ميقاتي: لتوقف الحملات الإعلامية والجلوس إلى طاولة الحوار
رأى الرئيس نجيب ميقاتي «ضرورة المحافظة على تاريخ العلاقات مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وتطويرها لما فيه خير لبنان واللبنانيين جميعاً في لبنان والعالم العربي»، ودعا إلى «توقف الحملات الإعلامية والجلوس إلى طاولة الحوار».
رعى الرئيس ميقاتي أمس حفل افتتاح «جامعة العزم» في طرابلس، في حضور ممثل النائب محمد الصفدي أحمد الصفدي، مفتي عكار زايد بكار زكريا، رئيس دائرة الأوقاف في طرابلس عبد الرزاق اسلامبولي، ممثلاً مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، نقيب المهندسين في الشمال ماريو بعيني، رئيس جامعة العزم حنفي هليل، ورئيس مجلس أمناء جامعة العزم عبد الإله ميقاتي، وفاعليات سياسية وأكاديمية وثقافية وتربوية واجتماعية.
بداية تحدث عبد الإله ميقاتي فقال: «إنها لحظات سعيدة جداً نمر بها اليوم معكم في هذا اللقاء الذي يُقرع فيه جرس انطلاق جامعة العزم في طرابلس، برعاية وهمّة رجل العلم والمعرفة، ورجل المؤسسات الواسعة الانتشار، قبل أن يكون رجل السياسة الحكيمة، والوسطية الجامعة، الرئيس نجيب ميقاتي».
ثم ألقى هليل كلمة أشار فيها إلى «أن افتتاح «جامعة العزم» اليوم يأتي ثمرة طيبة لجهود حثيثة بُذلت على مدى سنوات عدة اقتناعاً من مؤسسَي مجمّع العزم التربوي بأهمية الدور الذي يؤديه المجمّع كدعامة قوية للنهضة التعليمية في مجتمعنا، وبأن الجامعة هي التكملة الطبيعية لدور المجمّع ورسالته، وهكذا جاءت جامعة العزم كمنارة نور من المؤسسَين لطرابلس والشمال وكل لبنان.
وأضاف: «لقد انتُهج في إنشائها سياسة الواقعية في التخطيط والتطبيق ولم نُقلَد تجربة بذاتها وإنما أخذنا بايجابيات النظم الأكاديمية الحديثة، ضمن نظام يلائم واقعنا، ويعبّر عن الشخصية الحضارية لمجتمعنا، كما وُفّر لهذا الصرح العلمي كل ما يمكنه من تقديم مستوى رفيع للدراسات الأكاديمية، يلبي المتطلبات الأساسية في مجالات إدارة الأعمال بعدة تخصصات، والهندسة المعمارية، والإعلام، فضلاً عمّا هو متاح من إمكانيات للتوسع وفقاً لاحتياجات كل مرحلة».
وفي الختام ألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها: «عندما حصلنا على ترخيص جامعة العزم، سألني البعض أين سيكون مقر الجامعة فأجبت بلا تردد طبعاً في طرابلس، فقالوا: نصيحتنا إذا أردت للجامعة النجاح أن تكون انطلاقتها من بيروت، ومن ثم تقوم لاحقاً بفتح فروع لها في طرابلس وسائر المناطق، فالعاصمة هي الأساس الذي يساهم بنجاح أي مشروع. وعلى رغم محبتي لمدينة بيروت، وتقديري لدورها الوطني، لا أخفيكم أن هذا الكلام استفز طرابلسيتي فأنا أرى في مدينتي وأهلها أساساً ومنطلقاً».
وتطرق إلى الأوضاع السياسية فقال: إن التأزم في لبنان آخذ في التصاعد، والتوتر على أشده ولعل الفترة الحالية هي من أصعب الفترات التي تأتي بعد اتفاق نووي بين الغرب وإيران وبعد عاصفة الحزم التي انطلقت في اليمن، ما جعل الاصطفاف في ذروته. هنا لا يسعني إلا أن أعبر عن تقديري لوقوف دول الخليج عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً مع لبنان الدولة والمؤسسات والأفراد من دون تمييز بين لبناني وآخر ومنطقة وأخرى ورعايتهم الدائمة لكل ما يتفق عليه اللبنانيون. كما أن المملكة لم تبخل يوماً ولم تتردد في دعم الاقتصاد اللبناني ومؤسساته الأمنية. إن تاريخ علاقاتنا مع دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية يحتم علينا المحافظة عليها لا بل وتطويرها لما فيه خير لبنان واللبنانيين جميعاً في لبنان والعالم العربي. كما أن لبنان بغنى عن الانخراط في أي تجاذبات إذ لدينا ما يكفي من الأزمات. فلتتوقف الحملات الإعلامية ولنتفق أن من مصلحتنا جميعاً أن يجلس الكل إلى طاولة الحوار لشد أزر بعضنا البعض برعاية عربية لما فيه خير أهلنا وامتنا».
وأشار إلى أنه «قبل الحديث عن تعديل اتفاق الطائف، الأولى تطبيقه بكامله وانتظار الظرف المؤاتي للبحث في الأفكار المطروحة لتطويره بما يخدم نهائية الكيان اللبناني والعيش الواحد فيه».
وتطرق إلى الملف الإعلامي فقال: اليوم تمثلُ السيدة كرمى خياط نائبة رئيس مجلس إدارة تلفزيون الجديد أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وفي هذا السياق فإننا نؤكد أهمية الوصول إلى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى حرصنا الشديد على عمل المحكمة التي أمنت لها التمويل السنوي المستحق على لبنان خلال ترؤسي الحكومة اللبنانية مرتين». وشدد في الوقت ذاته «على ضرورة الالتزام باحترام الحريات وصون مبادئها، وعلى تمسكنا بالحريات الإعلامية في لبنان التي كفلها الدستور».