«تايمز»: التتار يتعرّضون لحملة قمعيّة في القرم
ادّعت صحيفة «تايمز» البريطانية أنّ التتار من سكان شبه جزيرة القرم، والذين يدين معظمهم بالإسلام، يتعرّضون لحملة قمعية على يد، ما وصفته الصحيفة بـ«الميليشيات المسلّحة التابعة لروسيا».
ويوضح بن هويل، مراسل الصحيفة البريطانية في موسكو، أن بعض الوقائع التي جرت أخيراً في القرم ترجّح وجود حملة قمعية تستهدف أبناء التتار مثلما حدث من اعتداء بالضرب على عبد الرحمن عجيز علناً من قبل عدد من رجال الميلشيات المسلحة، فيما تعاني العلاقات بين أبناء التتار والسلطات الروسية تدهوراً كبيراً قبيل ذكرى مهمة في تاريخ التتار.
ويقول التقرير، الذي نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية مقتطفات منه، إن الاعتداء على عجيز، العضو في ما يعرف بـ«المجلس»، وهو البرلمان المحلي في القرم، يعدّ أحد الحوادث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية والتي تركت التتار قلقين على مكانتهم في إقليم القرم بعد انضمامه إلى روسيا.
ففي 18 أيار الجاري، يحتفل التتار بمرور 70 عاماً على الكارثة القومية التي تعرّضوا لها بعد أن قام الزعيم الروسي ستالين بتهجيرهم من موطن أجدادهم على البحر الأسود خلال ساعات، ثم قام بنفيهم إلى وسط آسيا على مدى عقود.
ورسّخت هذه الحادثة مشاعر كراهية نحو موسكو لدى أقلية التتار، وغالبيتهم من المسلمين الذين تمكنوا في نهاية المطاف من العودة إلى موطنهم الأصلي في نهاية ثمانينات القرن الماضي.
وخلال الأسابيع التي سبقت قيام السلطات الروسية بضمّ القرم، حاول الكرملين استقطاب التتار، غير أنه فشل في منع معظمهم من مقاطعة الاستفتاء الذي أقرّ انضمام الإقليم إلى روسيا.
ويروي هويل سلسلة من الحوادث التي تشير إلى تدهور أوضاع التتار والتضييق الأمني عليهم إما بمنعهم من مغادرة الإقليم أو بمنعهم من دخوله. ويعرب كبار الشخصيات التتارية في الإقليم عن مخاوف كبيرة من أن السلطات الروسية الحالية في القرم تذكرهم بالحقبة السوفياتية، مؤكدين استمرار نضالهم بطريقة سلمية وديمقراطية.