تركيا إلى أين؟… 2

تركي حسن

ـ يعلم الجميع أنّ أردوغان أجرى تعديلات هيكلية على الحكم في تركيا تتوافق وأهوائه الشخصية ونزعته التسلطية… بحيث تنتقل تركيا إلى نظام حكم رئاسي يتيح له قيادتها لعشر سنوات مقبلة عبر ذهابه للرئاسة بانتخابات مباشرة من الشعب ستجرى في آب المقبل، بعد أن استنفذ الترشح لرئاسة الحكومة وفق النظام الداخلي لحزبه.

لهذا أجد أننا أمام أربعة أشهر صعبة في تركيا وما ستعكسه على الوضعين السوري والعراقي لمجموعة من الأسباب بدت في المشهد التركي في عامي 2013 2014، فمن وصفه لتظاهرات ساحة تقسيم وحديقة غيزي، إلى المناورة لاجتذاب أصوات الأكراد عبر الإعلان عن مفاوضات مع أوجلان ـ مناورة بدت ساذجة لا تقنع أحداً ـ، إلى التدخل في شؤون الإعلام، وهبوط مستوى خطابه السياسي تجاه خصومه من القوى السياسية وحركة محبة لغولين باستخدامه كلمات بذيئة خارجة عن الأخلاق. ثم مخاطبة المجتمع التركي وتقسيمه إلى مجموعات طائفية ومذهبية وعرقية، واتهام الآخرين بطوائفهم.

ـ لقد ذهب أردوغان بعيداً لكسب الانتخابات البلدية في تهشيم المجتمع التركي وتقسيمه حيث ظهر مستعداً لأي عمل في سبيل تحقيق الفوز، وأي مراقب تابع تلك الانتخابات لا بدّ أن يسجل ملاحظاته على أردوغان وحزبه قبل وأثناء وبعد هذه الانتخابات أُجملها بما يأتي:

1 – الأوصاف التي أطلقها على خصومه الخارجة عن آداب العمل السياسي.

2 – الاعتداء على الإعلام وعلى حق الشعب التركي في حجبه وسائل التواصل الاجتماعي – تويتر وفايسبوك لأنها بدأت تكشف عوراته وفساده وفساد حزبه.

3 – الصراع الحاد مع حليف الأمس فتح الله غولين الذي كان له ولمؤسساته دور كبير في النجاحات السابقة.

4 – دفع المجموعات الإرهابية في معارك جديدة داخل سورية كمعركة كسب وحلب من أجل إدخالها كورقة في صندوق الاقتراع.

5 – استعداده للعمل العسكري المباشر في سورية سواء إسقاط الطائرة السورية داخل سورية أو تقديم الدعم العسكري المباشر في معارك كسب… أو التسريب لاجتماع بعض قياداته وهم يحضرون التلفيقات والأكاذيب لتبرير التدخل العسكري، وبخاصة أنه لم ينكر ذلك، وصبّ جام غضبه أمام مؤيديه لمن سرّب ذلك اللقاء، وليس لمضمونه.

6 – اعتماد الخطاب المذهبي لشدّ عصب جمهوره وليطرح للمرة الأولى في تركيا السنيّة السياسية لشدّ عصب المتطرفين.

وفيما تركيا تتحضّر لانتخابات الرئاسة المقبلة… سيحاول حزب العدالة والتنمية الفوز بها ليبقى قابضاً على السلطة، وأعتقد أنّ القوى السياسية الأخرى تتحضّر لها أيضاً… وستخوض القوى السياسية صراعاً حاداً عبر الشارع والإعلام والتظاهرات والتجمعات في الساحات. ومن المؤكد أنها ستعتمد في حركتها لإظهار قوتها على مجموعة من التحركات واستطلاعات الرأي التي ستنفذها معاهد ومؤسسات ووسائل إعلام تحدّد فيها اتجاهات الرأي العام لكي يذهب كلّ حزب أو مرشح للتأثير في الرأي العام واستمالته… ولكون الانتخابات الرئاسية تجري للمرة الأولى بصورة مباشرة. أي لا توجد نتائج انتخابات أو قياسات رأي سابقة يمكن الركون إليها، لذا اتّخذتُ من الانتخابات البرلمانية والبلدية السابقة منطلقاً أولياً للقياس والاحتمالات المقبلة:

أولاً- الانتخابات البرلمانية 1973 – نظام غير محدد – مجموع الأعضاء 450 عضواً.

– حزب الشعب 33,3 في المئة – 185 عضواً.

– حزب العدالة 29,8 في المئة – 149 عضواً

– الحزب الديمقراطي 11,9 في المئة – 49 عضواً.

– حزب الإنقاذ 11,8 في المئة – 48 عضواً.

– حزب الثقة 5,3 في المئة – 13 عضواً.

– الحركة القومية 3,4 في المئة – 3 أعضاء.

– الوحدة التركية 1,2 في المئة عضو واحد.

– مستقلون 2,8 في المئة – 6 أعضاء.

ثانياً: الانتخابات البرلمانية 2002- نظام محدّد بنسبة 10 في المئة d,hondt العدد- 550 عضواً.

– حزب العدالة والتنمية 34,3 في المئة – 363 عضواً.

– حزب الشعب الجمهوري 19,4 في المئة – 178 عضواً.

– مستقلين 1 في المئة – 9 أعضاء.

ثالثاً: الانتخابات البرلمانية 2012- نظام محدد بنسبة 10 في المئة d,hondt العدد 550 عضواً.

– حزب العدالة والتنمية 49,8 في المئة -327 عضواً.

– حزب الشعب الجمهوري 28 في المئة – 135 عضواً.

– الحركة القومية 13 في المئة – 53 عضواً.

– مستقلون 6,6 – 35 عضواً.

رابعاً: الانتخابات البلدية 30 آذار 2014

– حزب العدالة والتنمية 44 في المئة.

– حزب الشعب الجمهوري 28,5 في المئة.

– الحركه القومية 15,8 في المئة.

كما سيطر الأكراد على 12 ولاية في جنوب شرقي تركيا وظهر حزب كردي إسلامي:

ـ حزب الهدى حصل على 6 في المئة من الأصوات كانت تذهب إلى حزب العدالة والتنمية.

…. يتبع

باحث في الشؤون الاستراتيجية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى