خطة جعل مخيمات اللاجئين إمارات إرهابية
يوسف المصري
هناك نظرية قديمة جديدة متداولة في محافل أمنية وسياسية ويتم النظر إليها على أنها الأخطر وأنها أم الأهداف «الإسرائيلية» في لبنان وفي سورية.
وجوهر هذه النظرية تقوم على تحويل الفلسطينيين في مخيمات لبنان، لا سيما مخيمي برج البراجنة في بيروت وعين الحلوة في صيدا، من لاجئين ينتظرون تطبيق قرار حق العودة إلى وطنهم، إلى إرهابيين متشددين ومذهبيين ينتمون إلى «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة»، الخ…
الهدف «الإسرائيلي» من ذلك هو إنهاء اللجوء الفلسطيني وتصفيته بصفته ثلاثة أرباع القضية الفلسطينية، وتحويل لاجئي لبنان وسورية الفلسطينيين إلى وقود في صراع الفتنة المذهبي في المنطقة.
ومن ناحية ثانية تريد الخطة «الإسرائيلية» جعل المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بمواجهة بعضهما بعضاً وهكذا تضرب «إسرائيل» عصفورين في جحر واحد، وتتخلص من أخطر عدوين لها في آن.
وبعد احتلال «داعش» لمخيم اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك في دمشق، ومن ثم تغطية تواجدها فيه بعلم النصرة، وتغطية الرئيس الفلسطيني لمسيرة أخذ المخيم ليصبح جزءاً من دولة «داعش»، فان الأنظار تتجه لاحتمال نقل تجربة ما يحدث في اليرموك السوري إلى عين الحلوة اللبناني، خصوصاً بعد تعاظم المؤشرات المقلقة على هذا الصعيد داخل المخيم في الفترة الأخيرة والتي بدأت بقتل جماعة «جند الشام» للمواطن اللبناني مروان عيسى وترك شعارات على جثته هدفها استفزاز حزب الله والمقاومة، واتصالاً بحقيقة رفض رام الله التعاون مع الفصائل الفلسطينية في المخيم من أجل تشديد مراقبتها لحي الطوارئ الذي تتواجد فيه المجموعات التكفيرية.
مخيم عين الحلوة أمام امتحان أمني خطر، والمطلوب تدارك أخطار أن تنتقل إليه ظاهرة تحويل مخيم اليرموك لإمارة إرهابية.
من جهتها الدولة اللبنانية بالتعاون مع قوى عدة في المخيم تسعى لإبقائه شاهداً على حق العودة بدل جره لمؤامرة تحويله إلى أحد متاريس الفتنة المذهبية، وهي تنجح في ذلك نتيجة تلاحم الوعي الفلسطيني واللبناني عند حقيقة إدراك الحفاظ على القضية الفلسطينية وتجنب جعلها جزءاً من الركام الذي تخلفه الهجمة الإرهابية على المنطقة.