المقاومة والجيش وضعا حداً لأطماع العدو

مرجعيون ـ رانيا العشي

وسط جوّ ماطر، باشرت وحدة دولية من فريق الهندسة في الكتيبة الكمبودية، عملية تنظيف مجرى نهر الوزاني عند «قرية حصن الوزاني السياحية» في جنوب لبنان قبالة قرية الغجر المحتلة، مستخدمة جرافة من نوع بوكلين، عملت على إزالة الصخور والأتربة التي خلفتها العوامل الطبيعية من المجرى، وذلك بإشراف لجنة مشتركة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل راقبت عملية التنظيف.

وواكب عملية تنظيف مجرى الوزاني، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، قائد اللواء التاسع في الجيش العميد أحمد بدران، قائد الكتيبة الإسبانية المقدم فرناندو كابيلا، وممثل عن قسم التجهيز والتخطيط في قيادة «اليونيفيل»، وضباط من مراقبي الهدنة الدوليين.

وتأتي عملية التنظيف، بعد الاتفاق الذي تمّ أول من أمس خلال الاجتماع الثلاثي العسكري الدوري في الجنوب بين الضباط اللبنانيين والإسرائيليين في موقع للأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة برعاية وحضور القائد العام لقوات «اليونيفيل» في الجنوب الميجور جنرال باولو سيرّا، على قيام «اليونيفيل» بتنظيف المجرى لمسافة 120 متراً في منطقة تشكل نقطة اختلاف حول الخط الأزرق الذي يمرّ وسط مجرى الوزاني.

الجيش يدحض الادعاءات «الإسرائيلية»

وكان عرض الجانب اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان العميد الركن محمد جانبيه، خلال اللقاء الانتهاكات «الإسرائيلية» المستمرة للخط الأزرق.

وأعلن بيان لقيادة الجيش أنه «تمت خلال الاجتماع مناقشة الحوادث المتعلقة بالقرار 1701، الحاصلة في الفترة الأخيرة والإجراءات اللازمة لمنع تكرارها». وأضاف: «عرض الجانب اللبناني الخروقات «الإسرائيلية» في الفترة الأخيرة، وركز على موضوع الانتهاكات المتكررة للدوريات «الإسرائيلية» للخط الأزرق، وحادثة خطف الرعاة من داخل الأراضي اللبنانية والتعرض للمواطنين اللبنانيين في المناطق الحدودية، ومحاولة منعهم من استثمار أراضيهم القريبة من الخط الأزرق»، كما طالب «بوقف هذه الخروقات وإزالة حقول الري المحاذية للخط الأزرق»، كذلك جدد «المطالبة بالانسحاب «الإسرائيلي» من الجزء اللبناني لبلدة الغجر».

من جهته، أكد الجنرال سيرّا العمل على تنظيف نهر الوزاني من دون إجراء أي تغيير في المجرى، كما وعد بمتابعة عدد من الحالات الخاصة على طول الخط الأزرق، ولا سيما في بلدة بليدا، وطلب من الجانبين التزام آلية التنسيق والارتباط مع قوة الأمم المتحدة، والتعاون التام مع هذه القوات لإزالة كل أسباب التوتر، والمحافظة على الاستقرار تطبيقاً للقرار 1701.

وذكرت مصادر أن «الجانب اللبناني في اللقاء الثلاثي دحض الادعاءات الإسرائيلية مؤكداً أن الوزاني مياهه لبنانية على أرض لبنانية، مقدماً وثائق وخرائط تثبت ذلك».

وأشارت إلى أنه «أثيرت قضية بئر شعيب في بليدا والذي تزعم «إسرائيل» أن الخط الأزرق يعبر فيه أيضاً، فكان نفي لبناني لهذه الادعاءات. إلا أن الجانب الإسرائيلي بقي مصراً على طرحه، فتم تأجيل البحث في هذه المسألة، ورفض الإسرائيليون قيام أهالي بلدة بليدا بتنظيف البئر».

مع عملية التنظيف، راقب عناصر من مراقبي الهدنة الدوليين الموجودين بمحاذاة سياج الغجر المحتلة، الأشغال الجارية على مجرى النهر، في وقت لوحظ غياب الدوريات العسكرية المعادية أثناء علمية التنظيف التي كانت تجوب الحدود على مدار الساعة.

ونظراً إلى سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي تساقطت أمس، توقف العمل في تنظيف مجرى النهر حتى اليوم الجمعة، حيث ستتمّ الاستعانة بجرافات مدنية لبنانية بسبب صعوبة تنظيفه.

هاشم

وفي تصريح له، رأى النائب قاسم هاشم «أنّ بدء تنفيذ قرار تنظيف النهر الذي تقوم به قوات الطوارئ الدولية، جاء بعد إصرار لبنان على كلّ المستويات على إجراء هذا العمل، خصوصاً الجهد الذي بدأه الرئيس نبيه بري إذ أطلق الصرخة منذ اليوم الأول بأنّ للبنان الحق في إجراء أيّ عمل من أجل تنظيف مجرى نهر الوزاني واستثمار هذه المياه وكلّ حبة تراب على الحدود الجنوبية».

وأكد هاشم «أنّ الإصرار اللبناني والإرادة الوطنية اللبنانية انتصرت، وأدت إلى رضوخ العدو الإسرائيلي والاستجابة إلى الاتصالات التي أجرتها قوات اليونيفيل للبدء بعملية تنظيف مجرى نهر الوزاني من أجل الاستثمار ومساعدة أصحاب المنتزهات»، مشيراً إلى أنه «متى توافرت الإرادة اللبنانية على كلّ المستويات، وتضافرت الجهود سياسياً وعسكرياً وشعبياً، فإنها تستطيع أن تحفظ سيادة هذا الوطن وتمنع العدو الإسرائيلي من الاستمرار في عدوانه».

وأشار هاشم، إلى «أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة، تستطيع أن تضع حداً للأطماع الإسرائيلية ولكلّ عمل عدواني».

جابر

وأشاد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر بإصرار الجيش اللبناني على تنظيف مجرى الوزاني وإجبار العدو الإسرائيلي على الرضوخ لهذا الموضوع». وأضاف: «الشكر الكبير للمقاومة الباسلة وللجيش اللبناني اللذين وضعا معادلات جديدة من توازن الرعب في المنطقة، تجعل من التهديدات الإسرائيلية من دون مفاعيل»، وأضاف: «لبنان يتمسك بحقه وبمياهه وأتمنى على الحكومة اللبنانية وعبر وزارة الخارجية أن تبادر وبشكل سريع إلى التواصل مع الأمم المتحدة للمطالبة بتطبيق كل الاتفاقيات الدولية بما يتعلق بحقوق لبنان وحصته من مياه الوزاني»، وتابع: «لبنان يأخذ أقل بكثير مما يحق له قانوناً بحسب معايير الأمم المتحدة وبحسب التقارير، ونطالب بتحريك هذا الموضوع على مستوى الأمم المتحدة لمعالجته بشكل سريع».

ظاهر

وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية بليدا محمد ظاهر: «إن الخط الأزرق يبعد عن البئر 75 متراً، كما أن هناك صكوكاً منذ عهد العثمانيين تؤكد لبنانيته»، مشيراً إلى أن «المزاعم الإسرائيلية باطلة»، ومؤكداً: «أننا مع ما يقرره الجيش اللبناني الذي عاين البئر ولديه خرائط تثبت لبنانيته».

وشكر خليل العبدالله أحد أصحاب منتزه حصن الوزاني، الرئيس نبيه بري وقيادة الجيش وعلى رأسها العماد جان قهوجي والعميد علي شحرور وكل من ساعد للتوصل إلى هذا الاتفاق الذي سمح بتنظيف مجرى نهر الوزاني، وداعياً السياح واللبنانيين إلى زيارة منتجع الوزاني لمشاهدة جمال الطبيعة والتمتع بمجرى مياه نهر الوزاني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى