الديناصور البافاري يكتسح بورتو… ونيمار يقود البرسا إلى نصف النهائي الملكي في لقاء الحسم على أرضه والسيدة العجوز أقرب من موناكو

لقّن بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، ضيفه بورتو درساً لا يُنسى، عندما انتصر عليه بنصف «دستة» من الأهداف لهدفٍ في المباراة التي أقيمت في أليانز آرينا في إياب الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، ليتحصل البافاري على بطاقة العبور إلى نصف النهائي بمجموع المباراتين 7-4.

أحرز أهداف العملاق البافاري تياغو ألكنتارا وروبرت ليفاندوفسكي هدفين وتوماس مولر وجيروم بواتينغ وتشابي ألونسو، بينما الهدف الوحيد لبورتو كان من خلال جاكسون مارتينيز.

كان بايرن قد خسر مباراة الذهاب بثلاثة أهداف لهدف، وكان مطالباً بأن يحرز هدفين فقط لضمان الوصول لنصف النهائي، إلا أن البافاري عاقب البرتغالي على فوزه بالبرتغال بهزيمة ساحقة مع أداءٍ رائع.

بدأت المباراة بضغطٍ كبير من البايرن الذي كان سعيه واضحاً للتسجيل مبكراً حتى يسهّل مهمّته، ومن عرضية نموذجية من خوان بيرنات، دخل تياغو ألكنتارا إلى منطقة الجزاء وسدّد قذيفة برأسه سكنت الشباك في الدقيقة 14، ولم يستريح البايرن وأخذ في الضغط بقوّة حتى الدقيقة 22 التي شهدت الهدف الثاني، بعد ركنية أعطاها برأسه هولغر بادشتوبر لجيروم بواتينغ الذي وضعها باقتدار في الزاوية الأرضية اليُسرى معلناً عن الإصابة الثانية.

ولم تمر 5 دقائق حتى انطلق فيليب لام من الجبهة اليُمنى ومرّرها عرضية لتوماس مولر الذي بدوره أعطاها لروبرت ليفاندوفسكي الخالي من الرقابة بلمسة واحدة سحرية ليحوّلها برأسه إلى الشباك، تبعها بعشر دقائق مع انهيار تام لبورتو تسديدة لمولر ارتطمت بأحد المدافعين وغيرت مسارها وسكنت الشباك.

وقبل أن ينتهي الشوط الأول بـ5 دقائق، مرّر مولر الكرة لليفاندوفسكي الموجود داخل منطقة الجزاء والذي سدد الكرة بمهارة شديدة ودخلت المرمى لينتهي الشوط الأول بمفاجئة لم يتوقّعها أكثر الجماهير البافارية المتفائلة، خماسية نظيفة.

في الشوط الثاني وبعد الاستعراض الكبير الذي قام به البايرن في الشوط الأول، تحسن أداء

بورتو كثيراً مع تبديلات المدرب، وفي الدقيقة 73 ترجم جاكسون مارتينيز أفضلية بورتو لهدف، بعد عرضية من هيريرا له داخل منطقة الجزاء وهو من دون رقابة سجلها برأسه.

الدقيقة 86 شهدت بطاقة حمراء لبورتو بعد عرقلة ماركانو لتياغو وتحصله على البطاقة الصفراء الثانية، ومن خلال الخطأ الذي كان على أعتاب منطقة الجزاء، سدد ألونسو الكرة بصورة رائعة في الشباك محرزاً هدف فريقه السادس والأخير بالمباراة.

برشلونة باريس سان جيرمان

وقاد الدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا فريقه برشلونة، متصدّر الدوري الإسباني، للتأهل للدور نصف النهائي من دوري الأبطال، بعد الفوز على باريس سان جيرمان، متصدّر الدوري الفرنسي، بهدفين نظيفين بالتخصّص على ملعب «كامب نو» في إياب الدور ربع النهائي.

سجل نيمار هدفي برشلونة الرائعين في الدقيقتين 14 و34 ، وهما الهدفان الرابع والخامس خلال 4 لقاءات للنجم البرازيلي أمام فريق العاصمة الفرنسية، كما أنها المرة الثانية التي يطيح بها الفريق الكتالوني بمنافسه الفرنسي من الدور ربع النهائي خلال موسمين بعد موسم 2012-2013.

وبذلك يكون برشلونة قد فاز 5-1 بمجموع المباراتين ليؤكّد جدراته بالتواجد في المربع الذهبي حيث سبق أن فاز في لقاء الذهاب بباريس بنتيجة 3-1 .

جاءت بداية اللقاء هادئة نسبياً من الفريقين، وتمركز اللعب في وسط الملعب في أول 10 دقائق من دون أي تهديد على المرميين، وكانت الأفضلية لبرشلونة في الاستحواذ على الكرة والانتشار الهجومي. وترجم الإسباني أفضليته الهجومية بالهدف الأول الرائع الذي جاء عبر انطلاقة «الرسام» انييستا من منتصف ملعبه مراوغاً 3 لاعبين دفعة واحدة ومرّر كرة سحرية لنيمار انفرد على إثرها بمرمى الضيوف وراوغ حارسه سيريجو قبل أن يودعها في شباكه في الدقيقة 14 .

حاول الضيوف الردّ عبر محاولات ابراهيموفيتش وكافاني وباستوري إلا أن خطّ دفاع أصحاب الأرض وحارس مرماهم تصدّوا لجميع المحاولات الهجومية للباريسيين، بينما ألغى حكم اللقاء النرويجي سفين أودفار موين هدف غير شرعي لإبراهيموفيتش بداعي التسلّل 18 .

لم يشكّل ميسي، الذي كان حاضراً غائباً عن المباراة، أي تهديد على مرمى الضيوف في اللقاء باستثناء تسديدة هيأها له سواريز إلا أن البرغوث لعبها عالية فوق العارضة 23 .

وفي الدقيقة 34 ومن كرة عرضية سحرية للبرازيلي ألفيس استقبلها نيمار برأسه لتسكن على يمين سيريجو حارس الضيوف محرزاً الهدف الثاني له ولفريقه والخامس للنجم البرازيلي خلال 4 مواجهات أمام الأمراء، وهو الهدف رقم 95 لثلاثي برشلونة نيمار وميسي وسواريز في الموسم الحالي ليقتربوا من رقم الثلاثي ميسي وهنري وايتو في 2009.

في الشوط الثاني، فاجأ انريكي مدرب برشلونة، الجميع بتبديل انييستا، نجم الشوط الأول، مشركاً تشافي هرنانديز، وكانت أول فرصة للضيوف عبر تسديدة ماتويدي لكرة ساقطة «لوب» أمسكها تير شتيغن بصعوبة بعد ارتطامه بالقائم 47 .

انتزع الأمراء الاستحواذ من أصحاب الأرض خلال الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني قبل أن يستعيد برشلونة سيطرته واستحواذه مجدداً خلال النصف ساعة المتبقية من اللقاء، وكاد فيراتي أن يقلص الفارق بتسديدة رائعة أنقذها تير شتيغن.

ودفع لوران بلان بآخر أوراقه الهجومية حيث أشرك لافيتزي ورابيو على حساب كافاني وماتويدي إلا أن دفاع برشلونة حال دون أي خطورة على مرماه، وتصدّى تير شتيغن لتسديدة لافيتزي فيما أهدر ميسي، الغير موفق، فرصة أبعدها الدفاع الباريسي وتسديدة خطيرة مرّت بجوار القائم لتنتهي مباراة الإياب بفوز النادي الكتالوني على منافسه الباريسي بهدفين نظيفين.

ريال مدريد ـ أتلتيكو

يدخل ريال مدريد حامل اللقب إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام جاره أتلتيكو مدريد اليوم في وضع لا يحسد عليه بسبب تكاثر إصاباته، فيما يأمل يوفنتوس عدم الخسارة في موناكو ليبلغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2003.

وما يصعّب من مهمة ريال مدريد الباحث عن تأهل خامس على التوالي إلى نصف النهائي، أن الكفّة تميل لمصلحة أتلتيكو هذا الموسم إذ فاز على منافسه 4 مرات وتعادل 3 مرات في المباريات الـ7 التي جمعت الفريقين، آخرها انتهت بالتعادل السلبي الأسبوع الماضي على ملعب «فيسنتي كالديرون» ذهاباً.

وتوّج ريال مدريد في الموسم الماضي بلقبه الأول منذ 2002 والعاشر في تاريخه الأسطوري بفوزه على جاره 4-1 في المباراة النهائية. كان أتلتيكو متقدّماً 1-0 حتى الثواني الأخيرة من الوقت الأصلي قبل أن تهتز شباكه بهدف التعادل الذي سجله سيرخيو راموس وجرّ من خلاله الفريقين إلى شوطين إضافيين هيمن عليهما النادي الملكي بشكلٍ كامل وسجل خلالهما ثلاثة أهداف عبر الوايلزي غاريث بايل والبرازيلي مارسيلو والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

وسيغيب لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش الذي يعاني من التواء حاد على مستوى الركبة اليمنى، عن مواجهة «سانتياغو برنابيو»، بالإضافة إلى الجناح الوايلزي غاريث بايل المصاب بفخذه خلال الفوز على ملقة 3-1 في الدوري حيث يطارد ريال غريمه برشلونة ويتخلّف عنه بفارق نقطتين. كما يغيب عن تشكيلة الإيطالي كارلو أنشيلوتي ظهيره البرازيلي مارسيلو الموقوف، ويحوم الشكّ حول مشاركة المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة لإصابة في ركبته.

وفي ظل هذه الإصابات، تنفس ريال الصعداء مع عودة صانع الألعاب الكولومبي جيمس رودريغيز الذي سجّل هدفين في آخر 4 مباريات بعد غيابه شهرين عن الملاعب لكسر في قدمه، ليرتفع رصيده إلى 14 هدفاً هذا الموسم. وقال نجم كأس العالم الأخير لموقع ناديه: «كنت أسجل الأهداف قبل إصابتي وأقدم مستوى جيداً، والآن أفكر بنفس الطريقة».

ويعوّل الملكي على كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم الذي سجل في نهاية الأسبوع هدفه الـ50 هذا الموسم. لكن ريال قد يواجه أفضل دفاع في القارة الأوروبية، إذ تلقى «كولتشونيروس» هدفاً يتيماً في آخر 8 مباريات في المسابقة القارية، وحرموا جارهم من هز شباكهم 4 مرات في آخر 7 مباريات.

أما لدى أتلتيكو وصيف 1974 و2014 والذي عزّز موقعه الثالث المؤهّل إلى دوري الأبطال بفوزه على ديبورتيفو لاكورونيا 2-1، فيتوقّع أن يشارك في تشكيلة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني مهاجمه الكرواتي ماريو مانزوكيتش الذي تعافى من إصابة في كاحله إلى جانب الهدّاف المتألق الفرنسي أنطوان غريزمان الذي رفع رصيده التهديفي إلى 23 هدفاً هذا الموسم بينها 6 أهداف في آخر 5 مباريات.

ورفض لاعب وسط أتلتيكو راؤول غارسيا اعتبار أتلتيكو، الذي يخوض ربع النهائي للمرة الثانية فقط في آخر 18 سنة، الأقل ترشيحاً أمام العملاق ريال: «لا أعتقد أن الضغط أخفّ علينا. هذا ربع نهائي دوري أبطال أوروبا والفريقان يريدان التأهل». وعن نهائي لشبونة السنة الماضية أضاف غارسيا: «لقد نسينا لشبونة. لا نعيش في الماضي. كنا فرحنا لو أحرزنا اللقب لكن هذا لا يغيّر أي شيء وكنا سنبحث عن الفوز غداً في أي حال. كما يجب نسيان المواجهات الأخرى ضد ريال هذا الموسم فهي تخدم فقط لمعرفة على السكة الصحيحة».

موناكو – يوفنتوس

في مواجهة أخرى، يسافر يوفنتوس، الساعي لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2003، إلى ملعب «لويس الثاني» في موناكو مع أفضلية ضئيلة بفوزه على فريق الإمارة 1-0 سجله التشيلي آرتورو فيدال من ركلة جزاء في ملعب الإمارة.

يوفنتوس حامل لقب 1985 و1996، كان قوة ضاربة في تسعينيات القرن الماضي وبلغ النهائي 3 مرات، لكن مشواره الطليعي توقّف عند نهائي 2003 عندما خسر أمام مواطنه ميلان. وفشل فريق السيدة العجوز أن يسحب تألقه المحلّي بعد ذلك إلى الساحة الأوروبية التي لطالما برع فيها.

وسيعول يوفنتوس، الذي اقترب من لقب رابع على التوالي في الدوري المحلي، على نظافة شباكه في مباراة الذهاب ويكفيه عدم الخسارة أمام موناكو للعودة إلى المربع الأخير. ويتوقع أن يبقى المدرب ماسيمليانو آليغري على خطّة 3-5-2 التي ساعدت يوفنتوس في التغلب على مطارده لاتسيو 2-0 في الدوري المحلي نهاية الأسبوع.

يغيب عن يوفنتوس لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا ويشارك المخضرم أندريا بيرلو في مركز الوسط الدفاعي بعد عودته من الإصابة.

في المقابل، رأى مدرب موناكو البرتغالي ليوناردو جارديم أن اللعب خارج أرضه يناسب فريقه القوي في الهجمات المرتدة على غرار ما قام به في مباراة آرسنال 3-1 ضمن دور الـ16.

ورأى الظهير الفرنسي الدولي باتريس إيفرا المنتقل للدفاع عن ألوان يوفنتوس بعد فترة طويلة مع مانشستر يونايتد الإنكليزي وقبلها مع موناكو بالذات بين 2002 و2006: «لست متفاجئاً بموناكو لأننا لم نقلّل من تقديرهم، فقد لعبوا جيداً ضدنا. أعتقد أن مباراة الإياب ستكون مختلفة وسيسيطر يوفنتوس أكثر على المجريات». وتابع: «كنت فخوراً جداً بموناكو عندما فازوا على آرسنال إذ لعبوا من دون خوف. بعض لاعبي موناكو يرون أنهم أفضل خارج ملعبهم لأن الملاعب والأجواء مختلفة».

وعاد موناكو هذا الموسم إلى دور المجموعات للمرة الأولى منذ موسم 2004-2005 وبلغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2003-2004 حين تخطى ريال مدريد وتشلسي الإنكليزي قبل أن يحرمه بورتو من اللقب بالفوز عليه 3-0 في النهائي. ويحتل فريق الإمارة المتوسطية المركز الثالث في الدوري المحلي راهناً، ولم يخسر سوى مرة واحدة في اخر 18 مباراة لكنه تعادل كثيراً آخرها أمام رين 1-1، ليفقد آماله المنطقية بإحراز اللقب أمام ليون وباريس سان جرمان.

ويحوم الشك حول مشاركة قائد الوسط المخضرم جيريمي تولالان وجيفري كوندوغبيا بسبب الإصابة، ويملك جارديم خيار الدفع الهجومي بالبلغاري ديميتار برباتوف أو أنطوني مارسيال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى