«ديلي بيست»: الإرهاب الناجم عن الحرب السورية يتهدّد بتطرّف أسوأ من «القاعدة»

ادّعى موقع «ديلي بيست» الأميركي، أنّ الإرهاب الذي ولّدته الحرب السورية قد يؤدّي إلى ما هو أسوأ من تنظيم القاعدة الذي خرج من رحم الغزو السوفياتي لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي.

وأوضح الموقع أن تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية للمشاركة في الحرب ضدّ بشار الأسد أصبح الأكبر في تاريخ «الجهاد» العالمي، وأصبحت ساحة المعركة السورية في طريقها إلى تجاوز الحرب الأفغانية كمعقل لتدريب المسلحين الإسلاميين. ولذلك، فإن أجهزة الأمن حول العالم أصبحت تشعر بقلق متزايد إزاء تداعيات هذا الأمر على سلامة مواطنيها.

وأشار الموقع إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية يقدّرون عدد المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا إلى سورية عام 2011 من ثمانية إلى عشرة آلاف مقاتل. في حين ترفع بعض المصادر الأخرى الرقم على 12 ألفاً، وعدد كبير منهم من السعوديين. وتحدّد مصادر سعودية عدد مواطنيها الذين ذهبوا إلى «الجهاد» في سورية بـ1200، منهم 300 قتلوا في ساحات المعارك. كما أن مصادر أردنية أشارت إلى ألف أردنيّ ذهبوا إلى القتال في جارتها الشمالية. بينما لا تزال الأرقام الخاصة بالدول العربية الأخرى غير متاحة إلى حدّ كبير.

كما أن كل دول أوروبا الغربية تقريباً أفادت بأن عدداً من مواطنيها المسلمين ذهبوا إلى سورية، لكن منهم من مات في الحرب وأصبحوا «شهداء» من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والدول التي بها أقليات مسلمة كبيرة. كما أن الأميركيين يقاتلون الآن في سورية.

وكانت الحرب الأفغانية قد جذبت حوالى 20 ألف مقاتل أجنبي على مدار عقد، وفقاً لتقديرات الاستخبارات الأميركية. أي أن أفغانستان جذبت عدداً أكبر من المقاتلين، لكن على نطاق فترة زمنية أطول. ثم، لو استمرت سورية في جذب المقاتلين الأجانب بالمعدل نفسه، واستمرت الحرب الأهلية على مدار 10 سنوات، فإن الحرب السورية ستصبح بالتأكيد مصنعاً للتطرّف أكبر بكثير من أفغانستان.

من ناحية أخرى، أشار «ديلي بيست» إلى أن سورية تمثل مبعث قلق من نواحي أخرى، فالكثير ممّن يطلق عليهم العرب الأفغان، وصفوا بأنهم «جهاديون» سياح عند مشاركتهم في الحرب الأفغانية. ولم يقم عدد كبير من العرب والمسلمين أبداً بعبور الحدود الأفغانية، لكنهم وصلوا إلى باكستان والتقطوا صوراً لهم بالبنادق الآلية في مخيمات اللاجئين الأفغان وقواعد تدريب «المجهادين» في باكستان.

ولعب هؤلاء أدواراً في التطرّف في بلادهم، مثل المقاتلين الجزائريين الذين كانوا عاملاً في بدء الحرب الأهلية في الجزائر، كما لعبوا دوراً في مصر في موجة الإرهاب التي اجتاحتها في التسعينات. كما أن موسوعة الجهاد العالمي تمتلئ بمقاتلي الحرب الأفغانية بدءاً من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى