العين على منطقة شبعا

يوسف المصري

حاول مسلحو ما يُسمّى بـ«الجيش الحر» قبل أيام السيطرة على بلدة حرفا المقطونة من مواطنين سوريين دروز، والواقعة على الطريق بين بيت جن ومزارعها ودرعا.

كان هدف العملية السيطرة على هذه البلدة لجعل التواصل بين مسلحي منطقة بيت جن – القنيطرة ومنطقة درعا أكثر سلاسة. فبلدة حرفا تعتبر أحد أبرز العوائق الجغرافية – وربما الوحيدة – التي تحول بين تواصل مسلحي المنطقتين في إطار ما يعرف بالجبهة الجنوبية في سورية المرشحة لمعارك أشد في المقبل من الأيام.

لقد نجحت لجان الحماية الشعبية في بلدة حرفا بالتآزر مع الجيش العربي السوري في صد هجمة مسلحي بيت جن، لكن المعلومات تؤكد نية الأخيرين العودة لتكرار هجومهم.

قضية استهداف بلدة حرفا بهدف كسر قرارها الوطني المنتمي لصف الجيش والدولة السورية، تثير إشكاليات أخرى غير تلك الخاصة بان مجامع إرهابيي الجبهة الجنوبية يريدون بدعم من «إسرائيل» وبغض طرف أردني، ربط طرفيها اللوجيستي المتمثلين بالقنيطرة ودرعا. وتتمثل الإشكالية الإضافية بأن منطقة الاشتباك المتفاعلة بين بيت جن وحرفا، تثير إشكالية وضع الأقلية الديموغرافية الدرزية في تلك المنطقة السورية، واستتباعاً التفاعل الدرزي معها في منطقة وادي التيم اللبنانية المجاورة لشبعا والمقابلة لمنطقة بين جن السورية.

في بلدة شبعا فاق عدد النازحين السوريين الآتين من منطقة بيت جن بمعظمهم، عدد سكانها اللبنانيين. وهناك حرص لبناني على أن لا تؤدي هذه الطفرة من النازحين السوريين للبلدة، لانتقال عدوى أي إشكالات درزية – سنية تفتعلها «إسرائيل» عبر حلفائها الإرهابيين، في منطقة بيت جن إلى المناطق اللبنانية التي تقابلها والتي تشبهها من الناحية الديموغرافية وتوزعها المذهبي.

طوال الفترة الماضية جرت محاولات مشبوهة لضخ عدوى الصراع المذهبي المحتقنة في منطقة بين جن، إلى منطقة شبعا اللبنانية، وذلك عبر أساليب كثيرة، كان أبرزها محاولة إنشاء مستشفى في شبعا لاستقبال جرحى مسلحي وإرهابيي بيت جن. كان يمكن لهذه المحاولة التي أراد أطراف لبنانيون تقديمها كهدية نوايا طيبة تجاه النصرة والجيش الحر، أن تنشئ حالة احتقان مذهبي لبناني في منطقة شبعا وجوارها، مع استعار الاقتتال بين مسلحي بيت جن وبلدة حرفا. ولكن أمكن نزع هذا الفتيل من خلال موقف لمرجع سياسي كبير أصر على سحب توقيع الموافقة على إنشاء هذا المستشفى.

الآن تسود حالة ترقب لمجريات ما سيحدث عسكرياً في منطقة بيت جن، خصوصاً أنه خلال مواجهة سابقة حصل غليان شعبي درزي في مناطق لبنانية مقابلة لمنطقة بيت جن، وذلك تضامناً مع بني جلدتهم السوريين المعرضين لحرب إبادة إرهابية ضدهم بدعم «إسرائيلي».

ومع إصرار مخطط إزاحة حرفا من الوجود خدمة لمقتضيات حرب الجبهة الجنوبية الذي هناك توافق قطري تركي «إسرائيلي» على ضرورة فتحها لتغيير موازين الصراع في سورية، فإن مرجعاً سياسياً لبنانياً كبيراً يحذر ويدعو لبقاء العين على شبعا ومنطقتها في الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى