مشاركة
نيسان!
أأنت حقاً نيسان؟
عهدنا بك، مواكب زهر، وفوح عطر
تغريدة طير، وبراعم خير
صفو وبهاء، دفء ورجاء
حب وسمر، وضوء قمر
نيسان،
عهدنا بك، لا ثورة موت، بل حياة!
لِم تبدلت الأحوال؟
عاد الصدى حزينا باكيا، من قهر الإنسان وإذلاله شاكياً
ففي مذكرة عقود خلت، محطات سوداء، إذ لزمت الشمس الخباء، وبكت مهج السماء! مجازر وشهداء في فلسطيننا، قبيل النكبة، في دير ياسين، وفي جنوبنا قانا، وحرب لبناننا، التي ما زالت بعد أربعين من السنوات ناراً كامنة في بركان! لقد لفّ الليل النهار. في بلادنا كلها لم نعد ننظر إلى الأزهار، فقد غطّاها الغبار! سرقوا الربيع وغيّروا ألوانه، وبكل وقاحة وصفاقة سمّوا الإرهابيين القتلة: «ثواراً»!
لِم يشوّهونكَ نوار؟
صرخ الصمت في الأعماق، وقد انتفضت النسور في الآفاق: من رمادنا تولد الأزهار، حقول الياسمين، وأكاليل الغار. وفي عيون أطفالنا تموج الأغمار، وفي قلوب الثكالى، في دموعهن عنفوان وإباء، ولهيب نار.
ها هي عروس الجنوب، لا بل عروس الوطن كله، أولى العرائس التقت رفقاءها الشهداء.
وها هي الكواكب تنير من جديد، الهامات المشرقة، الجباه السمراء، والأكفّ المرفوعة أبداً، حكاية أرض تحرسها السماء، وتزيّنها الأنوار. حجارتها دماؤنا، فخر وانتصار، آلامنا، جراحنا، سيف بتّارٌ حدّه، عدوّه كل معتد، محتل غدّار.
لكن الشمس الآفلة، لا بدّ أن تعود من هذا الشرق الجبار!
سحر عبد الخالق