سلام اطلع من الأحزاب الأرمنية على التحضيرات لمئوية الإبادة والتقى طوني فرنجية ووفداً من الأمم المتحدة

عرض رئيس الحكومة تمام سلام الأوضاع العامة مع زواره في السراي الحكومية، حيث التقى وفداً من الأحزاب الأرمنية الثلاثة في لبنان، الطاشناق والهنشاك والرمغفار، أطلعه على التحضيرات الجارية للاحتفال بالمئوية الأولى للمجازر الأرمنية.

ولفت أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان إلى «أنّ هدف الزيارة هو وضع دولة الرئيس سلام في الصورة العامة حول فعاليات الإبادة الأرمنية التي هي جريمة ضدّ الإنسانية». وقال: «تطرقنا إلى كل النشاطات التي ستنظم، إضافة إلى نشاطات أخرى ستقام في الرابع والعشرين من نيسان وبعده، وقد تبادلنا الآراء حول هذه النشاطات وإحياء الذكرى المئوية بالطريقة المناسبة».

وأضاف: «نحن ندعو شركاءنا في الوطن للدعم والتضامن مع القضية الأرمنية من دون أن ننسى أنّ البرلمان اللبناني أخذ قراراً في العام 2000، وهو القرار الوحيد في الدول العربية، بالاعتراف بمسؤولية تركيا في ارتكاب الإبادة الأرمنية وبطلب التعويض والاعتذار من الشعب الأرمني واعتراف تركيا بمسؤوليتها عن هذه الإبادة».

المعتوق

كما التقى سلام مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المستشار في الديوان الأميري الكويتي الدكتور عبدالله المعتوق، على رأس وفد ضمّ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ممثلة مكتب المفوضية في لبنان نينات كيلي، مسؤول الاتصال لدى المفوضية دومينيك طعمة، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس. وتناول البحث مقرّرات المؤتمر الثالث للدول المانحة الذي عقد في الكويت نهاية الشهر الماضي.

وأشار المعتوق إلى أنّ الوفد بحث مع سلام «وضع النازحين السوريين في لبنان والمشاكل التي تواجههم والأولويات والمشاريع التنموية التي يحتاج إليها لبنان لمساعدة اللبنانيين والسوريين على حدّ سواء»، متوجهاً بالشكر إلى «الحكومة اللبنانية وعلى رأسها الرئيس تمام سلام على تفاعلها الإيجابي مع القضية السورية». وأضاف: «لبنان يحتاج إلى مساعدة ونحن نساعد إخوتنا السوريين الموجودين فيه، ولذلك طرحنا بعض المشاريع، وإن شاء الله تكون قيد التنفيذ قريباً».

ولفت معتوق إلى أنه درس مع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والرئيس سلام مشاريع «إنشاء حضانات تهتم بالأطفال من عمر سنة وحتى خمس سنوات حيث سيتم تأهيهلهم نفسياً وتثقيفياً وهذه فكرة تربوية رائعة». وقال: «أنا أعلم أنّ كثرة اللاجئين أثرت على العملية التربوية والخدمات، إلا أننا الآن نركز على هذه الأمور سواء الصحية منها أو التعليمية وسنباشر في هذه المشاريع في الأيام القادمة»، معلناً «أنّ الكويت تعهدت بخمسمئة مليون دولار أميركي لتستفيد منها الدول المضيفة، وخصوصاً لبنان والأردن وتركيا لكنّ نصيب الأسد سيكون للبنان والأردن لما يعانيانه من شحّ في الموارد».

غوتيريس

وأكد غوتيريس، من جهته، إلى أنّ الزيارة «هي في الأساس بهدف التعبير عن التضامن مع لبنان والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، فيما يعاني أثراً سلبياً في اقتصاده ومجتمعه من خلال استضافة وحماية هذا العدد الكبير من النازحين السوريين».

وقال: «أنا سعيد لمجيئي مع الدكتور المعتوق وبتوجيه من سمو أمير الكويت الذي هو المحرك الذي سمح بنجاح المؤتمر الثالث للمانحين في الكويت، وأعرف أنّ هذا التضامن سيكون له الانعكاس المهم خارج البلاد».

وأضاف: «نحن نعتقد أنه آن الأوان للمجتمع الدولي أولاً للقيام بالتمويل الكامل لخطة استجابة الأزمة اللبنانية في بعدها الإنساني بالنسبة إلى ما يتعلق بالنازحين السوريين، وفي دعم المجتمعات المضيفة والمواطنين اللبنانيين الذين يدفعون ثمناً غالياً، ونحن ندعم بالتكافل الملف اللبناني الذي قدمته الحكومة في الكويت والذي يمثل خطوات مهمة يجب اتخاذها للسماح للبلاد بالتضامن مع هذه التحديات على صعيد التعليم والصحة والكهرباء والمياه، وعلى صعد أخرى، والتي تأثرت بقوة جراء الأزمة السورية». وتابع غوتيريس: «هذا هو الوقت الذي يجب على المجتمع الدولي أن يفهم فيه أنّ المسؤولية لا تقع فقط على الأردن ولبنان وتركيا والعراق، بل هي مسؤولية العالم بأسره، وهذه المسؤولية يجب أن تترجم بتضامن ملموس في دعم لبنان في هذه الأوقات المهمة جداً».

وإذ أشار إلى «أنّ لبنان والأردن والدول المجاورة الأخرى، لا تستضيف فقط النازحين، لكنها أيضاً خط الحماية الأول للمجتمع الدولي بالنسبة إلى الأمن العالمي»، أكد أنّ هذه الدول «تستحق تضامن المجتمع الدولي، ولكنّ التضامن يجب أن يتم التعبير عنه باستضافة نازحين سوريين خارج إطار المنطقة».

وذكر غوتيريس الحادثة التي وقعت في المتوسط والتي أدت إلى موت أكثر من 300 شخص في مركب، قائلاً: «هذه الحوادث تقع لأنه ليس هناك سبل قانونية، وخصوصاً بالنسبة إلى السوريين والفلسطينيين وأناس آخرين في مختلف أنحاء العالم يريدون العبور إلى الأراضي الأوروبية من دون أن يخسروا حياتهم، وخصوصاً أنّ هناك مهربين وتجاراً يقومون بتهديدهم ويعتدون على حرياتهم بطريقة فظيعة، ويضعون حياتهم في خطر دائم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى