأميركية تسعى لأن تكون في ضفة المنتصرين وبخاصة بعدما فشلت الغارات والضربات الجوية للتحالف الدولي في تحقيق أي تقدم يُذكر في محاربة التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية.

فالتقدم الكبير والعزيمة الواضحة لطرد «داعش» من العراق لم يكونا على أجندة الحكومة الأميركية بل كانت تريد من «داعش» أن يستنزف قوة الجيش العراقي والسوري.

وهنا تأتي الحسابات الانتخابية الأميركية حيث يحتاج العالم إلى بطل يحميه من الإرهاب. فيقوم أوباما بهذه المهمة ويعطي حزبه انتصاراً بالانتخابات، ولكن هذا سيكون على حساب دماء أبنائنا وهذا ما أشار إليه السيد حسن نصر الله بقوله: «لن ننتظر لتكون دماء أبنائنا هي أرصدة الانتخابات الأميركية». ونصبح مجرّد أصوات في صندوق الاقتراع.

فهل ستكون زيارة العبادي هي تسليم ضمني من الجانب الأميركي وإقرار بحضور إيران في كل ملفات المنطقة كدولة أساسية ومحورية ومساندة لشعوب المنطقة في مواجهة الإرهاب التكفيري وداعميه؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى