السنيورة من بكركي: لعمل حقيقي ينهي الشغور
رأى رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة «أنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى، ولا سيما بسبب الحال الذي وصلنا إليه من المزيد من انحلال الدولة وهيبتها، وأيضاً بسبب الأوضاع المتطورة في المنطقة، أن يكون هناك عمل حقيقي ودؤوب وواضح لإنهاء حال الشغور الرئاسي، لأن استمراره يؤدي بالدفع بلبنان إلى السقوط في أتون هذا الوضع المتأزم في المنطقة».
وأشار بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي إلى «أن موضوع الشغور الرئاسي ليس هماً محصوراً في فئة من اللبنانيين، ولا يقتصر على مشكلة مسيحية، بل هو مسألة تهمّ جميع اللبنانيين، وتهم أيضاً العرب، لأن هذا البلد اللبناني الوحيد هو البلد الذي فيه رئيس مسيحي في كل الأقطار العربية، وبالتالي فإن إنهاء حال الشغور الرئاسي لا يهم اللبنانيين فقط بل كل العرب، وما توصلنا اليه من اتفاق للطائف أنهى الحرب الأهلية، ويؤدي إلى إيجاد هذه الحال مما يسمى العيش المشترك الذي نحترمه جميعاً والذي هو في أساس تعاقدنا كمواطنين في لبنان».
ولفت السنيورة الى أنه «أمامنا الكثير من التحديات وعلينا دعم الإعتدال في لبنان والمنطقة»، وقال: «نمر بظروف صعبة والمخاطر تنال من الجميع والتطرف لا يعيش إلا بوجود تطرف آخر ووحدها السلطة الشرعية تحمي الدولة وليس التسويات السياسية».
وأشار إلى «أن مسألة الرئيس القوي هو الرئيس الذي يستطيع أن يجمع اللبنانيين ليس بزنده ولكن بقيادته وعقله وانفتاحه وقدرته على جمع اللبنانيين. هذه الصفات هي التي تجعل منه الرئيس القوي وليست أي صفات أخرى، وبالتالي آن الاوان لكي ندرك هذه الحقائق وأن نتصرف على أساسها من أجل من؟ من أجل اللبنانيين حتى نستطيع أن نحمي عيش اللبنانيين الموحد وحتى نحافظ على أمن واستقرار لبنان وقدرته على أن يبني دولة مدنية تستطيع أن تحترم كل اللبنانيين وأن تؤمن لهم الامن والاستقرار والفرص للمستقبل ليبنوا عيشهم المشترك».
وأكد السنيورة «أن هذا الطريق هو الوحيد الذي يستطيع أن يأخذنا للمستقبل، كي نشارك في صناعة مستقبلنا، وإلا فإننا بعملنا وتقاعسنا وإصرارنا على المزايدات في ما بيننا سنزيد من إقحام لبنان واستدراجه الى أتون المشاكل المتصاعدة في المنطقة، فبدلاً من أن نكون عاملاً مساعداً من أجل تخفيف التوترات أولاً لحماية لبنان وثانياً للإسهام في إزالة او تخفيف التوترات في المنطقة نكون لبنان عامل تأجيج لهذا الصراع القائم في المنطقة».