«أرض الميعاد»… في الحصار تكون الحياة هي الوقت!

عرضت «الهيئة الملكية الأردنية للأفلام» في سينما «الرينبو» وسط العاصمة الأردنية عمّان، الفيلم الوثائقيّ السويسريّ «أرض الميعاد» بحضور مخرجه فرانسيس روسير.

ويصوّر الفيلم ـ الذي أنتِج عام 2013 باللغتين الفرنسية والعربية، رحلة فرقة موسيقية شبابية سويسرية في أربع مدن فلسطينية واقعة تحت الاحتلال «الإسرائيلي»، بدعوة من مؤسّسة السلام التي تقوم بمبادرات بين أوروبيين وفلسطينيين.

ويسلّط «أرض الميعاد» الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ويؤكد حق الفلسطينيين في أرضهم، إذ لم تذكَر كلمة «إسرائيل» طوال مدّة الفيلم تسعون دقيقة ، مع التأكيد على أن الاحتلال هو المسؤول عن معاناة الشعب الفلسطيني وتشريده.

وخلال تجوّل الفرقة السويسرية في مدن: القدس وبيت لحم ورام الله وبيرزيت، يخرج صوت باللغة العربية يقول: «هنا عند منحدرات التلال… أمام الغروب وفوهة الوقت… قرب بساتين مقطوعة الظل… نفعل ما يفعل السجناء، وما يفعل العاطلون عن العمل. نربّي الأمل» ـ إشارة إلى المستوطنات المقامة بطريقة غير شرعية في انتهاك واضح لمعاهدة جنيف التي تمنع إجراء المحتل أيّ تغيير في الأراضي.

وأدّت الفرقة السويسرية أغنيات بالعربية: «هذه أرض جدودي»، «فلسطين»، «ما أحلى جبالها»، «خضرة»، «زهرة»، و«سكينة»، ولم تغب قصيدة الراحل محمود درويش «أيها الواقفون على العتبات ادخلوا… واشربوا معنا القهوة العربية… فقد تشعرون بأنكم بشر مثلنا».

ويعرض الفيلم الحصار الذي تفرضه «إسرائيل» على المناطق الفلسطينية وما يسببه من آلام نفسية. وفي الوقت ذاته، يوجّه نداءً مباشراً إلى أحرار العالم للتدخّل «لا تتركونا وحيدين… ليت هذا الحصار ينتهي»، فـ«في الحصار تكون الحياة هي الوقت».

وفور وصول الفرقة إلى المسجد الأقصى، استقبلتها أوركسترا الراحل إدوارد سعيد بأغنية «فدائي فدائي… سأحيى فدائي وأمضي فدائي… إلى أن أعود»، ليردّ السويسريون وهم يلبسون الكوفية الحمراء بأغنية «أرض جدودي فلسطين»، وكأننا أمام مبارزة غنائية فلسطينية ـ سويسرية محورها فلسطين.

كما تتجوّل الكاميرا في الأراضي الفلسطينية مبرزةً جمالها بجبالها ومنحدراتها وزيتونها، وحالما وصلت الفرقة إلى المسجد الإبراهيمي، ينبري مواطن فلسطينيّ، قدّم نفسه كشاهد عيان على المذبحة التي ارتكبها كوهين بسلاحه العسكري ضد المصلّين الفلسطينيين.

ويوثّق الفيلم صناعة الزجاج والسجاد والكوفية الفلسطينية، ويعرض معاناة سكان مدينة الخليل من جرّاء وجود مستوطنين متطرّفين وسطها، إذ أغلق ثمانمئة متجر للبقالة، وشُرّد الآلاف نتيجة المضايقات والاعتقالات، كسياسة «إسرائيلية» لطرد أهالي المنطقة الأصليين.

ويسجّل الفيلم اعتصاماً لأهالي أسرى الحرّية في سجون الاحتلال، في حين تشير مرافقة بالإنكليزية إلى أن المسافة بين بيت لحم وبيرزيت تبلغ حوالى عشرين كيلومتراً، لكن اجتيازها قد يستغرق 15 دقيقة أو ثلاث ساعات، في إشارة إلى معاناة الفلسطينيين على حواجز التفتيش «الإسرائيلية».

وفي حواره مع الجمهور، قال المخرج فرانسيس روسير إنه متعاطف مع القضية الفلسطينية إلى جانب مخرجين سويسريين آخرين، لأنها قضية شعب خُلع من أرضه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى